بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

المهدي المزعوم “ناصر محمد اليماني”

 

بدايةً أهل السنة ليس عندهم شيء اسمه مهدي منتظر، فكلمة منتظر هذه عند الرافضة، أما نحن فعندنا أحاديث عن المهدي.

منذ فجر الإسلام الناس يدَّعون المهدوية، والمدعو ناصر اليماني هذا أحد أدعياء المهدوية، ادّعاها منذ ست عشرة سنة ولم يمل من الكلام ومن إصدار البيانات، واتباعه ينشرونها وعندهم اجتهاد كبير في نشر هذه البيانات والدعوة إليه.

وخلال الستة عشر عامًا هذه ظهر أكثر من عشرين مهدي، ما الفرق بينه وبين باقي المدعين هؤلاء؟ لا نرى من دعاة المهدوية هؤلاء إلا الكذب والدجل. والمهدوية كان قد ادعاها كثيرون منذ زمن، يقول ابن تيمية: “لقد دعا المهدوية كثير من الدجالين وكل ذلك باطل” [المستدرك على مجموع الفتاوى ج2ص١٠٢]

وما وجدتُ في دعاة المهدوية من يحسن قراءة القرآن، ولا حتى له شخصية تليق بمدرس علوم شرعية فضلًا عن أن يكون قائدًا للأمة.

نبوءاته

ليس من صفات المهدي أن يتنبأ بشيء، إلا أننا علمنا بالاستقراء أن التنبؤ من علامات مدعي المهدوية الكذبة.

أتباع ناصر هذا أكثَرُوا الكلام عن آيةٍ تدل على أنه المهدي، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وقالوا: (أقمنا الحجة على العالمين بهذه الآية) ما هي هذه الآية؟ قالوا: القمر. وخرج أحدهم بتسجيل يقول:  (اليوم الجمعة ليلة السبت الموافق:   ٢٣/٧/٢٠٠١ ميلادية، اكتمل البدر، الرياض، اكتمل البدر، وانتصرت كلمة الحق ولله الحمد)

فما القصة؟ قال مهديهم: أنه سيكتمل القمر بدرًا بعد المغرب، بينما الفلكيون قالوا إنه سيكتمل بدرًا عند الفجر، فإذا اكتمل عند المغرب فهذه علامة صدق المهدي، فنظروا إلى السماء ووجدوا أنه اكتمل، فتحققت نبوءة هذا المهدي المنتظر!

وهذه ليست أول مرة، فقد قال نفس هذا الكلام في ٢٠١٢ أيضًا وادَّعى أنها آية من آياته، وهي ليست آبة، وإنما القمر بالنسبة للناظرين يكتمل بدرًا لمدة يومين، أما بالنسبة للفلكيين يكتمل لمدة دقائق، لأنهم يحسبون مقدار النور والظلم على وجه القمر  بدقة شديدة لا تدركها العين، فمن الطبيعي أنه سيكتمل بالنسبة للناظرين، وبالنسبة للذي يُصور بجواله أو بكاميرا قبل الوقت الذي يقوله الفلكيون.

الأعجب من ذلك أنه قال: إن هناك كويكب أو كوكب اسمه كوكب سقر، وهو كوكب العذاب، وقد اقترب من الأرض، بينما الحقيقة أن سقر هو وادي في جهنم ليس له علاقة بالكواكب، لكن اليماني هذا ادعى أن من آياته أنه اكتشف اقتراب هذا الكوكب.

ومن نبوءاته الخائبة: زعم أم الله قد ألهمه في المنام أن علي عبد الله صالح -هذا الرئيس السابق لليمن- سيسلمه الحكم

قال في تسجيل له: (بالنسبة لتسليم القادة للإمام المهدي، والله الذي لا إله غيره بأنها أكثر من سبع رؤى يريني الله أن الذي سيسلمك القيادة هو علي عبدالله صالح، لماذا يا ربي علي عبد الله صالح يفعل كذا وكذا، لكن أنا ما أفعل هذا شيء ربي يعلمه )

وكان ينتظر من علي عبدالله صالح أن يسلمه وأن يوليه الحكم، وقد ولى علي صالح، وهذا المهدي لم يصبح حتى مديرا في مقهى.

ومن نبوءات هذا الرجل: أصدر بيانًا في وقت كورونا، قال فيه أنه لن يشفيه الأطباء، ولكن يشفيه الدعاء، وقد أصدر بيانه هذا عندما كانت كورونا في أولها، والناس مرعوبة منها. ولا شك أن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، وكل شيء بقدر الله سبحانه وتعالى، لكن هو زعم أن الأطباء لن يكونوا سببًا في الشفاء، ولا الحقن، ولا الحبوب وما شابه ذلك، بل فقط الدعاء، لكن وجدنا أن هناك ملاحدة مرضوا بالكورونا وشفاهم الله سبحانه وتعالى دون أن يدعوه، ثم اخترعوا له لقاحًا.

