المقام المحمود وجلوس النبي ﷺ على العرش كما في أثر مجاهد

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

 

هذا باب في إثبات أن من معاني المقام المحمود: إجلاس اللهِ رسولَه على العرش، وسأقسم الموضوع إلى ما يلي:

  1. ذكر الأثر وإسناده
  2.  جواب شبهة ضعفه
  3. جواب شبهة أنه ليس من كلام رسول الله ﷺ
  4. مَن نقل إجماع السلف عليه
  5. ذكر من أثبته من أهل العلم
  6. جواب شبهة تعارضه مع حديث الشفاعة
  7. من الرد على الجهمية

 

وبالله أستعين

 

ذكر الأثر وإسناده

روي موقوفا ومقطوعًا

قول الصحابي:

روى الخلال في السنة 236 – أخبرنا أحمد بن أصرم المزني، قال: ثنا عباس بن عبد العظيم، قال: ثنا يحيى بن كثير العنبري، قال: ثنا مسلم بن جعفر وكان ثقة، عن الجريري، عن سيف السدوسي، عن عبد الله بن سلام، قال: «إن محمدا يوم القيامة بين يدي الرب عز وجل، ‌على ‌كرسي ‌الرب ‌تبارك وتعالى»

  • ورواه الطبري «في التفسير – ط دار التربية والتراث (17/ 532)
  • وابن أبي عاصم في السنة (786)
  • وابن المحب الصامت في صفات رب العالمين (265)
  • والآجري في الشريعة (1097)

قال البخاري «ولا يُعرَفُ لسَيفٍ سماعٌ مِن ابنِ سلامٍ». التاريخ الكبير للبخاري (5/ 233 ت الدباسي والنحال)

 

روى أسد بن موسى 44 – نا مهدي بن ميمون، نا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، قال: «كان أكرم خليقة الله على الله تعالى، أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وإن الجنة في السماء، وإن النار في الأرض، وإذا كان يوم القيامة، جمع الله الخلائق أمة أمة، ونبيا نبيا، حتى يكون أحمد صلى الله عليه وسلم هو وأمته آخر القوم مركزا، ثم يوضع جسر على جهنم، ثم ينادي مناد: أين أحمد وأمته؟ قال: فيقوم وتتبعه أمته، برها وفاجرها، فيأخذون الجسر، فيطمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون فيها من يمين ومن شمال، ويمر النبي صلى الله عليه وسلم والصالحون معه، فتلقاهم الملائكة تبوئهم منازلهم من الجنة على يمينك، على يسارك حتى ينتهي إلى ربه تبارك وتعالى، فيلقى له ‌كرسي ‌عن ‌يمين ‌الله تبارك وتعالى» الزهد  (ص38)

ومن هذا الطريق رواه الحاكم 8698 وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وليس بموقوف فإن عبد الله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمة من جملة الصحابة، وقد أسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع والله أعلم»

‌‌قال الذهبي في التلخيص 8698 – «صحيح»

قال الألباني: «إلا أنه من رواية محمد بن غالب وهو حافظ ثقة لكنه وهم في أحاديث كما قال الدارقطني فلا أدري لعل هذا الحديث مما وهم في متنه». السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني (2/ 366) قلت: لم يَهِمْ فقد وافق ما رواه أسد بن موسى.

وقال الحويني: «إسناده صحيحٌ، رجاله كلهم ثقات». المنيحة (1/ 155)

 

قول التابعي:

ورد من طرق

الطريق الأول:

قال الخلال 296 – ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا عبد الرحمن بن شريك، قال: ثنا أبي قال: ثنا أبو يحيى القتات، عن مجاهد: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: «يقعد محمدا على العرش». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 252)

وقال 297 بمثله «عبد الرحمن بن شريك يعني عمه، قال: ثنا أبي، قال: ثنا عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 252)

قلت:

  • محمد بن بشر: هو ابن شريك، «ضعيف». ذيل ديوان الضعفاء (ص59)
  • عبد الرحمن بن شريك «قال أبو حاتم: واهي الحديث». ديوان الضعفاء (ص242)
  • أبي (شريك) ضعيف
  • أبو يحيى القتات
  • عن مجاهد

 

الطريق الثاني

قال الخلال 306 – «ثنا محمد بن هشام مستملي ابن عرفة، قال: ثنا الحسن بن عرفة، عن علي بن ثابت الجزري، عن غالب بن عبيد الله العقيلي، قال: حدثني المكيون ذكر منهم عطاء وعمرو بن دينار: أن الله عز وجل يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب مثله، فيقوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيثني على الله بما هو أهله، قال: فيقول الله عز وجل له: ادنه، قال: ثم يغضب فيقوم نبينا، فيثني على الله بما هو له أهل، فيقول له: ادنه، فلا يزال يقول له: ادنه، حتى يقعده على العرش». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 256)

قلت:

