الإمام البخاري
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بردزبه
من مدينة بخارى في خراسان، وتقع اليوم في أوزباكستان، وكان الناس هناك على دين المجوسية، فلما فتحها القائد قتيبة بن مسلم دخل فيها الإسلام، وكان ممن أسلَم: المغيرة والد جد البخاري، وكانت هذه العائلة مباركة محبة للعلم والدين، فوالد البخاري التقى بالإمام مالك وسمع الحديث منه، والتقى بالإمام ابن المبارك.
الإمام البخاريُّ في طفولته ذهب بصره، فكانت أمه كثيرة البكاء عليه والدعاء له، فجاءها إبراهيم ﷺ في المنام وبشرها بأن الله ردَّ عليه بصره.
في العاشرة من عمره أو أقل، بدأ بالذهاب إلى الكتَّاب، وهو بمثابة المدرسة عندنا، إلا أنهم كانوا يتعلمون فيه علوم الشَّريعة، القرآن والحديث واللغة، فكان الإمام البخاري يحفظ الحديث بسرعة، وكانوا يعلِّمونهم الأحاديث بأسانيدها.
ومما وقع له أنه في سن الحادية عشرة ذهب إلى شيخ اسمه الدَّخلي، فقرأ عليهم الشيخ إسنادا، قال: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقال له البخاري: هو الزبير بن عدي عن إبراهيم، فغضب منه الشيخ، وظنَّه صغير يتكلم بلا فهم، ثم لمَّا راجع الشيخ كتابه وجده كما قال البخاري.
وهذا يدلك أن الله رزق هذا الإمام قوَّة في الحفظ، وعناية بالسنَّة منذ نعومة أظفاره. حتى أن أحدهم قد ادَّعى أنه يأخذ دواءً لتقوية الحفظ، فلمّضا سألوه عن ذلك؛ قال: لا ينفع للحفظ مثل كثرة المراجعة.
وقد كان محبًّا للعلم، له عناية به، حتى أنه لما كان يخرج مع أصحابه للتنزه وأكل التوت، كان لا ينشغل معهم، بل ينشغل بالعلم.
فلمَّا صار عمره ست عشرة سنة، كان قد حفظ مسند ابن المبارك، ومسند وكيع، ثم رحل مع أخيه وأمه إلى مكة للحج، فبقي بها لطلب العلم وسماع حديث النَّبي ﷺ.
فلما بلغ الثامنة عشرة من عمره بدأ يجمع فتاوى وكلام الصحابة والتابعين.
والأعجب من هذا أنه يقول إن كل فتوى من فتاواهم يعرف لها دليلا من القرآن أو السنَّة.
وكان العلماء في ذلك الزَّمن يجمعون الأحاديث الصحيحة والضعيفة، ويروونها في كتبهم، ويعتمدون على أن القارئ سينظر في الإسناد ويميز الصحيح من الضعيف، ولمَن لا يعرف، فالإسناد هو قولنا: حدثنا المكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة ابن الأكوع. أما المتن هو : قال رسول الله ﷺ : من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
ونحن نعرف صحّة هذا الحديث من خلال معرفتنا بالرجال الذين في الإسناد، إن كانوا أهلًا لنقل الحديث أم لا.
فكان مرَّةً الإمام البخاري، في مجلس شيخه إسحاق بن راهويه، فاقترح إسحاق عليهم أن يجمع أحد منهم كتابًا مختصرا، فيه الحديث الصحيح فقط، فبدأ البخاري بتطبيق هذه الفكرة.
وكان البخاريُّ وقتها يحفظ ست مئة ألف حديث، فبدأ ينتقي منها، ولا يضع حديثًا في كتابه حتى يستخير الله تعالى، وكتب عناوين الأبواب في الرَّوضة الشَّريفة، فأتمَّ كتابه في ست عشرة سنة.
وكان يعيش حياته للعلم، حتى أن محمد بن يوسف البخاري، يقول إنه بات ليلة في بيت الإمام البخاري، فحكى أن الإمام البخاري قام من نومه ثماني عشرة مرة كلما استحضر في ذهنه شيئًا يقوم يكتبه.
ومِن دقَّته في طلب العلم، كان لا يسمع من شيخ إلَّا بعد أن يسأله عد أسئلة، ويتعرَّف عليه بشكل جيِّد، وأحيانًا يطالب شيوخه بأن يطلِعوه على دفاترهم الخاصَّة التي كتبوها.
وقد سمع الحديث من أكثَر مِن ألف شيخ، كلهم من أهل السنَّة، وقد كان رحمه الله شديدًا على المرجئة وأهل الرَّأي.
