مما يشتهر عن الأشاعرة القول بأنهم يقدمون العقل على النقل، أي يقدمون رأيهم على القرآن والسنة، فهل هذا ثابت عنهم؟
بداية وجب التنويه إلى أنهم لو كانت لهم عقول لما طعنوا بها على شرع الله، ولكنهم {يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}
وحتى لا نطيل في المقدمة علينا أن نعرف أن الدليل على ذلك نوعان، لفظي وعملي، فاللفظي هو أن يعبر أحد علمائهم بأن العقل هو المقدم، والعملي هو تصرف أئمتهم في تقديم أفكاره على النقل.
أولا: الأدلة اللفظية
الباقلاني
الرزي
قال فخر الرزي: «دلالة الأدلة اللفظية تتوقف على كون النحو واللغة والتصريف منقولا بالتواتر على عدم الاشتراك والمجاز والتخصيص والنسخ والإضمار والنقل والتقديم والتأخير وعدم المعارض العقلي والنقلي وكل هذه المقدمات». [«المحصول للرازي» (3/ 212)]
فهو يرى أن النصوص (الأدلة اللفظية) تفتقر على عدم المعارض العقلي، وهذا يعني أن وجود معارض عقلي سينفي أو يغير دلالاتها، فهذا تقديم لعقله عليها
وقال في موضع: «وَعَدَمِ الْمُعَارِضِ الْعَقْلِيِّ، فَإِنَّ بِتَقْدِيرِ حُصُولِهِ يَجِبُ صَرْفُ اللَّفْظِ إِلَى الْمَجَازِ». [«تفسير الرازي» (1/ 42)] فبدلا من أن يصرف عقله الفاسد إلى ما يوافق النص، صرف النص إلى ما يوافق عقله.
وقال: «اعلم أن الدلائل القطعية العقلية إذا قامت على ثبوث شيء ثم وجدنا أدلة نقلية يشعر ظاهرها بخلاف ذلك فهناك لا يخلو الحال من أحد أمور أربعة(فذكر تصديق العقل فقط، أو النقل فقط، أو كليهما، أو نفيهما، ثم قال) ولما بطلت الأقسام الأربعة لم يبق إلا أن يقطع بمقتضى الدلائل العقلية القاطعة بأن هذه الدلائل النقلية إما أن يقال: إنها غير صحيحة، أو يقال: إنها صحيحة إلا أن المراد منها غير ظواهرها) وهذا واضح بتقديم عقله على النقل
أحمد بن طيب شيخ الأزهر
قال: (عندي العقل وعندي العقل، ودائما نحن نضع العقل أولا، مش احنا، الإسلام)
https://www.youtube.com/watch?v=rrimKPWloKg |
ثانيًا: الأدلة التطبيقية
قال النووي عن حديث (يضع الله فيها رجله): «قالوا: ولابد من صرفه عن ظاهره لقيام الدليل القطعي العقلي على استحالة الجارحة على الله تعالى» [شرح مسلم (17/ 182)]
وأمثال هذا في كتبهم أكثر من أن ينقل، وأطهر من أن يستدل عليه
والله أعلم