  • محمد بن هشام: «‌قال ‌الدَّارَقُطْنِيّ: ‌محمد ‌بن ‌هشام ‌بن ‌البختري ‌بن ‌أبي ‌الدميك، ‌لا ‌بأس ‌به». موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله (2/ 632)
  • الحسن بن عرفة: قال أبو حاتم «صدوق». الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (3/ 32) وقال ابن معين «‌وهو ‌ثقة». موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله (1/ 258)
  • علي بن ثابت الجزري «قال أحمد: ثقة صدوق». تاريخ الإسلام – ت بشار (4/ 926)
  • غالب بن عبيد الله العقيلي «ضَعِيف». تاريخ ابن معين – رواية الدوري (4/ 427) «مُنكرُ الحديثِ». التاريخ الكبير للبخاري (8/ 194 ت الدباسي والنحال)

 

الطريق الثالث:

قال ابن أبي شيبة: 33812 «حدثنا ابن فضيل عن ‌ليث عن ‌مجاهد: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يقعده على ‌العرش». مصنف ابن أبي شيبة (17/ 413 ت الشثري)

قلت: وجاء من طرق مدارها على ليث بن أبي سليم

«كان ابن عُيَيْنة لا يَحْمَد حفظ ليث… وقال جرير: كان ليث أكثرهم تَخْليطًا … وقال أحمد بن حنبل: هو مضطرب الحديث، ولكن حدَّث الناس عنه … وقال أبو حاتم: هو أحبّ إليَّ من يزيد بن أبي زياد، وكان أبرأ ساحةً، يُكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث… وقال عمرو بن علي: كان يحيي لا يُحدِّث عن ليث، وكان عبد الرحمن يحدِّث عنه. وقال الدارقطني: صاحب سُنَّة، يُخَرَّج حديثُهُ، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء، وطاوس، ومجاهد حَسْبُ. وقال ابن عدي: مع الضَّعْف يُكتب حديثه. وقال ابن مَنْجويه: مات سنة ثلاث وأربعين ومئة. روى له: البُخاريُّ، ومسلم، وأبو داود، والتِّرمذي، وابن ماجه». الكمال في أسماء الرجال (8/ 267) «قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل ” قيل له : ليث بن أبي سليم يتهم بالبدعة؟ قال: لا “». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 221)

فإن قيل: ليث ضعيف فكيف قبل العلماء روايته

قلت: لا ينازع في ضعفه، ولهذا ترك من ترك من المعاصرون هذا الأثر، وقد غلطوا لكونهم ما تابعوا السلف والخلف في قبوله، ولهذا سأجمع لمن أراد الاتِّباع قول أهل العلم فيه.

إلا أنه لا يجوز تجهيم من رده لضعف السند ومساواته بمن رده إنكارًا للمتن.

فأما عن ضعف الليث، فالضعيف ليس كل كلامه غلط، فلو قال رجل منا هذا التفسير لتلميذ له ضعيف الحفظ، فهل يحتاج إلى جهد ليحفظه، بل هي معلومة سهلة يسيرة، يسير استقرارها في الذهن، وهي عن شيخه المباشر، ليس فيها إسناد يخطئ فيه، ولا طول متن وتفصيل، فهذا مما يحفظه البليد. أضف لهذا أن ليثًا صاحب سنة كما قال الدارقطني، فليس مبتدعا يتهاون بنقل مثل هذه الأمور.

أضف أنه روى عن مجاهد من كتاب كما قال سفيان بن عيينة: «لم يسمعه [أي التفسير] أحد من ‌مجاهد إلا ‌القاسم ‌بن ‌أبي بزة أملاه عليه، وأخذ ‌كتابه الحكم وليث وابن أبي نجيح». المعرفة والتاريخ ط العراق (2/ 154)

 

فإن قيل: إن مجاهدا تابعي، وهذا خبر غيبي فلا يُقبل منه

قلت: مجاهد من أخص تلاميذ ابن عباس، وقد أخذ عنه التفسير ثلاث مرات «قَالَ: عَرَضَتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ ‌عَبَّاسٍ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ، أُوقِفُهُ عَلَى كُلِّ آيَةٍ، ‌أَسْأَلُهُ فِيمَا نَزَلَتْ، وَكَيْفَ كَانَتَ؟». المستدرك ط العلمية (2/ 307)

ومجاهد أتقى وأورع من أن يقول على الله بغير علم، فما يكون قالها إلا عن علم عن أصحاب النبي ﷺ. وحكم كلامهم حكم المرفوع.

قال عليّ بن داود القنْطريّ (ت272): (عن مجاهد يقول: «صحبت ابن عمر لأخدمه، فكان هو يخدمني» فمثل هذا يرد حديثه؟) السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233) وقال هارون بن معروف: «بلغني أن مسلوبا من الجهال أنكر ذلك، فنظرت في إنكاره، فإن كان قصد مجاهدا، فابن عباس قصد، وإن كان لابن عباس قصد، فعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رد». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 234) وقال الذهبي: «وقد تقدم الكلام على هذا الحديث وأنه ثابت عن مجاهد (ق76/ب) أحد أعيان التابعين». العرش للذهبي (2/ 405) وقال «وأما عن مجاهد فلا شك في ثبوته». العرش للذهبي (2/ 277)

ولهذا قبل أهل العلم أثره هذا. وستأتي نصوصهم:

 

