قال شيخ مشايخنا أبو الحسن الندوي:
” وقد كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجهاده وجهوده العظيمة تدور حول الدعوة إلى التوحيد الخالص، والرد على مظاهر الشرك، واستئصال التقاليد والطقوس الجاهلية (التي كان لبعض مظاهرها وشعائرها الظهور والانتشار لبعد العهد عن زمان النبوة، والجهل العام، وغفلة العلماء في بعض القبائل والأماكن من المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية ) وتدور حول توضيح الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، وشرح حقيقة التوحيد الذي يرضى به الله تعالى لعباده، ودعا القرآن الكريم إليه دعوة صريحة واضحة، وتنقيحها، وما حصل للشيخ في هذا الصدد من النجاح لا يوجد له نظير في الدعاة والمصلحين في العهود الماضية، وإن كان – حسب ما يقول الدكتور أحمد أمين – يرجع ذلك – إلى حد كبير – إلى قيام حكومة (وهي الحكومة السعودية) على أساسها وتبنيها لهذه الدعوة، وتشجيع ها لها وإشرافها عليها، ولكن مما لا يقبل الجدل والاختلاف أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قام – في هذا الصدد – بدور مصلح ثوري عظيم، ومهما خالفه بعض الناس في بعض أفكاره وآرائه وأسلوبه في عرض الدعوة ومنهجه، ولم يوافقه مئة في مئة إلا أنه لا يمكن إنكار تأثير هذه الدعوة وفائدتها والحاجة إليها في تلك الظروف الخاصة.
وأما ما يتعلق بتوضيح عقيدة التوحيد وتنقيحها، وإثباتها بالقرآن الكريم، وشرح الفوارق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية، فإن هناك شبهاً كبيراً بين آراء الشيخ وتحقيقاته وبحوثه، وآراء الإمام الدهلوي وتحقيقاته وبحوثه، وليس هذا إلا نتيجة الدراسة العميقة المباشرة للقرآن الكريم وتدبره، والمعرفة الدقيقة الواسعة بالكتاب والسنة، وهي التي أدت بشيخ الإسلام ابن تيمية في عصره، وكبار الدعاة والمصلحين والعلماء والمحققين في عصورهم إلى نتائج مشابهة متقاربة، ودفعتهم إلى تبليغ التوحيد الخالص والدعوة الجريئة الواضحة إليه”
المصدر:
حركة الإصلاح والدعوة و آثارها في شبه القارة الهندية والجزيرة العربية في القرنين الماضيين
تعريب واعتناء: محمد وثيق الندوي
الناشر: الأمانة العامة لندوة العلماء ، لكناؤ
الطبعة الأولى: 1437 هـ- 2016م ملتزم الطبع والنشر
وقال صديق حسن خان:
«وَقد أثنى عَلَيْهِمَا [يعني على ابن تيمية وابن القيم] الشَّيْخ الْمُحدث عبد الْحق الدهلوي والشاه ولي الله الْمُحدث فِي تآليفهما وذكراهما بِخَير وَمَا أحقهما بِاتِّبَاع الْحق الْحقيق بالاتباع وَتَحْقِيق الصدْق وَالصَّوَاب النائي عَن وُجُوه الابتداع» [الحطة في ذكر الصحاح الستة ص152]