حركة نسائية صوفية أسستها منيرة القبيسي (1933 – 2022)
المؤسِّسة
منيرة بنت حمدي القبيسي
فلسطينية سورية من سكان دمشق، من عائلة ثرية تعمل في التجارة. درست في كلية العلوم بجامعة دمشق، ثم التحقت بكلية الشريعة. كما تتلمذت على مفتي سوريا في زمانه (أحمد كفتارو) الأشعري الصوفي النقشبندي، وعن (عبد الكريم الرفاعي) والد أسامة الرفاعي، ومحمد المنتصر الكتاني.
وعملت بالتدريس، وكان لها نشاط دعوي في مسجد “أبو النور” وهو من أشهر مساجد الصوفية. كما أخذت عن منظري جماعة الإخوان هناك، مثل مصطفى السباعي، ومحمد المبارك، وعصام العطار.
وصف الجماعة
الجماعة تستهدف الطبقة المثقفة والثرية من النساء، وزوجات وبنات المسؤولين. ومنهن: زوجة البوطي (أميرة العرجا) وكذلك زوجة القيادي الإخواني (فيصل المولوي) في لبنان،
للقبيسيات سمت يشبه أن يكون زيًّا موحدًا، وهو المانطو بشرط أن يكون أعلى من الكعب، وتحته تنورة، والحجاب المعقود، إلا أنه ليس حكرا عليهم، بل هو شائع في دمشق، إلا أن لهن طريقة خاصة سأذكرها بعد بإذن الله.
بدأ التنظيم بشكل سري، وكانت اللقاءات تجري في المنازل، وكان الأمر سريا إلى درجة كبيرة، وكانت الدروس تنقطع أحيانا عند الخوف من أمن الدولة. وبقي الأمر كذلك حتى 2005 صارت دعوتهن علنية، وأسهم في ذلك الدكتور البوطي الذي كانت زوجته منهن، ومحمد حبش عضو مجلس الشعب آن ذاك، حيث أكدوا أن الجماعة وطنية ودعوية، ليس لها توجهات ولا أفكار مريبة.
وهذا الخروج إلى المساجد أدى بهن إلى تقارب تدريجي مع النظام السوري. ثم حدث التقارب الأكبر بعد اندلاع الثورة السورية بسنة، وظهر تأييد من الجماعة له. مما جعل طائفة منهن يعلنَّ الانشقاق عن الجماعة.
وللجماعة نشاطات تطوعية ومجتمعية كثيرة.
الرتب في الجماعة
- الحَجَّة: وهي القيادية منيرة القبيسي
- الآنسات الكبيرات: وهن بمثابة القيادة للجماعة. وأولئك مع الحاجة يلبسن غطاء الرأس الأسود، دون الباقي.
- المشرفات: وهن المدرسات، ويلبسن غطاء الرأس الكحلي.
- طالبات الحلقات الخاصة: وهن اللاتي انتظمن في الجماعة، وبدأن بالتأهل ليكنَّ واعظات.
- طالبات الحلقات المفتوحة: وهن اللاتي يحضرن الدروس المفتوحة.
وقد جعلن هناك ترتيب للحلقات الدرسية، منها حلقات وعظية عامة، يستقطبن فيها البنات، ثم تترقى البنت من فئة إلى فئة.
عقائد وأفكار
- التأكيد على عمل المرأة واستقلالها.
- التركيز على اللباس، ومن قواعدهم: عدم لبس الجلباب الطويل، وعدم استخدام الدبابيس في الحجاب، وعدم لبس البنطال حتى في البيت.
- ولا يقبلن المنقبات بينهن.
- عندهن غلو كبير في معلماتهن، وهن يعتبرن من أولياء الله، وأهل الله.
- وإذا أخطأت المعلمة أو حدث شيء في المجلس، فالمتهم الطالبات، فيقال إن معاصيهن السبب. حتى أن البوطي مع دعمه للجماعة؛ انتقد هذه الظاهرة.
- وإذا غضبت المدرسة على الطالبة، فأكيد بسبب ذنوب الطالبة.
