لا يمكن معرفة البهائية إلا بعد الاطلاع على البابية لأن البهائية امتداد لها.
ملخص
البهائية دين حديث مستقل تماما عن سائر الأديان المعروفة، ويغلط من يظن أنهم طائفة إسلامية، بل لهم نبي خاص، واسمه البهاء، وقد حل فيه إلههم، وله كتاب مقدس اسمه «الكتاب الأقدس»، وشعائر خاصة من صلاة وصوم وحج.
معتقداتهم
- يعتقدون بنسخ شريعة رسول الله ﷺ.
- يقول إن الله لن يبعث نبيًا بعد البهاء لألف سنة[الأقدس37]
- يرون أن الله حل في البهاء
- كتابهم يسمى بـ«كتاب الأقدس» وله ملاحق كتبها البهاء وابنه وحفيده، كلها مقدسة عندهم [[1]]
- يكفرون بالبعث والحساب والجنة والنار، ويحرفون ما ورد فيها تحريفا شبيها بتحريفات الأشعرية لنصوص صفات الله.
- يجيزون الاختلاط وليس عندهم حجاب
- الرجل لا يتزوج إلا واحدة، وقد تزيد إلى اثنتين.
- يقول في كتابه «ليس لأحد أن يعترض على الذين يحكمون على العباد»
- يقولون بتناسخ الأرواح، وذلك أن أرواح الموتى تنتقل إلى غيرهم.
التفصيل
ولد «حسين علي نوري» في عام 1233هـ في قرية نور بقرب طهران، في أسرة ثرية مقربة من الحكومة ومن السفارة الروسية، وقد تلقى في صغره مختلف العلوم الشيعية والصوفية والباطنية، كما قال ابنه. إلا أنه أنكر ذلك وقال إنه أمي ما درس شيئًا وإنما جاءه العلم إلهامًا من الله[الأقدس104] ليضاهي دعوة الصادق الأمين ﷺ. مع أن الذين كتبوا في سيرته قالوا أنه درس كتب الصوفية والشيعة وغيرها [[2]]
اعتنق حسين النوري الدين البابي منذ بداية إعلانه عام 1260هـ وأطلق لاحقا على نفسه لقب «بهاء الله» إلا أنه كان جبانًا لا يشاركهم حروبهم ضد الحكومة، ولكنه كان له دور في رسم معالم دينهم، وفسر لهم سورة الواقعة تفسيرا باطنيًا يؤيد ذلك الفكر ويقول فيه إن شريعة الباب نسخت شريعة الإسلام، ثم قبض عليه معهم، وتوسط له سفير روسيا لإخراجه. ثم نفي مع أخيه إلى بغداد، ومنحته سفارة بريطانيا جنسيتها.
قبل هلاك الباب أوصى بالخلافة بعده لرجل يلقب بـ«صبح الأزل» وهو أخو «البهاء» هذا، إلا أن البهاء زعم أنه أحق بالخلافة من أخيه، ثم أعلن «البهاء» أنه هو خليفة الباب، والتجلي الأعظم. وانقسم البابيون، ثلاث طوائف:
بابيون: لم يتبعوا هذا ولا ذاك، وبقوا على دين الباب.
وأزليون: اتبعوا «صبح الأزل»
وبهائيون: اتبعوا «البهاء» وهم الذين انتشروا، وأما الباقي فهم قلة سبه معدومة.
والبهائيون يعتقدون بأن الباب
نفت الحكومة «البهاء» وأخاه إلى مدينة «أدرنة» على الحدود التركية البلغارية.
ثم نفتهما الحكومة العثمانية، نفت «صبح الأزل» إلى قبرص. ونفت «البهاء» إلى عكا في فلسطين.