 

مَن نقل إجماع السلف عليه

إِبْرَاهِيْمُ بنُ أُورمَةَ أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، البَارعُ، أَبُو إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ، مُفِيْدُ الجَمَاعَةِ بِبَغْدَادَ. (ت266)
قال: «هذا الحديث حدث به العلماء منذ ستين ومائة سنة، ولا يرده إلا أهل البدع». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، الحُجَّةُ (ت270)
قال: «لا أعلم أحدا من أهل العلم ممن تقدم، ولا في عصرنا هذا إلا وهو منكر لما أحدث الترمذي [ليس الإمام المعروف] من رد حديث «يقعده على العرش» فهو عندنا جهمي، يهجر ونحذر عنه… وقد أتى علي نيف وثمانون سنة ما علمت أن أحدا رد حديث مجاهد إلا جهمي، وقد جاءت به الأئمة في الأمصار، وتلقته العلماء بالقبول منذ نيف وخمسين ومائة سنة». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 232)

عليّ بْن دَاوُد بْن يزيد، أبو الْحَسَن القنْطريّ محدَّث رحّال (ت272)
قال: «أتى عليَّ أربع وثمانون سنة، ما رأيت أحدا رد هذه الفضيلة إلا جهمي». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233)

محمد بْن عَبْد النّور، أبو عبد الله الكُوفيُّ الخزاز الْمُقْرِئ (ت272)
قال: «والله ما للنبي صلى الله عليه وسلم فضيلة مثلها، أدركت شيوخنا على ذلك يتلقونه بالقبول، ويسرون بها، ولا يردها إلا رجل سوء جهمي». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 255)

أبو داود السجستاني  (ت275) صاحب السنن، الإِمَامُ، شَيْخُ السُّنَّةِ، مُقَدَّمُ الحُفَّاظِ، أَبُو دَاوُدَ الأَزْدِيُّ، السِّجِسْتَانِيُّ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ.
قال: «أرى أن يجانب كل من رد حديث ليث، عن مجاهد: (يقعده على العرش) ويحذر عنه، حتى يراجع الحق، ما ظننت أن أحدا يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث، إلا إنا علمنا أن الجهمية تنكره من جهة إثبات العرش، فإنهم ينكرون أمر العرش، ويقولون: العرش عظمة، مع أنهم لم ينكروا منه فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233)

قلت: قوله: «ما ظننت أن أحدا يذكر بالسنة يتكلم في هذا الحديث» يدلك أنه يتعجب من أن ينكره أحد، وهو الذي التقى بعلماء الأمصار وأخذ عنهم.

هارون بْن الْعَبَّاس الهاشميّ (ت275)
قال: «ولا علمت أحدا رد حديث مجاهد (يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش) رواه الخلق عن ابن فضيل عن ليث عن مجاهد، واحتمله المحدثون الثقات، وحدثوا به على رءوس الأشهاد، لا يدفعون ذلك، يتلقونه بالقبول والسرور بذلك، وأنا فيما أرى أني أعقل منذ سبعين سنة، والله ما أعرف أحدا رده، ولا يرده إلا كل جهمي مبتدع خبيث، يدعو إلى خلاف ما كان عليه أشياخنا وأئمتنا، عجل الله له العقوبة، وأخرجه من جوارنا، فإنه بلية على من ابتلي به، فالحمد لله الذي عدل عنا ما ابتلاه به والذي عندنا، والحمد لله أنا نؤمن بحديث مجاهد ونقول به على ما جاء، ونسلم الحديث وغيره مما يخالف فيه الجهمية من الرؤية والصفات، وقرب محمد صلى الله عليه وسلم منه» السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233)

أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي (276هـ) الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ.
قال: «لا يرد هذا إلا أهل البدع والجهمية». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 255)

أبو بكر الخلال (ت311) الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ وَعَالِمُهُم.
وقال: «سمعت هذا الحديث من غير واحد من مشيختنا، ما رأيت أحدا رد هذا». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 232)

 

ذكر من أثبته من أهل العلم

محمد بن مصعب أبو جعفر، العابد القارئ، أثنى عليه أحمد بن حنبل ووصفه بالسنة (ت228) قال: «يجلسه على العرش ليرى الخلائق كرامته عليه، ثم ينزل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه وجناته». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 219)

هَارُوْنُ بنُ مَعْرُوْفٍ أَبُو عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الثِّقَةُ (ت231)
قال: «هذا حديث يسخن الله به أعين الزنادقة». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

وقال: «ليس ينكر حديث ابن فضيل عن ليث، عن مجاهد إلا الجهمية». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 219)

إسحاق بن راهويه (ت238) الإِمَامُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ المَشْرِقِ، سَيِّدُ الحُفَّاظِ، أَبُو يَعْقُوْبَ.
قال «الإيمان بهذا الحديث والتسليم له. من رد هذا الحديث فهو جهمي». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