- كلام المعلمة يطاع ولا يعصى، ويقدم على الأهل والزوج.
- تستأذن المريدة شيختها في كل أمورها.
- لا تعترض المريدة على شيختها.
- وقد لا تتزوج القبيسية اقتداء بمعلمتها، فعدم الزواج منتشر فيهن، ولعل السبب تركيزهن على العمل والاكتفاء الذاتي.
- كشف الأسرار للمعلمة، والاعتراف بالذنوب لها، والمعلمة قد يلهمها الله ويخبرها بذنوب هذه الطالبة فتعنفها.
- يوجد الكثير من القواعد الآمرة بالحشمة، وآداب التعامل مع الرجال
- ومما انتقدوه عليهن: الأمر بعدم لبس الملابس القصيرة في البيت وأمام الأهل، وكذلك الأمر بوضع شيئ يسمى (القمطة) يغطي بعض الشعر يُلبس أمام الرجال المحارم حتى، وهذه لها أصل شرعي.
- لكن مما فيه تشدد زائد: النهي عن لبس البنطال في أي حال. والأمر بلبس الملابس الداخلية أثناء الاستحمام.
- عقديا، هن أشعرية، ولهذا كان الكتاب المعتمد عندهن في العقيدة هو (كبرى اليقينيات) للبوطي، وفي التفسير (مختصر الصابوني)
- هم صوفية نقشبندية كما هي المدرسة التي تربت فيها منيرة.
- والنقشبندية عندهم بدع كثيرة، من أخطرها بدعة (الرابطة الشريفة) وهي اعتقاد أن المريد لا يصل إلى الله إلا بواسطة شيخه. ولها تطبيق عملي وهو أن يغمض المريد عينيه، ويستحضر صورة الشيخ في ذهنه، ويقرأ أذكارًا ليصل إلى الله.
- كذلك فإنهن اقتبسن الفكر الحركي والتنظيمي من جماعة الإخوان. مع اهتمام بكتب سيد قطب، والقرضاوي، والغزالي، والمودودي.
- تعتمد الجماعة الأذكار الصوفية، كدعاء الرابطة، والصلاة النارية،
- يتهمن بالقول بوحدة الوجود، وذلك لورود عبارات تدل على ذلك كما سيأتي.
- نسب لهن كتابٌ اسمه (مزامير داود) غير معروف المؤلف، ولا يتداوله غيرهن، وفيه ضلالات، ولما افتضح أمره أنكرنه. ومما فيه:
- أستغفر الله من تركي للمعصية
- قل الله وحده في الكثرة ما ترى سواه في كل كائنة.
- ص 13: (وها أنا شىء عجيب لمن رءانى *** أنا المحب أنا الحبيب ما ثم ثان)
- ص 79: (طه الرسول تكونت من نوره كل البرية)
- ص 110: (نحن لو كنا أينما كنا *** شيختنا معنا لا تضيعنا)
- ومما جاء في كتبهن الأخرى: (المتاح من الموالد والأناشيد الملاح ص 348): يا حي يا قيوم قد بهر العقول سنا بهائك، عجبا خفاؤك في ظهورك أم ظهورك في خفائك.
- وفي كتاب (عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة) تأليف سعاد ميبر، وهو كتاب عقيدة معتمد عندهن، وجدت نقولات تدل على تخبط عقدي شديد.
جماعة منبثقة عنها
جماعة الطباعيات، أسستها فاديا الطباع في الأردن، وهي تلميذة لمنيرة القبيسي.
السحريات: في لبنان، نسبة لسحر حلبي.
جمعية البيادر في الكويت.
خاتمة
هذه الجماعة يدور حولها كلام كثير لم أذكره، كما يعتريها الغموض إلى حد كبير، وهي ملتزمة للصمت ضد ما يدور حولها من كلام.
المصادر
- كتاب (القبيسيات) تأليف: محمد خير موسى
- كتاب: (دراسة شاملة عن التنظيم النسائي السري) تأليف: أسامة السيد، الأحباشي.
- http://www.saaid.net/daeyat/fauzea/18.htm
- https://www.youtube.com/watch?v=1EyuWWvJ31k