براءة كهمس بن المنهال من تهمة التجسيم

قد أكثر الرًّافضة من اتِّهام الإمام كهمس بن المنهال بالتجسيم، وينسبون هذه التهمة إلى الشَّهرستاني.

 

والجواب:

أولًا: كلام الشهرستاني:

«وأما مشبهة الحشوية؛ فحكى الأشعري عن محمد بن عيسى أنه حكى عن مضر، ‌وكهمس، وأحمد الهجيمي: أنهم أجازوا على ربهم الملامسة والمصافحة، وأن المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة؛ إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حد الإخلاص والاتحاد المحض.
وحكى الكعبي عن بعضهم أنه كان يجوز الرؤية في دار الدنيا، وأن يزوره ويزورهم.». [الملل والنحل (1/ 105)]

كما ترى نقل عن الأشعري، فسنرجع لكلام الأشعري نفسه، قال:

«وأجاز كثير مما أجاز رؤيته في الدنيا مصافحته وملامسته ومزاورته إياهم وقالوا: أن المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة إذا أرادوا ذلك حكي ذلك عن بعض أصحاب مضر ‌وكهمس». [مقالات الإسلاميين ت زرزور (1/ 171)]

كلاهما لم يحدد أي كهمس يقصِدان، والقول بأنهما أرادا ابن المنهال وجب أن يؤتى عليه بدليل، فلم يورد أحد من المترجمين لكهمس بن المنهال أي طعن فيه من حيث كلامه في صفات الله، مع أنهم تكلموا في غير ذلك فيه.

 

ولكن الشيعة لما نقلوا هذا النص زعموا أن كهمس هو ابن المِنهال (مرجع1)، وليس عندهم أي دليل، إلا لأنهم أرادوا الطعن بالبخاري لأن فيه رواية من طريق كهمس بن المنهال.

واسم كهمس معروف عند العرب، ولا يجوز تحديد الشخص المقصود إلا بدليل.

هذا ومما نسبه لكهمس هذا أنه قال «وأن المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة؛ إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حد الإخلاص والاتحاد المحض». [الملل والنحل (1/ 105)]

فمَن الذي يقول بالاتِّحاد إلا جهميَّة الصوُّفيَّة؟ أما أهل السنَّة فلا يقول أحد منهم ذلك، بل ولا المجسِّمة. وكان من مشاهير الصوفية من اسمه كهمس، مثل «‌كهمس بن عَليّ الْهَمدَانِي». (مرجع2) ومع هذا فإننا لا نتهمه بقول بلا بينة.

وقد تقصَّيت تراجم من اسمهم كهمس، فلم أجد أحدًا وصف بهذا، فقد تكون شخصية تافهة لم يأبه أهل السنَّة بالكلام عنها، وقد يكون الكلام الذي ذكره الأشعرية تهمة لشخص نقلها ولم يتبين صحتها.

والله أعلم

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 84 times, 3 visits today)
براءة كهمس بن المنهال من تهمة التجسيم
ـــــــــــــ قائمة المراجع ـــــــــــــــ
  1. []
  2. [التعرف لمذهب أهل التصوف (ص29)][]
تمرير للأعلى