الإمام أحمد (ت241هـ)
«446 – وَذَكَرَ أَبُو بكر المروذي فِي مختصر كتاب الرد عَلَى من رد حديث مجاهد، سألت أَبَا عبد اللَّه عَن الأحاديث الَّتِي تردها الجهمية فِي الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش، فصححها أَبُو عبد اللَّه وَقَالَ: قد تلقتها الأمة بالقبول تمر الأخبار كَمَا جاءت». إبطال التأويلات (2/ 479 ط إيلاف)

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت حديث ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} من أبي معمر عن أخيه، عن ابن فضيل. قال: فذاكرته أبي، فقال: «ما وقع إلي بعلو، وجعل كأنه يتلهف، يعني إذا لم يقع إليه بعلو». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 212)

عبد الوهاب الوراق، أبو الحسن، الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الرَّبَّانِيُّ، الحُجَّةُ، من خاصة أحمد بن حنبل (ت250)
قال: «الذي رد فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم يقعده على العرش فهو متهم على الإسلام». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الواسطى ، أبو جعفر الدقيقى (ت266) الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الحُجَّةُ.
قال: «من ردها فهو عندنا جهمي، وحكم من رد هذا أن يتقى». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

محمد بن حماد بن بكر بن حماد، أبو بكر المقرئ، صاحب خلف البزّار (ت267) مقرئ مجوِّد، صالح عابد. كان الْإِمَام أَحْمَد يجلُّه ويحترمه، ويُصلّي خلفه فِي رمضان.
قال: «من ذكرت عنده هذه الأحاديث فسكت فهو متهم على الإسلام، فكيف من طعن فيها؟». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

تنبيه: الترمذي هذا غير معروف، قال أبو بكر يحيى بن أبي طالب: «لا أعرف هذا الجهمي العجمي، لا نعرفه عند محدث، ولا عند أحد من إخواننا، ولا علمت أحدا رد حديث مجاهد» وقال أبو داود السجستاني: «هذا الترمذي رجل لا أعرفه ورأيت من عندي من أصحابنا، يذكرون أنهم لا يعرفونه في الطلب، ولا عرفته أنا». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233)

عَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ حَاتِمِ بنِ وَاقِدٍ، الدُّوْرِيُّ، أَبُو الفَضْلِ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، النَّاقِدُ، أَحَدُ الأَثبَاتِ المُصنِّفِينَ (ت271)
قال: «لا يرد هذا إلا متهم». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

محمد بن أحمد بن واصل (ت273)
قال: «من رد حديث مجاهد فهو جهمي» السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 214)

أبو داود السجستاني  (ت275) صاحب السنن، الإِمَامُ، شَيْخُ السُّنَّةِ، مُقَدَّمُ الحُفَّاظِ، أَبُو دَاوُدَ الأَزْدِيُّ، السِّجِسْتَانِيُّ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ.
قال: «من أنكر هذا فهو عندنا متهم، وقال: ما زال الناس يحدثون بهذا يريدون مغايظة الجهمية، وذلك أن الجهمية ينكرون أن على العرش شيئا». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 214)

يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ البَغْدَادِيّ، الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، العَالِمُ (ت275)
قال: «من رده فقد رد على الله عز وجل، ومن كذب بفضيلة النبي ﷺ فقد كفر بالله العظيم». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 215)

هارون بْن الْعَبَّاس الهاشميّ (ت275)
قال: «رد حديث مجاهد فهو عندي جهمي، ومن رد فضل النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندي زنديق لا يستتاب، ويقتل، لأن الله عز وجل قد فضله صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم السلام … فاحذروا من رد حديث مجاهد، وقد بلغني عنه أخزاه الله أنه ينكر أن الله عز وجل ينزل، فمن رد هذا وحديث مجاهد فلا يكلم، ولا يصلى عليه». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233)

قلت: توجيه كلامه أن راده لا يخلو من أن يرد على الله فيما أثبت لنفسه أنه على العرش، أو أنه يقرب ويدنو، أو هو ناكر لفضيلة النبي ﷺ

مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ بنِ يُوْسُفَ السُّلَمِيُّ ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ (ت280)
قال: «من توهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يستوجب من الله عز وجل ما قال مجاهد فهو كافر بالله العظيم». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ، الشَّيْخُ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، العَلاَّمَةُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ (ت285)
قال: «ما ينكر هذا إلا أهل البدع». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 217)

وقال: «هذا حدث به عثمان بن أبي شيبة في المجلس على رءوس الناس؟ فكم ترى كان في المجلس؟ عشرين ألفا! فترى لو أن إنسانا قام إلى عثمان، فقال : لا تحدث بهذا الحديث، أو أظهَرَ إنكاره، تراه كان يخرج من ثم إلا وقد قتل؟ قال أبو بكر بن صدقة، وصدق، ما حكمه عندي إلا القتل». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 219)

وقال: «الذي نعرف ونقول به ونذهب إليه: أن ما سبيل من طعن على مجاهد وخطأه إلا الأدب والحبس». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 233)

أَحْمَدُ بنُ أَصْرَمَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ (ت285)
قال : «من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله، وهو عندنا كافر، وزعم أن من قال بهذا فهو ثنوي، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 215) قلت: قَالَ صَالِحُ بنُ أَحْمَدَ: كَانَ ثَبْتاً، شَدِيْداً عَلَى أَصْحَاب البِدَع.