ثم تكلم عن آية أخرى أيضًا تتعلق بكورونا، فقال إنه يتنبأ بكورونا إكس إكس لارج (XXL) وهذا والله من المضحكات. وقال هو كورونا كبير ولن يستطيع أحد القضاء عليه وسيقضي على أشياء (لا أعلم ماهي)، لكن قبل المقال الذي كتبه كان الإعلام قد تكلم عن أن فيروس كورونا صار به طفرة فهذا الدعي لما صارت الطفرة جاء ليتنبأ بها.

ويقول في منشور له: (جنود الله الصغرى تشن الهجوم الشرس على المعرضين عن كتاب القرآن العظيم على حد سواء كافر ومسلم فكليهما معرضين عن اتباع  كتاب الله القرآن العظيم إلا من رحم ربي) هكذا قال.

 

لما انتشرت قبل سنوات (في ٢٠١٨ ) إشاعات بين كثير من الناس أن هناك نيزك سيضرب الأرض، وتكلمت عن هذا الأمر بعض وسائل الإعلام، من ذلك صحيفة اليوم السابع في ٢٨/٩/٢٠١٨  كتبوا مقالة عن هذا، وقالوا قد تنتهيا الحياة في الأرض، فجاء ناصر اليماني فق تاريخ 13/10/2018 (أي بعد أسبوعين تقريبا من هذا المقال) كتب بيانًا يهدد به أمريكا بهذا النيزك، وعلِم من الله سبحانه وتعالى أن هناك نيزك سيضرب أمريكا، ومرت السنين وعُلِم أن الأمر كذبة إعلامية، وما ضربهم أحد بحجرة.

الله سبحانه وتعالى يخيبه في كل مرة،  ولكن مجموعة من الناس يصدقونه.

 

هل تنطبق عليه أحاديث المهدي؟

ناصر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن المهدي: (الله يصلحه في ليلة)

فهل هذا ينطبق عليه؟ ناصر اليماني هذا صار له ١٦ سنة يدّعي المهدوية ولم يصلحه الله بعد، فأن الليلة هذه؟

مع العلم أن حديث: (أن الله يصلحه في ليلة) حديث ضعيف، قال البزّار بعد أن رواه قال: (فلذلك كتبناه وبيّنا العلة فيه) وضعّفه العقيلي والدارقطني. لكن هو حجة عليه طالما أنه احتج به، وهناك من المعاصرين من يصححه، فأين هذه الليلة التي يصلح الله بها المهدي؟ ١٦ سنة ادعاء! ولا يحسن قراءة القرآن.

 

وهذا آخر

 

وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المهدي: (لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)

اسم ناصر لا يواطئ اسم محمد، واسم محمد الذي هو والد ناصر مدّعي المهدوية لا يواطئ اسم والد النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو عبد الله، فلا يوجد مواطأة في الاسم، ولا أدري إذا كان ناصر من أهل البيت أساسًا، هذا الذي يدعي المهدوية هل هو من أهل البيت؟ بحثت في موقعه لم أجد أنه ادّعى ذلك، ومع ذلك لا يخجل من تحريف النص  لينزله على نفسه ويقول: (ناصر محمد يواطئ محمد بن عبد الله) هذا مثل ابن تومرت (محمد بن عبد الله ابن تومرت) كذلك ادّعى المهدوية، وابن تومرت واطأ محمد بن عبد الله، لكن بدلًا من أن يملأ الأرض قسطًا ملأها هو جورًا.

ثم المهدي جاء في الخبر أنه سيملك، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيتنبأ، ويعلم من الله ما لا يعلم غيره) وهذا اليماني منذ أول ظهوره كان يدّعي نبوءات كاذبة، كل ما ادّعى نبوءة يكذبه الله سبحانه وتعالى.

ادعاء علم الغيب

قال: جورج  بوش مسلم مؤمن ولكنه يكتم إيمانه.

لو افترضنا صحة كلامك يا هذا، فلماذا تفضحه أنت وهو يريد أن يكتم إيمانه؟ أين الأمانة؟

 

فهذه التنبؤات والآيات المزعومة لا علاقة لها بالمهدي أساسًا بل عندما تراها في شخص؛ اعرف أنه ليس المهدي، ولن يكون مهديًّا لأنه كذاب، ولأن هذه ليست من صفات المهدي التي جاءت في الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة.

 

فنسأل الله سبحانه وتعالى له الهداية ولجميع الذين يغتروا به أن يهديهم الله سبحانه وتعالى وأن يعيدهم إلى الطريق المستقيم

والحمد لله رب العالمين.