بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهُمَّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلَا هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ، وَلَا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ
وبعد
فهذه منهجيَّة أقترحها لقراءة كتب السَّلَف و في الإيمان عليهم رحمة الله تعالى، لعلها تعينهم في سلوك هذا الدرب، وذلك حتى لا يتحير الطالب في بدئ طلبه.
وقبل أن أشرع في ذكر ما قصدت؛ أضع بين أيديكم نصيحة، ألا وهي أن هذه الكتب تجاذب المحققون إخراجها، وكل يريد توجيه الكتاب إلى توجهه، فجد أحدهم يجعل المقدمة التي يكتبها، والحاشية التي فيها كلامه أضعاف حجم الكتاب الأصلي، فإن أردت فهم كلام صاحب الكتاب فاقرأ هذه الكتب كما كتبها أصحابها، وعاود النظر فيها، وافهم ما عجزت عن فهمه بمقارنته بما جاء في الكتب الأخرى لأئمة الدين من السلف، وانصرف عن كل ما كتبه المحققون في الحواشي، إلا ما كان من بيان لصحة أو ضعف الحديث أو تفسير اسم لراو مبهم، أو ما شابه مما ليس فيه تفسير أو شرح أو أو تعقيب على قول المؤلف.
أما الكتب فأرتبها كما يأتي
1- أصول السنة للحميدي
وهو أصول يسيرة ذكرها في آخر مسنده، وقد طُبِعَت مُفرَدة.
2- العقائد المنقولة عن الثوري، والأوزاعي، وابن عيينة، وأحمد بن حنبل، وعلي المديني، وأبي ثور، والبخاري، والرازيان، وسهل التستري، والطبري.
وهي موجودة في كتاب “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة” للالكائي في الباب الأول منه. وهذه العقائد كتبها أئمة كبار، لا يكادون يخطؤون ما أجمع أهل السنّة عليه إلا في حروف يسيرة وقع فيها الخلاف، فإذا نظرت فيها، واحكمت مسائلها فزت بخير كبير.
3- البدع لابن وضاح
وهو إمام أثري توفي عام 286هـ وقد روى في كتابه هذا 292 حديثًا أو أثرًا في البدع وما يتعلق بها، يحسن لطالب العلم أن يقرأ به في بداية مسيرته العلمية.
4- الصفات للدارقطني
والدارقطني ت385هـ وليس هو من السلف، ولكنه من الناقلين عنهم، وكتابه هذا مسند، روى فيه أحاديث الصفات، ونقل آثارًا عن السلف في ذلك. وهو كتاب صغير الحجم يقع في 44 صفحة
5- الإيمان للقاسم بن سلَّام
والقاسم من الأئمة الكبار أقران الإمام أحمد، وهو متوفى 224هـ وكتابه هذا من أنفع الكتب في ضبط معنى الإيمان عند أهل السنَّة والجماعة، وهذا الكتاب يلزم درسه ومراجعته مرات ومرات حتى يُستَوعَب جيدًا.
6- الإبانة الصغرى لابن بطة
وهو ثلاثة أقسام، أولها في منهاج أهل السنة، وثانيها في السنن العمليَّة، التي تنقص منها المخالفون، وثالثها في البدع التي لا أصل لها. والكتاب حوى آثارًا مجردة عن الأسانيد، تيسرا للمطًّلع. مع التنبه أن القسم الثاني منه حوى بعض المسائل التي ساغ الخلاف فيها بين السلف، وعددا من الأحاديث غير الصحيحة. والكتاب بمجمله جيد نافع، وحجمه صغير. فلا يزيد متنه إذا جرِّد عن تعليقات المحققين على 50 صفحة
7- الحيدة والإعذار لمن قال بخلق القرآن
وهو حكاية لمناظرة بين العلامة عبد العزيز بن يحيى ت240 وبشر المريسي، وفيها من الخير والشفاء لصدور المؤمنين الشيء الكثير.
8- السنة لحرب الكرماني
وحرب هو تلميد لإسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل، وقد دون مسائل سألهما إياها في كتاب كبير، وفي آخره كان أمور الملة والإيمان، وقد طبعت مؤخرًا مفردة بعنوان “السنَّة”. وهو ليس بالكتاب الكبير، إلا أن أهميته تعود لتنوع مسائله، وإمامة إسحاق وأحمد خصوصًا، ونقوله عن السلف عمومًا. وقد نقل حرب في أوله جملة مما اتفق عليه أهل الحديث من مسائل الملّة.
9- الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمي ت280هـ
وهو من الأئمة الكبار، وهتابه هذا يرد فيه على الجهمية وشبهاتهم، فهو كتاب نافع يعتبر من الأصول، إلا أنه يٌنتبه من حدة ألفاظ الإمام فيه.
10- شرح أصول أهل السنة والجماعة للالكائي ت418هـ
وفي هذا الكتاب نفل الشيخ أصول أهل السنة، ونقل فيها ما جاء عن رسول الله ﷺ ثم أصحابه، ثم التابعين، ثم علماء الملَّة، فكان من أوسع الكتب وأهمها.