قلت: من أهل البدع من شنَّع على أهل السنة فقال: (جعلتم النبي ﷺ شريكا لله لما أثبتم هذا الحديث) فمراد الشيخ أن من رده زاعمًا أن مثبت هذا الحديث (ثنوي) أي يثبت إلهين، فهو زنديق. ومن هؤلاء المبتدعة في زماننا أحمد الخليلي مفتي الإباضية.

محمدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو جَعْفَرٍ العَبْسِيُّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُسْنِدُ، (ت297)
قال: «وبلغني عن بعض الجهال دفع الحديث بقلة معرفته في رده مما أجازه العلماء ممن قبله ممن ذكرنا، ولا أعلم أحدا ممن ذكرت عنه هذا الحديث، إلا وقد سلم الحديث على ما جاء به الخبر، وكانوا أعلم بتأويل القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن رد هذا الحديث من الجهال، وزعم أن المقام المحمود هو الشفاعة لا مقام غيره. فهذه حكايات الشيوخ والثقات بمدينة السلام والكوفة وغير ذلك». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 246)

محمد بن جرير الطبري (ت310) شيخ المفسرين الإِمَامُ، العَلَمُ، المجتهدُ، عَالِمُ العَصر، أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ البَدِيْعَة.
قال: «فإن قال قائل: فإنا لا ننكر إقعاد الله محمدا على عرشه، وإنما ننكر إقعاده إياه معه.
قيل: أفجائز عندك أن يقعده عليه لا معه؟
– فإن أجاز ذلك؛ صار إلى الإقرار بأنه إما معه، أو إلى أنه يقعده والله للعرش مباين، أو لا مماسّ ولا مباين، وبأيّ ذلك قال كان منه دخولا في بعض ما كان ينكره
– وإن قال: (ذلك غير جائز) كان منه خروجا من قول جميع الفرق التي حكينا قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتحل الإسلام، إذ كان لا قول في ذلك إلا الأقوال الثلاثة التي حكيناها، وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك». تفسير الطبري – ط دار التربية والتراث (17/ 532)

أبو بكر الخلال (ت311) الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ الفَقِيْهُ، شَيْخُ الحَنَابِلَةِ وَعَالِمُهُم.
قال: «قرأت كتاب السنة بطرسوس مرات في المسجد الجامع وغيره سنين، فلما كان في سنة اثنتين وتسعين قرأته في مسجد الجامع، وقرأت فيه ذكر المقام المحمود، فبلغني أن قوما ممن طرد إلى طرسوس من أصحاب الترمذي المبتدع أنكروه، وردوا فضيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهروا رده فشهد عليهم الثقات بذلك فهجرناهم، وبينا أمرهم». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 224)

ابْنُ صَاعِدٍ يَحْيَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدِ بنِ كَاتِبٍ (ت318) الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ العِرَاقِ، رَحَّالٌ، جَوَّالٌ، عَالِمٌ بِالعِلَلِ وَالرِّجَالِ.
قال: «وهذه الفضيلة في القعود على العرش لا ندفعها ولا نماري فيها ، ولا نتكلم في حديث فيه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء يدفعه ولا ينكره. وهذا الحديث يقارب الأحاديث في معنى ‌يقعده ‌على ‌العرش». الشريعة للآجري (4/ 1616)

البَرْبَهَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ (ت329) شَيْخُ الحَنَابِلَة، القُدْوَة، الإِمَامُ، الفَقِيْه، كَانَ قوَّالاً بِالْحَقِّ، دَاعِيَةً إِلَى الأَثر، لاَ يَخَافُ فِي الله لومَةَ لاَئِم.
قال: «لم ‌يكن ‌البربهارى ‌يجلس مجلسا إلا ويذكر فيه أن الله عزّ وجل يقعد محمدا صلّى الله عليه وسلم معه على العرش». طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (2/ 43 ت الفقي)

أبو بكر النجاد (ت348) والنّجّاد من كبار أئمة الحنابلة، وقد صنَّف كتابًا فِي الخلاف. وحديثه كثير.
قال: «ومن الفرق الهالكة مَنْ أنكر أن الله وَعَدَ يعني نبيه – أنْ يُقعده المقعد المقرَّب عنده على العرش، وهو المقام المحمود». إبطال التأويلات (ص529 ط غراس)

محمد بن الحسين الآجري (ت360) الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، القُدْوَةُ، شَيْخُ الحَرَمِ الشَّرِيْفِ.
قال: «وأما حديث مجاهد في فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتفسيره لهذه الآية: أنه ‌يقعده ‌على ‌العرش ، فقد تلقاها الشيوخ من أهل العلم والنقل لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلقوها بأحسن تلق ، وقبلوها بأحسن قبول ، ولم ينكروها ، وأنكروا على من رد حديث مجاهد إنكارا شديدا وقالوا: من رد حديث مجاهد فهو رجل سوء قلت: فمذهبنا والحمد لله قبول ما رسمناه في هذه المسألة مما تقدم ذكرنا له ، وقبول حديث مجاهد ، وترك المعارضة والمناظرة في رده». الشريعة للآجري (4/ 1612)

