كلمة (الذات) ونسبتها لله تعالى
بسم الله أبدا، وعليه أتوكل.
اللهم ربنا لك الحمد كله، دقه وجِلَّه
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
رب يسر وأعن.
هذه رسالة لطيفة في كلمة “الذات” ونسبتها لله -تبارك اسمه المجيد-، أكتبها في ذات الله العلي الكبير العزيز، سائلا إياه التوفيق والرضى.
فبعد أن ذكرت في مقطع مسجل لي كلاما عن لفظة “الذات”؛ شغِب بعض المبتدعة في هذه المسألة محاولين ذمي، فهم بين ملتبس عليه، وباحث عن زلة لم يجدها، فلبّس على إخوانه بهذا الكلام، ولا غرابة، فلم ألق لهم بالًا، ولا يؤبه لمثلهم، ولكن لما لاحظت أن بعض طالبي الحق من أهل السنَّة أشكلت عليهم المسألة، وسألوا عن استخدام بعض أهل السنة لهذه اللفظة، ثم بعد ذلك كلمني رجال عُرفوا بالعلم، حول هذه المسألة؛ أحببت أن أجمع لهم القول في هذه الرسالة اللطيفة، التي أسأل الله تعالى لقارئها أن يوفقه الله للعلم النافع، والعمل المتقبل، والتوفيق. |
وخلاصة البحث:
هذه اللفظة إذا قيلت بمعنى الكُنه، والماهيَّة، فإن هذا لا يصح لغة، ولكن استخدمه المتكلمون، ثم دَرَجَت، واستخدمها بهذا المعنى علماء من طبقة تلاميذ الآخذين عن تبع الأتباع، وعدد ممن جاء بعدهم، وهناك من أنكرها، وأكثر المنكرين من أهل اللغة. وإنما كان استخدامهم لها من باب التأكيد، ورد تحريفات أتباع الجهم بن صفوان، وهشام الفوطي. ولو استغنينا عنها فلن ينقص المعنى، فقولنا: «الله فوق العرش» كقول: «الله فوق العرش بذاته». فإن كان لها حاجة لإفهام مُلتَبَسٍ عليه؛ قيلت، لكن لا يتوسَّع في قولها، دون حاجة.