بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

ظهر بعض المنتسبين إلى الفِرَق ليوسوسوا للناس قائلين أن أهل السنّة ليس عندهم علماء، وأن علماءهم هم أحمد بن حنبل، ثم ابن تيمية، ثم محمد بن عبد الوهاب، ثم المعاصرين وأن الفترات بين هؤلاء ليس فيها عالم من علماء أهل السنّة! يغشّون بذلك العامي الذي لا يقرأ. ثم يقولون أن جمهور الأمة أشاعرة وماتريدية.

هذا قولهم. والحق ما يشهد به التاريخ والكتب.

فبإجابة مجملة أقول: كل الصحابة، وكل التابعين، وكل أتباع التابعين، والأئمة الأربعة، وأصحاب القراءات العشرة، وأصحاب الرواية عنهم، وأصحاب كتب الحديث الستة، كلهم من علماء أهل السنّة، وليس منهم أحد من الأشاعرة، ولا الماتريدية، بل هم أهل السنّة والسلف الصالح الذين نقتفي آثارهم، فإن اعتقد أحد أن العقيدة الصحيحة غير عقيدة هؤلاء؛ فقد سخر من نفسه.

أما تلك الفرق فقد ذاع صيت المنتسبين إليها في بعض العصور بسبب قربهم من السلاطين، وقد اشتهروا بوشايتهم للسلاطين على أهل السنّة، لكن هذا لم يمنع من أن أهل السنة موجودون بارزون بذبون عن دين الله في كل زمان ومكان، ولله الفضل والمنّة، فلولا أن أنقذنا الله بهذا؛ لكنا -والله أعلم- ممن ترك عقيدة الصحابة ليتعلم دينه من فلسفة اليونان كما فعل المبتدعة.

وهذه نبذة عن بعض أهل العلم على مر العصور، أكتبها ليس من باب الرد على هذا الكلام الخاطئ فقط، بل لتعريف الناس بأهل العلم الثقات.

ولاحظ أنني سأختار الخيّر فالخير، ومن اشتهر عِلمُه وانتشر، ولن أحصي الجميع، فلا قدرة لي على ذلك. وإن ذكرت اسم كتاب له، فإمّا أنه اشتهر بهذا الكتاب (كصحيح البخاري بالنسبة للبخاري) أو أن هذا الكتاب كان قد وضع فيه عقيدة أهل السنّة. وقد أنقل كلام أحد أهل العلم فيه، أو كلام له، فإجعل هذا النقل على شكل رابط يؤدي إلى المصدر. وقد تجنبت ذكر كثير من العلماء الذين يخالفون من يدعي أن جمهور الأمة على عقيدته، لا لأنهم على عقيدته، ولكن لموافقتهم قول المرجئة في الإيمان.

​وعلى رأس القائمة مَن لا يُقارن بأهلها، إلا أنهم انسبوا لسنّته، واتّبعوا طريقته، ونحن معهم على ذلك؛ سيد الخلق، ومصباح الظلام، وعلم الأعلام، ورحمَةُ الله للأنام سيدنا محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي الأمي الذي ختم الله به النبوّة، وأتمّ به النّعمة، وكشف به الغُمّة. فقد بلّغ الحق من عند الله، وسنّ السّنن، وتبعناه حتى صار علم لنا سنّته التي نصبناها لنا راية، ووقفنا خلفها، نذبّ عنها إلى أن نلق الله مجتمعين خلف لواءه لواء الحمد، صلى الله علىيه وسلم.

وقفت هنا ولم أذكر المعاصرين لشهرتهم.

والحمد لله رب العالمين