الدارقطني (ت385) كان العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر نادرة عصره، وفرد الجهابذة، ختم به هذا الشأن، فمما صنف كتاب “الرؤية” وكتاب “الصفات” وكان إليه المنتهى في السنة ومذهب السلف.
أنشد:
«‌حَديثُ ‌الشَّفَاعة في أحمدَ … إلى أحمدَ المصطفى نُسْنِدُه
أما حديثٌ بإقْعَادِهِ … ‌على ‌العَرْشِ أيضًا فَلا ‌نَجْحَدُه
أَمِرُّوا الحَديثَ على وَجْهِهِ … ولا تدْخِلوا فيه ما يُفْسِدُه
ولا تُنكرُوا أنَّه قاعِدٌ … ولا تجحدُوا أنَّه يُقْعِدُه»
إبطال التأويلات (ص532 ط غراس)

أبو طالب المكي الصوفي (ت ٣٨٦ هـ)
قال: «فأشبه هذا ما رويناه عن ليث عن مجاهد في قوله عزّ وجلّ: (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) الإسراء: 79 قال ‌يقعده ‌على ‌العرش فكان العرش مكان الربوبية بمشيئته في الدنيا وهو مستغني عنه بقدرته، فوهبه لحبيبه في الآخرة فجعله مكانه تفضّلاً له وتشريفاً، ليكون هناك فوق المرسلين في الجلالة، كما كان ههنا آخرهم في الرسالة». قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 108)

أبو يعلى شيخ الحنابلة (ت ٤٥٨ هـ)
قال : «اعْلَمْ أَنَّهُ غَيْرُ مُمْتَنِعٍ حَمْلُ هَذَا الْخَبَرِ عَلَى ظَاهِرِهِ، وَأَنَّهُ يُجْلِسُهُ مَعَهُ عَلَى عَرْشِهِ وَسَرِيرِهِ بِمَعْنَى يُدْنِيهِ مِنْ ذَاتِهِ وَيُقَرِّبُهُ مِنْهَا». إبطال التأويلات (2/ 479 ط إيلاف)

أبو بكر بن العربي (ت ٥٤٣هـ) الأشعري
«فهذا محمد – صلى الله عليه وسلم – ما عصى قط ربه، لا في حال الجاهلية ولا بعدها، تكرمة من الله وتفضلا وجلالا، أحله به المحل الجليل الرفيع، ‌ليصلح ‌أن ‌يقعد معه على كرسيه للفصل بين الخلق في القضاء يوم الحق». أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (3/ 576)

تنبيه: قوله «للفصل بين الخلق» من عنده، ولا دليل عليه.

عبد القادر الجيلاني الصوفي الحنبلي (ت561)
قال: «وأهل السنة يعتقدون أن الله يجلس رسوله ونبيه المختار على سائر رسله وأنبيائه معه على العرش يوم القيامة». الغنية لطالبي طريق الحق (1/ 150)

ابن الجوزي (ت597) الحافظ العلّامة صاحب التّصانيف المشهورة فِي أنواع العلوم من التفسير، والحديث، والفقه، والوعْظ، والزُّهْد، والتاريخ، والطّبّ، وغير ذلك.
قال: «وَالْمقَام الْمَحْمُود: الَّذِي يحمده لأَجله جَمِيع أهل الْموقف، وَفِيه قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنه الشَّفَاعَة للنَّاس يَوْم الْقِيَامَة، قَالَه ابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَابْن عمر وسلمان وَجَابِر فِي خلق كثير. وَالثَّانِي: ‌يجلسه ‌على ‌الْعَرْش، رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس وَمُجاهد. وَقَالَ عبد الله بن سَلام: يقعده على الْكُرْسِيّ». كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 51)

وقال: «والمقام المحمود الشفاعة للناس يوم القيامة وقال مجاهد ‌يقعده ‌على ‌العرش». تذكرة الأريب في تفسير الغريب (ص207)

ابن تيمية (ت728) الإمام العالم العلامة، المفسر الفقيه المجتهد الحافظ المحدث، شيخ الإسلام.
قال: «عن مجاهد قال ‌(يقعده ‌معه ‌على ‌العرش) فيُطلق ذلك كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويجوز أن يكون مقامًا مخصوصًا لمقعد النبي صلى الله عليه وسلم». بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (6/ 216)

وقال: «حدث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلسه ربه على العرش معه ، روى ذلك محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد؛ في تفسير: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة. قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه لا يقول إن إجلاسه على العرش منكر – وإنما أنكره بعض الجهمية- ولا ذكرُه في تفسير الآية منكر». انتهى من “مجموع الفتاوى”(4/ 374).