وكان صيته ذائعًا، فلمَّا قدِم إلى بغداد أرادوا أن يختبروه، فجاؤوا بمئة حديث، وغيَّروا فيها، وأعطَوا عشرة عشرة لكل واحد، ليسأل البخاري عنها، فإن قال إنه يعرفها، فسيكشفون أنه رجل ليس مُتقِنًا، فإنه في تلك الحالة سيظن الغلط صوابًا. فلمَّا دخل المجلس، قام الأوَّل، فسأله عن الأحاديث العشرة التي عنده، والإمام يجيب في كل مرة: هذا الحديث لا أعرفه، ثم قام الثاني، وصار نفس الشيء، حتى انتهى العاشر، فلما انتَهَوا، قرأ عليهم البخاري هذه الأحاديث المئة كما قرؤوها عليه غلطًا، وصححها لهم واحدًا واحدا. فعلموا جلالته وذكاءه المُفرط.
ولهذا يقول عنه عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي: قد رأيت العلماء بالحجاز، والعراقين فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل.
وقال أبو عيسى الترمذي: لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ، ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل
وقال موسى بن هارون الحافظ: لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا آخر مثل محمد بن إسماعيل ما قدروا عليه.
وهذا العلم لم يكن جامدًا في حياته، بل كان له أثر على قلبه ورةحه وعمله، فهو من أكثر النَّاس أدبًا، حتى أنه عندما يتكلَّم عن أهل البدع، والضُّعفاء من المحدِّثين، فإنَّه يستخدم ألفاظا خفيفة، فمثلًا، لدلا من أن يقول: فلان هجر العلماء الرواية عنه، يقول: سكتوا عنه. وبدلًا من أن يقول: متهم بالكذب، يقول: في حديثه نظر. وقد زعم بعض الناس أن كلامه هذا في المحدِّثين غيبة ونميمة، فلمَّا سألوه عن ذلك، قال: إنما روينا ذلك رواية لم نقله من عند أنفسنا، قال النبي ﷺ: “بئس مولى العشيرة” يعني: النبي ﷺ وصف شخصًا بوصف يستحقه لحاجة، فليس هذا من الغيبة، فكلام البخاري في المحدِّثن الضعفاء والمبتدعة، كان لصيانة الدين، لا للتنقص من الناس، فليس هذا من الغيبة. ولهذا كان يقول: ما اغتبت أحدا قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
وأما عبادته، فكان يصلي في، وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، وأما في رمضان فيختِم في النهار كل يوم ختمة ويقوم بعد التروايح كل ثلاث ليال بختمة.
وأمَّا قوَّته، فكان قوي الجسد، سريعًا في الجري، راميًا ماهرا للسِّهام.
وكان قليل الكلام، ولا يطمع فيما عند الناس وكان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم.
محنته الأولى
لابدَّ لصاحِب الحقِّ من أن يؤذى، هذه سنَّة الله تعالى، الذي قال: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} فلابد من المِحَن، ليتبيَّن الثابت، من المتزعزع في دينه، وليكون ذلك بابا لتكفير الذنوب، ورفعة الدَّرجات.
كان البخاري قد قرر السَّفر إلى مدينة نَيسابور، ليروي لهم الحديث، ونَيسابور كان فيها رجل اسمه محمد بن يحيى الذُّهلي، مِن أكبر الشِّيوخ فيها، وله كلمة مسموعة هناك، وهو من شيوخ البخاري، فلمَّا سمع بأنه قادِم، قال: «اذهبوا إلى هذا الرجل الصالح فاسمعوا منه الحديث» ونبههم أن لا يسألوه عن مسألة خلق القرآن، وقال لهم، إن سألتموه فأجاب بجواب مخالف لما نقول؛ سنتخاصم، ويشمت بنا الروافض والخوارج.
في تلك الأيام كان هناك فتنة قائمة، حول مسألة تتعلق بالقرآن الكريم، فهناك جماعة من المنتسبين للإسلام، يرون أن الله تعالى لا صوت له، ولا يمكنه أن يتكلَّم، فكانوا يقولون بناءً على ذلك بأنه لم يقل هذا القرآن، بل خلقه كما خلق الأشياء. فلمَّا وقف أهل السنَّة بوجههم وبيَّنوا كفرهم، صار بعضهم يقول «لفظي بالقرآن مخلوق» حتى يوهم الناس أنه يقول صوتي وحركات فمي حين أقرأ القرآن مخلوقة، والواقع أن عبارة «لفظي بالقرآن مخلوق» تعني كذلك أن هذه الألفاظ والكلمات التي قرأتها من القرآن مخلوقة، وهذا معناه أن القرآن مخلوق، لكنَّهم صاروا يقولونها بهذا الأسلوب الملتوي خوفا من أهل السنَّة. وهؤلاء اسمهم «اللفظيَّة»
فلمَّا كان الإمام البخاري في مجلسه، قام أحد الناس فسأله عن القرآن، هل هو مخلوق أم لا؟
فقال الإمام: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة.