وفي عكا سُجِنَ وألف البهاء كتابا زعم أنه من عند الله، سماه «الأقدس» وألف كتبا أخرى. ووصف كتابه هذا بقوله: «وهو لحجة عظمى للورى، وبرهان الرحمن لمن في الأرضين والسماوات» وزعم البهاء أن كتابه هذا ينسخ القرآن، وقال: «إن جميع الأحكام المنزلة سابقًا قد نُسِخَت؛ لأنها لم تَعد منسجمة مع احتياجات الإنسان المُعاصر، وإن الأقدس جاء بالتشريعات المتلائمة مع العصر» وقال حفيده «شوقي أفندي» عن هذا الكتاب: «سيسود نظامه الكوكب الأرضي بأسره»[[3]]
وزعم أن كتابه أفضل من القرآن فقال: «هو الكتاب المهيمن على ما سبقه، والناسخ له، لأن ما سبقه أوحي بواسطة جبريل، أما هذا الكتاب الأقدس؛ فقد جاء به الرب نفسه»[[4]]
فقد زعم البهاء أن الله حلَّ فيه، وزعموا أنه حل في عيسى من قبل لتمهيد الناس لتقبل فكرة الحلول، ولكن الحلول الكامل والظهور البهي كان في «البهاء»، وقال البهاء في كتابه «الإيقان»: «أنا هو وهو أنا، إلا أنه هو هو، وأنا أنا» شبيه بعبارات ابن عربي عليه ما يستحق.
وأرسل رسائل إلى رؤساء جمهوريات القارة الأمريكية، وإلى إمبراطور النمسا يدعوهم إلى دينه. وكتب له يعاتبه أنه زار القدس وما زار البهاء في سجنه: «يا ملك النمسة، كان مطلع نور الأحدية في سجن عكاء، إذ قصدت المسجد الأقصى مررتَ وما سألت عنه»[الأقدس85]
وعيَّن ابنه عباس الملقب بـ«عبد البهاء» مندوبا عنه، ونائبًا به، وموكلا بتفسير كتابه[الأقدس174]. إلا أنه بعد موت البهاء قام ابنخ محمد علي ونازع عبد البهاء على الخلافة، وحصل انقسام في البهائيين بسبب ذلك، فدعا عبد البهاء أخاه للصلح، فلما جاء أخوه مع بعض أتباعه؛ وضع عبد البهاء لهم السم في الطعام، وارتاح منهم.
وعبد البهاء ترقى بموت أبيه، فإنه بعد أن كان رسولًا لأبيه، انتقلت إليه الألوهية. فالبهاء وعبده هم مرايا ومظاهر الإله.
مرحلة عبد البهاء
أراد عبد البهاء الانفتاح على العالم، فأضاف إلى دين أبيه تعاليم جديدة، وأقر بأن عيسى ابن الله، وأنه إله وأقر بصلبه، وأقر لليهود بأنهم شعب الله المختار، وأجد البهائيين يقرون بنبوة بوذا وزرادشت، ويترضون عن كريشنا، وأسس عبد البهاء نظاما جديدًا فقال كم الممكن أن يكون الإنسان بهائيا نصرانيا، أو بهائيًا يهوديا…الخ فحقق دينه رواجًا عند المنظمات الأوروبية.
مرحلة شوقي أفندي
أوصى عبد البهاء بالخلافة لابن بنته شوقي أفندي، وكان شوقي قد درس في أكسفورد وعاش كثيرا من حياته في بريطانيا، وقد أشيع عنه أخلاقا سيئة، كلعب القمار، وملاحقة الغلمان، والله أعلم بصحتها.
ولم يكن له نسل، فأوصى بأن تكون الخلافة من بعده لجماعة منتخبة تسمى «بيت العدل»
بيت العدل
هو هيئة قائمة على شؤون البهائية، تتكون من تسعة أعضاء، يُنتَخبون كل خمس سنوات من قِبَل أعضاء المحافل المركزية البهائية، ولهم حق التشريع في الأمور غير المنصوص عليها في كتب البهائية.
من شرائعهم
- حدد المهر بحسب مكان سكن الرجل[[5]]، لأهل المدن 71 غرام من الذهب، ولأهل القرى 71غرام من الفضة. [الأقدس66]
- منع التعدد بأكثر من اثنتيت.[الأقدس63]
- يمنع الطلاق قبل أخذ مهلة سنة.[الأقدس68]
- يجوز الزواج من غير البهائيين. [[6]]
- وجوب طاعة الحكومة.
- منع الرياضات الشَّاقَّة.
- منع التسوُّل.[الأقدس147]
- إلغاء الشراسة التي كانت عند البابيَّة. [الأقدس144]
- منع الرهبنة.
- إلغاء الرِّق.
- منع صعود المنابر.