ابن القيم (ت751) أنشد:

«واذكر ‌كلام ‌مجاهد ‌في ‌قوله … أقم الصلاة وتلك في سبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد … ما قيل ذا بالرأي والحسبان
إن كان تجسيما فإن مجاهدا … هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وقد أتى ذكر الجلوس به وفي … أثر رواه جعفر الرباني»
نونية ابن القيم الكافية الشافية – ط مكتبة ابن تيمية (ص110)

ابن كثير (ت774) الإمام العلامة، ثقة المحدثين وعمدة المؤرخين وعلم المفسرين، الحافظ الكبير
قال: «وقد روى ليث بن أبي سليم، وأبو يحيى القتات، وعطاء بن السائب، وجابر الجعفي، عن مجاهد، أنه قال في تفسير المقام المحمود: إنه ‌يجلسه ‌معه ‌على ‌العرش. وروي نحو هذا عن عبد الله بن سلام، وجمع فيه أبو بكر المروذي جزءا كبيرا، وحكاه هو وغيره عن غير واحد من السلف وأهل الحديث; كأحمد، وإسحاق بن راهويه وخلق. وقال ابن جرير: وهذا شيء لا ينكره مثبت ولا ناف. وقد نظمه الحافظ أبو الحسن الدارقطني في قصيدة له». البداية والنهاية (19/ 490 ت التركي)

جمال الدين السُّرَّمَرِّي (ت776)
قال: «ومن خصائص محمد – صلى الله عليه وسلم … ومنها ‌المقام ‌المحمود (الّذي يغبطه به الأوّلون والآخرون يوم القيامة وجاء في تفسير ‌المقام ‌المحمود): أنه الشفاعة ، وجاء أنه يجلسه ربّه سبحانه معه ‌على ‌العرش وصنف فيه الإمام أبو بكر المروذي كتاباً وساق ما عنده في ذلك من الأخبار والآثار». خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب (ص518)

شهاب الدين الرملي (ت ٨٤٤ هـ)
قال: «وقيل: إجلاسه ‌على ‌العرش، وقيل: على الكرسي، وعلى تقدير الصحة لا ينافي الأول؛ لاحتمال أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة». شرح سنن أبي داود لابن رسلان (3/ 495)

يحيى بن أبى بكر العامري الحرضي (ت ٨٩٣هـ)
قال: «(‌المقعد ‌المقرب) وهو الوسيلة والمقام ‌المحمود وجلوسه على العرش أو المنزل العالى والقدر الرفيع احتمالات». بهجة المحافل وبغية الأماثل (2/ 414)

ابن حجر الهيتمي الصوفي الأشعري (ت974)
قال: «(الْمَقْعَدَ الْمُقَرَّبَ) يحتمل أن المراد به الوسيلة، التي هي أعلى درجة في الجنة لا تكون إلا له كما . بسط ذلك في الأذان أو المقام المحمود، وهو مقام الشفاعة العظمى في فصل القضاء المذكور في قوله تعالى: (عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا تُحمُودًا ﴾ أو جلوسه على العرش أو المنزل العالي والقدر الرفيع، ولا مانع من إرادة ذلك كله» فتح الإله في شرح المشكاة (ص143)

منصور بن يونس البهوتي الحنبلي (ت ١٠٥١ هـ) شيخ الحنابلة بمصر في عصره
قال: «وعلى الأول: فالمقام المحمود جلوسه – صلى الله عليه وسلم – ‌على ‌العرش». كشاف القناع (11/ 219 ط وزارة العدل)

عبد الحق بن سيف الدين الدِّهلوي الحنفي (ت ١٠٥٢ هـ)
قال: «والمراد بالمقام المحمود مقام الشفاعة، وقيل: إجلاسه ‌على ‌العرش أو الكرسي، وهو أيضًا علامة الإذن في الشفاعة». لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح (2/ 422)

ابن بلبان الحنبلي (١٠٨٣ هـ)
قال: «وبأنَّ المقامَ المَحْمودَ لنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ وصِدْقٌ وهو: أن اللهَ ‌يُقْعِدُهُ ‌على ‌العَرْشِ رَفْعًا لمقامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمييزًا له على سائِرِ الخَلْقِ، أو الشَّفَاعَةُ العُظْمى». مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات (ص506)

القاسمي صاحب التفسير (ت1332)
قال: «معنى الآية: إنه يرفعك مقاما محمودا. وذلك يصدق على ما قاله مجاهد وما قال الأكثر». تفسير القاسمي محاسن التأويل (6/ 494)

سليمان بن سحمان (ت ١٣٤٩هـ)
قال: «ومن أعظم ما خصه الله به من الفضائل ‌المقام ‌المحمود الذي يغبطه به النبيون، قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله على قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قال: يقعده معه ‌على ‌العرش1». الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية (ص37)

محمد بن حسين بن سليمان بن إبراهيم (ت ١٣٥٥ هـ) الفقيه المفتي.
قال: «ثم ذكر بعد ذلك فصلًا في تفسير (‌المقام ‌المحمود) ، ولكن لم يستوفِ الكلام فيه؛ فإنّ الذي تركه هو أعظم وأقرّ لعين نبيّنا صلى الله عليه وسلم ممّا ذكره؛ وهو أنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ يجلس معه نبيّه محمّدًا صلى الله عليه وسلم ‌على ‌العرش يوم القيامة؛ كما جاء ذلك عن غير واحد من الصّحابة والتّابعين». الكشف المبدي (ص399)

حافظ حكمي (ت١٣٧٧هـ) أحد علماء أهل السنة والجماعة في جازان.