فكان الجواب بالنسبة لهم جديد، فعادة الشيوخ أن يقولوا: «القرآن غير مخلوق، ومن قال مخلوق فقد كفر» لكن لمَّا قال الإمام «وأفعال العباد مخلوقة» ظنَّ بعضهم أنَّه يتحايل، كما فعل اللفظيَّة، فثار اللغط في المجلس، وتفرقوا وخرجوا منه. وجاء بعضهم إلى البخاري وقالوا له: إما أن تتوب من قولك، وإلا لن نرجع إلى مجلسك، فرفض أن يتوب، لأن قوله صحيح. فذهبوا إلى الإمام الذُّهلي، وقالوا له: إن البخاريَّ يقول كلام اللفظيَّة، فقال: من ذهب إليه بعد الآن فلا يقترب من مجلسي، ومن ذهب إلى البخاري فهو رجل مشكوك في عقيدته.
فانقلب الذهلي من محب للبخاري، إلى أن صار شديد التَّحذير منه، بل راح يراسل الناس في البلدان ليحذِّر من البخاري، ليس هذا عجيبًا، فهو أراد بفعله هذا التحذير من البخاريَّ لما ظنَّه مبتدعا، لكن العجيب أنَّه لم يكلِّم البخاريَّ، بل لم يكن يقبل النِّقاش في أمره كما قال أحمد بن سلمة. بل إن الذهليَّ طرد الإمام مسلمًا مِن مجلسه لأنَّه لم يترك الذَّهاب إلى الإمام البخاريّ. فانظر كيف يدخل الشَّيطان بين الإخوة، فيقلبهم من أحب الأحباب، إلى ألدِّ الخصماء.
وأما البخاري، فقال: من قال إني قلت «لفظي بالقرآن مخلوق» فهو كذاب. وقال: {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد}
ورجع البخاريٌّ مِن نيسابور.
لمَّا ذهب إليها استقبله أهلها استقبال الملوك، ولمَّا خرج منها ما ودَّعه إلا أحمد بن سلمة.
وكان رحمه الله، يأتيه الرجل فيقول له: فلان يكفِّرُك، فيقول: قال رسول الله ﷺ: «إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما» ويأتيه الرجل فيقول له: فلان يطعن فيك، فيتلو: ﴿إن كيد الشيطان كان ضعيفا﴾ ويقولون له: فلان يقول عنك كذا وكذا، فيتلو: ﴿ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله﴾
فقال له عبد المجيد بن إبراهيم: كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك، ويتناولونك ويبهتونك؟ فقال: قال النبي ﷺ: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض» وقال ﷺ: «من دعا على ظالمه فقد انتصر» حتى في هذا الموقف كان يستحضر هذه الأحاديث ويعمل بها.
وكان يُكثر في ليله تلاوة قول الله تعالى: ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده﴾
ومِن أسباب ظلم العلماء، ضعف أهل الحق، وجرأة أهل الباطل.
لمَّا ذهب البخاري إلى مدينة مرو استقبله، أحمد بن سيار، فقال له أحمد: يا أبا عبد الله، نحن لا نخالفك فيما تقول، ولكن الناس لا تقبل ذلك منك.
(يعني مثل قول الناس اليوم: رد على ملاحدة، كفر حكام، اقرأ قصص، وشوف كيف الناس رح تحبك، أما أن يكون لك مواقف علمية، فسيحاربونك)
فقال البخاري: إني أخشى النار، أسأل عن شيء، وأنا أعلمه وأعلم الحق فيه، فأقول غيره. وصنف كتابا عظيم القدر اسمه «خلق أفعال العباد» يعتبر من أهم كتب العقيدة.
محنته الثَّانية
لمَّا رجع الإمام إلى بلده بخارى خرج وجهاء البلد وطلاب العلم لاستقباله، واحتفوا به بشكل كبير.
بعد ذلك أرسل والي بخارى خالد بن أحمد رسالةً إلى الإمام البخاري، قال له فيها، احمل كتابك الجامع الصحيح، وكتاب التَّاريخ الكبير، وتعال إليَّ لأسمعها منك أنا وأولادي.
