الجاثوم، حالة طبيعية تسمى علميًا بشلل النوم يتمثل في شلل مؤقت يصيب الإنسان أثناء الانتقال بين مراحل النوم، خاصة عند الدخول في النوم العميق أو عند الاستيقاظ منه.
تتميز هذه الحالة بشعور الشخص بالوعي الكامل، مع عدم القدرة على الحركة أو الكلام. بل يتوهم أنه يتكلم ولا يخرج صوته، ويحاول أن يحرك جسده فلا يتحرك،
هذه التجربة تترافق في كثير من الأحيان مع إحساس بالخوف والهلاوس، وقد انتشرت حولها الكثير من الخرافات والتفسيرات غير العلمية عبر التاريخ.
اليوم سنناقش الجاثوم من منظور علمي دقيق، مع تطرّق مختصر للمنظور الديني وتفنيد الخرافات.
بسم الله
حينما ننام فإن جسدنا يمر بمراحل للانتقال من اليقظة للنوم، وكذلك من النوم للوعي عندما نصحو.
علميًا، يحدث شلل النوم عند حدوث الانتقال بين هذه المراحل، خاصة مرحلة النوم العميق **(REM
Rapid Eye Movement)
في هذه المرحلة يجعل جسدنا العضلات مشلولة بشكل كامل بهدف منع الجسم من الحركة أثناء الأحلام، بمعنى، نحن الذي يحرك جسدنا هو العضلات، فلو حلمت أنك تضرب كلبًا، فدماغك سيرسل إشارة لعضلات يدك أو رجلك لتتحرك حركة الضرب، ولكي نتجنب هذه الحركة أثناء نومنا، فإن الجسد يعمل على جعل العضلات مشلولة عند النوم.
في الوضع الطبيعي، يستيقظ الدماغ أولًا، ثم يقوم بعملية إعادة قدرة العضلات على الحركة، ويسير الأمر بشكل طبيعي، ثم تتمطى لتتأكد من تحريك عضلاتك وتنشيطها.
بعد أن فهمنا الحالة الطبيعية، ننتقل لفهم الجاثوم، في الجاثوم يحدث تأخر في استعادة قدرة العضلات على الحركة؛ حيث يستيقظ الدماغ بينما يبقى الجسم في حالة شلل، فيشعر بهذا الشعور الذي يسمى الجاثوم.
الدراسات العلمية حددت مجموعة من الأسباب التي تزيد من احتمال حدوث شلل النوم، ومنها:
1. **اضطرابات النوم**: مثل الأرق أو النوم غير المنتظم.
2. **الضغط النفسي والقلق
3. **الوضعية أثناء النوم**: النوم على الظهر يزيد من فرص حدوث هذه الظاهرة، ربما بسبب تأثيره على التنفس وموقع الجسم بالنسبة للدماغ.
من منظور إسلامي، لا يوجد إنكار لوجود ظواهر غير طبيعية أو أمور تحدث بسبب الجن، ولكن ليس كل شيء لا نعرف سببه نقول بسبب الجن، بل ديننا يحب العل {وقل رب زدني علما}
كما أن الإسلام يعلمنا الوقاية الروحية، مثل الأذكار وقراءة القرآن، التي تعتبر وسائل لحماية النفس من القلق والخوف. إلا أن هذه الوسائل ليست موجهة فقط للحماية من الجن، بل للحفظ بشطل عام.
أما القول بأن “الجاثوم جني يجثم على الصدر”**: هذه الفكرة شائعة في ثقافات مختلفة، ولكنها لا تستند إلى أي أساس ديني.
الشعور بالضغط على الصدر أثناء شلل النوم يعود إلى حالة الشلل العضلي نفسها، حيث لا يستطيع الجسم التنفس بعمق، مما يسبب الإحساس بالاختناق.
قد يقول قائل: هناك شيخ قال إن الجاثوم جني، وقال إنك إذا كبرت أو قرأت آية الكرسي يذهب، وجربتها ونفعت، فما قولك؟
لو قال لك غني وغنيت لزال عنك الجاثوم، وذلك لأن مدته قد تكون ثانية أو ثانيتين بالكثير، فمن الطبيعي أنه يذهب بغض النظر ماذا تقول، لكنك لو خفت فستشعر بأن الوقت طويل، بسبب خوفك.
كيف نتصرف حينما يأتي الجاثوم؟
أذكر الله
ألست قلت إن هذا لا علاقة له بزواله؟
نعم، ولكن الله قال {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فأريد لك أن تطمئن دون أن تعتقد بخرافة.