الإسلام الإنساني هي فكرة برزت في السنوات الأخيرة، تهدف إلى تحويل الإسلام من كونه دينًا إلى مجموعة من القيم والأخلاقيّات العامة التي يشترك فيها أهل الديانات والملاحدة، ولا يبقى للإسلام صبغة دينيّة، كوجود الشرائع، والشعائر، والحلال، والحرام، والواجبات، والضوابط، فهذه كلها أمور لا قيمة لها
التاريخ
بالرجوع إلى التاريخ نجد أن أصول هذه الفكرة ترجع إلى القرن الثاني الهجري على يد فرق من الفلاسفة، كذلك فرقة الجهمية الكافرة، إلا أن هناك فروق بينهم وبين الجهميّة، أبرزها أن الجهميّة عندهم أصول عقدية يخاصمون عنها، ويؤصّلون لها، بينما هؤلاء أصلهم هو نفي الأصول.
الأسباب
هذه الظاهرة لها عدة أسباب مِن أبرزها:
- استياء بعض الحكومات من المسلمين، والخوف من الدعوة إلى تحكيم شرع الله.
- خوف الدول الغربية من إقامة دولة مسلمة حاليّة أو مستقبليّة تقيم الجهاد ضدّهم.
- خوف واستياء بعض رجال الأعمال من محاربة مصالحهم المخالفة للشريعة، في مجال انتاج الغناء والسينما، ومجال انتاج خمور والدخان، ومجال صناعة الألبسة المخالفة للدين، ومجالات السياحة والترفيه.
- الضعف العلمي والتديّني عند شريحة من الناس، وتأثّر شريحة أخرى وانبهارها بالغرب، وهاتان الشريحتان تشكلان أرض حصبة لهذا الفكر، بل ومشجّع كبير له.
المنظّرون له
منظرو هذا المنهج متعددو المشارب والأساليب،
- فمنهم من ينظّر له صراحة وهم الإعلاميون مثل إسلام البحيري، وابراهيم عيسى. كما أن سائر الممثلين والمطربين تقريبًا يحملون هذا الفكر ويمررون رسائل تدعمه.
- ومنهم المشاققون الذين ينظّرون له من خلال العمل على تشكيك النّاس بالسنّة، وتقديم أفكار وتفسيرات محرّفة للقرآن الكريم، مثل: عدنان ابراهيم، علي منصور كيالي، محمد عبد الله نصر، محمد شحرور، أبو رية.
- ومنهم من يظهر بهيئة طالب العلم ويمرر التنظيرات له بطرق تدريجيّة من خلال السخرية من العلماء وفتاواهم مثل وسيم يوسف، أو من خلال التنظير لهدم بعض الثوابت والتخفيف مِن شأنها مثا أحمد كريمة. مع أن هذان لم يكونوا على هذا في بداية أمرهم، وهذا ما جعلهم استثمارًا ناجحا.
Visited 484 times, 1 visit(s) today
الإسلام الإنساني