البخاري رجل شريف، فكتب للوالي، إنِّي لا أُذِلُّ العِلم، ولا آتي به إلى أبواب النَّاس، فإن كنت تريد سماع كتبي فاحضر في مسجدي أو في داري.
فألَّب الأمير عليه الناس مستغلًّا التهمة التي لحقت به في مسألة اللفظ، وطرده من البلد. فذُكِرَ أنَّه دعا على هذا الوالي ومن أعانة في التأليب على البخاري، فأصابهم الله في أعراضهم وأبنائهم بمصائب.
لمَّا خرج الإمام من بخارى، قال له إبراهيم بن معقل النسفي: انظر إلى الفرق بين هذا اليوم واليوم الذي دخلت فيه واستقبلوك. فقال الإمام: لا أبالي، لا يهمني، ما دمت على الحق في ديني.
فخرج من بلده إلى مدينة بيكند، واستفاد النَّاس منه هناك. وكذلك قيل انقسم النَّاس حوله، قسم يعاديه، وقسمٌ يواليه.
فخرج راحلا إلى سمرقند، فبلغه أن أناسا منهم يرفضون أن يدخل عليهم
أنت متصوِّرٌ عمَّن أكلِّمُك؟ عن الإمام البخاري، الذي لو كان حيًّا في زماننا، لأعطيناه مفاتيح بيوتنا، وقلنا له تعال أنت صاحب البيت ونحن الضِّيوف، جماعة من النَّاس معترضين، لا يريدونه أن يدخل البلد. وليس هؤلاء قطيع من الملاحدة والكافرين بالسنَّة، بل من أهل السنَّة، او من جند الجهمية، وهذا الذي يحزُّ بالنفس، أنهم من أهل السنَّة، ولكنَّهم نفروا عن إمام أهل السنَّة، وزينة علمائهم بسبب كلام باطِلٍ قيل عنه، والذي روج لهذا الكلام الباطل رجل سنِّيُّ له احترامه. أرأيت الفِتَن عندما تعصِف بالناس!
فلمَّا وصل إلى خرتنك على حدود سمرقند نزل في بيت بعض أقربائه، فدعا اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تم الشهر حتى مات. وذلك ليلة عيد الفطر، سنة ست وخمسين، وقد بلغ اثنتين وستين سنة
ولمَّا دفنوه فاحت ريح المسك من قبره أياما، وجاء الجهلة يتبركون بتراب قبره، حتى وضع عليه حاجز من خشب. وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما نسبوا له من الباطل.
قال الإمام أحمد ابن حنبل: «ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل البخاري». [الجامع لعلوم الإمام أحمد – الرجال (18/ 549)]
قال أبو أحمد الحاكم: «كان أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه، ولو قلتُ: إني لم أر تصنيفًا يفوق تصنيفه في المبالغة والحُسن، أو لم أسمع بآدَمِيٍّ يترول في باب الحديث بمثله، رجوت أن أكون صادِقًا في قولي». [الأسامي والكنى (5/ 166)]
وقال إسماعيل الأصبهاني عنه: «حافظ عالم زاهد، كتب إليه أهل بغداد: المسلمون بخير ما بقيت لهم وليس بعدك خير حين تفتقد قال أهل التاريخ: كان له العبادة الدائمة، والورع الخفي رضي الله عنه». [سير السلف الصالحين (3/ 1178)]
وكان لجلالته كل أهل مذهب يحاولون أن ينسبوه إليهم، المالكية، والَّشافعيَّة، والحنابلة، إلا الحنفيَّة لم يفعلوا لأنه ردَّ على إمامهم وحذَّرَ من مذهبه، والحق أنَّه إمام مجتهد لا يتقيَّد بمذهب أحمد
عقيدته
أمَّا عقيدته فصافية نقيَّة، قال في صحيحه: «باب {وكان عرشه على الماء}، {وهو رب العرش العظيم} قال أبو العالية: {استوى إلى السماء}: ارتفع، {فسواهن}: خلقهن. وقال مجاهد: {استوى}: علا على العرش». [صحيح البخاري (9/ 336)]
ونقل عن وهب بن جرير قوله: «الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى». [خلق أفعال العباد للبخاري (ص30)]
وعن سعيد بن عامر: «الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى، وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء». [خلق أفعال العباد للبخاري (ص31)]
«وإن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فليس هذا لغير الله عز وجل ذكره قال أبو عبد الله: ” وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا». [خلق أفعال العباد للبخاري (ص98)]