قال: «وعنه رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يجلسه أو ‌يقعده ‌على ‌العرش4. قال الذهبي: لهذا القول طرق خمسة. وأخرجه ابن جرير في تفسيره وعمل فيه المروزي مصنفا». معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 181)

عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني (ت ١٣٨٦هـ) المحدث المشهور.
«والمقام المحمود قد اختلف السلف في تفسيره، وروى ابن جرير في «تفسيره» عن مجاهد قال: «يجلسه معه على عرشه»، ثم قال: «ما قاله مجاهد مِن أنّ الله يُقْعِد محمدًا – صلى الله عليه وسلم – على عرشه، قولٌ غير مدفوع صحته لا من جهة خبر ولا نظر .. ». وأطال في ذلك وأطاب، وقد أعطى الله رسوله في ليلة ‌الإسراء ‌ما ‌أعطى، وقال له: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى}» التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (10/ 272 ضمن آثار المعلمي)

محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (ت ١٣٨٩هـ)
قال: «المقام ‌المحمود: قيل الشفاعة العظمى، وقيل إِنه إِجلاسه معه ‌على ‌العرش كما هو المشهور من قول أَهل السنة. والظاهر أَن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأَن كلاهما من ذلك. والإِقعاد ‌على ‌العرش أَبلغ». فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ (2/ 136)

صالح الفوزان، سُئل: ما روي عن مجاهد رحمه الله تعالى من أن النبي صلى الله عليه وسلم يقعد على العرش وأن ذلك هو المقام المحمود هل يصح منه شيء؟ الجواب: نعم هذا صححه ابن جرير وغيره من الأئمة أن المقام المحمود أن الله يجلس محمدا صلى الله عليه وسلم معه على العرش، وهذا راجع إلى الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا إنكار في هذا، المهم ثبوته عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت فنحن نؤمن به ولا نتدخل أو نستغرب شيئا، فالله جل وعلا هو الذي قضاه ورضيه وأكرم به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم [المصدر]

جواب شبهة تعارضه مع حديث الشفاعة

محمدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو جَعْفَرٍ العَبْسِيُّ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُسْنِدُ، (ت297) قال: «وبلغني عن بعض الجهال دفع الحديث بقلة معرفته في رده مما أجازه العلماء ممن قبله ممن ذكرنا، ولا أعلم أحدا ممن ذكرت عنه هذا الحديث، إلا وقد سلم الحديث على ما جاء به الخبر، وكانوا أعلم بتأويل القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ممن رد هذا الحديث من الجهال، وزعم أن المقام المحمود هو الشفاعة لا مقام غيره. فهذه حكايات الشيوخ والثقات بمدينة السلام والكوفة وغير ذلك». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 246)

قال هارون بن معروف: «صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يشفعه في وقت ما، يأذن له بالشفاعة ويكرمه بما أحب من الكرامة، حتى يعرف أولياءه وأنبياءه كرامته وفضله… فكذلك الجلوس في وقت، والشفاعة في وقت». السنة لأبي بكر بن الخلال (1/ 234)

قال أبو يعلى: «فإن قيل: فتفسير النبي – صلى الله عليه وسلم – أولى من قول مجاهد. قيل: لم نُعَوَّل في هذا على قول مجاهد وحده، وقد روينا ذلك مُفَسَّرًا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في حديث ابن عمر وعائشة وابن مسعود وابن عباس، وقول مجاهد في ذلك رجحان». إبطال التأويلات (ص527 ط غراس)

شهاب الدين الرملي (ت ٨٤٤ هـ): «وقيل: إجلاسه ‌على ‌العرش، وقيل: على الكرسي، وعلى تقدير الصحة لا ينافي الأول؛ لاحتمال أن يكون الإجلاس علامة الإذن في الشفاعة». شرح سنن أبي داود لابن رسلان (3/ 495)

شبهات الجهمية

قال الطبري (ت310) شيخ المفسرين:

«فإن قال قائل: فإنا لا ننكر إقعاد الله محمدا على عرشه، وإنما ننكر إقعاده إياه معه.
قيل: أفجائز عندك أن يقعده عليه لا معه؟
– فإن أجاز ذلك؛ صار إلى الإقرار بأنه إما معه، أو إلى أنه يقعده والله للعرش مباين، أو لا مماسّ ولا مباين، وبأيّ ذلك قال كان منه دخولا في بعض ما كان ينكره
– وإن قال: (ذلك غير جائز) كان منه خروجا من قول جميع الفرق التي حكينا قولهم، وذلك فراق لقول جميع من ينتحل الإسلام، إذ كان لا قول في ذلك إلا الأقوال الثلاثة التي حكيناها، وغير محال في قول منها ما قال مجاهد في ذلك». تفسير الطبري – ط دار التربية والتراث (17/ 532)

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 28٬815 times, 15 visits today)
المقام المحمود وجلوس النبي ﷺ على العرش كما في أثر مجاهد
تمرير للأعلى