بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
تكلم أهل العلم على مسألة وصف الكافر بالحاج، فقالوا:
قال أحمد ابن تيمية (ت728هـ): «وَمَنْ قَالَ لِذِمِّيٍّ يَا حَاجُّ عُزِّرَ لِأَنَّ فِيهِ تَشْبِيهَ قَاصِدِ الْكَنَائِسِ بِقَاصِدِ بَيْتِ اللَّهِ، وَفِيهِ تَعْظِيمُ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُشَبِّهَ أَعْيَادَ الْكُفَّارِ بِأَعْيَادِ الْمُسْلِمِينَ». الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 534)
نقل العبارة بعينها ابن مفلح في الفروع وتصحيح الفروع (10/ 120)
قال أبو البقاء الدَّمِيري الشافعي (ت ٨٠٨هـ): «يعزر من وافق الكفار في أعيادهم، ومن يمسك الحية، ويدخل النار ومن قال لذمي: يا حاج، ومن هنأه بعيد، ومن سمى زائر قبور الصالحين حاجًا». النجم الوهاج في شرح المنهاج (9/ 244)
نقلها بعينها الرملي [حاشية الرملي الكبير] أسنى المطالب في شرح روض الطالب (4/ 162)
وقال الحجاوي: (ت ٩٦٨ هـ): «يعزر من يمسك الحية ويدخل النار ونحوه وكذا من ينقص مسلما بأنه مسلماني مع حسن إسلامه وكذا من قال لذمي: يا حاج أو سمى من زار القبور والمشاهد حاجا: إلا أن يسمى ذلك حجا يفند حج الكفار والضالين». الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (4/ 273)
وقال ابن النجار الفتوحي الحنبلي (٩٧٢هـ): «(ومن قال لذمي: يا حاج) أدب، لأن فيه تشبيه قاصد الكنائس بقاصد بيت الله سبحانه وتعالى. وفيه تعظيم لذلك فإنه بمنزلة من يشبه أعيادهم بأعياد المسلمين وتعظيمهم». شرح منتهى الإرادات لابن النجار = معونة أولي النهى (10/ 470)
وقال الخطيب الشربيني الشافعي (ت ٩٧٧هـ) لما ذكر أسباب التعزير: «وَمن قَالَ لذِمِّيّ يَا حَاج». الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (2/ 526)
وقال مرعي الكرمي الحنبلي: «ويعزر من قال لذمي: يا حاج أو لعنه بغير موجب». دليل الطالب لنيل المطالب (ص318)