- عدم وضع قيود للباس، ومن ذلك إلغاء الحجاب.[الأقدس159]
- إباحة حلق اللحية. [الأقدس159]
- المعلِّم يَرِثُ من تلاميذه. [الأقدس20] ويشترط أن يكون المعلم بهائيا[[7]]
- المنع من حلق الرأس.[الأقدس44]
- السارق ينفى، وإذا أعادها يُحبَس، وإذا أعادها توضع في جبينه علامة لفضحه.[الأقدس45]
- الزاني والزانية على كل واحد منهما قرابة «34» غرام من الذهب، يؤدى إلى بيت العدل البهائي. فإن كرروه يضاعف المبلغ.[الأقدس49]
شعائرهم
- أعيادهم أربعة؛ الأول: إعلان دعوة الباب. والثاني: يوم إعلان دعوة البهاء. والثالث: يوم ولادة الباب. والرابع: يوم ولادة البهاء.[الأقدس110]
- عندهم ثلاث أنواع من الصلاة، يجوز له أداء ما يختاره منها[[8]].
- كبرى، ليس لها وقت محدد، وفيها قيام، فسجود، فقيام، فركوع، فقيام، فسجود، فقعود، فقيام، فركوع، فقيام، فسجود، فقعود، ولكل ذلك أدعية.
- ووسطى، أوقاتها ثلاثة، في الصبح والظهر والمساء، يغسل لها يديه ووجهه، وفيها قيام، فركوع فقيام، فجلوس.
- وصغرى، عبارة عن دعاء صغير فقط. [[9]]
- يستقبلون في صلاتهم قبر البهاء في عكا – فلسطين، قال لهم: وإذا أردتم الصلاة؛ ولوا وجوهكم شطري الأقدس، المقام المقدس»[الأقدس6]
- لا يوجد صلاة جماعة إلا صلاة الميت. [[10]]
- الزكاة عندهم 19% تؤدى مرة واحدة.[الأقدس97]
- الصوم عندهم من 2 إلى 20 مارس ثم يحتفلون بالنيروز
- الحج مخير فيه الإنسان، إما إلى بيت الباب في شيراز، أو بيت البهاء. [[11]]
- الاجتماع مرة شهريًّا [الأقدس57]
- الدفن يكون بوضع الميت بصندوق زجاجي أو خشبي أو حجري، ويوضع للميت في يديه خاتما منقوش عليه بعض العبارات. [الأقدس128]
- ويمنع نقل الميت لمسافة تزيد على ساعة من مكان الوفاة.[الأقدس130]
- أمرهم بغسل أرجلهم مرة في اليوم في الصيف، ومرة كل ثلاثة أيام في الشتاء.[الأقدس152]
الرقم 19
للرقم 19 قدسية خاصة عند البابية والبهائية، فبحسب «حساب الجمَّل» يعطى كل حرف قيمة عددية، فكان مجموع أعداد حروف كلمة «وجود» وكلمة «واحد» هو 19 وهذا يدل على اتحاد البهاء بالإله.
واسم بهاء جمله 9
وقد آمن بالبهاء في أول الأمر ثمانية، فقال هؤلاء حملة عرش البهاء، والبهاء تاسعهم، وبسر بذلك قول الله تعالى ﴿ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية﴾
وأعضاء بيت العدل 9،
فقسم السنة 19 شهرا، وقسم كتابه 19 وحدة، وجعل الكفارات تسعة عشر، وجعل سن البلوغ تسعة عشر
___________
المراجع
- كتاب الأقدس
- البهائية نقد وتحليل – إحسان إلهي ظهير
- البهائية صليبية الغرس – محمود الشاذلي
- النحلة اللقيطة – عبد المنعم النمر
- كتاب الأقدس دراسة مقارنة – منذر الحايك
[[1]] الأقدس للحايك ص54.
[[4]] الحجج البهية، لأبي الفضائل الجرفدقاني 129.
[[5]] رسالة سؤال وجواب 87، وهي رسالة مقدسة.
[[6]] رسالة سؤال وجواب 84، وهي رسالة مقدسة.
[[7]] رسالة سؤال وجواب 33، وهي رسالة مقدسة.
[[8]] رسالة سؤال وجواب 65، وهي رسالة مقدسة.
[[11]] رسالة سؤال وجواب 25، وهي رسالة مقدسة.