هل قالت المصادر السنية بسبي زينب بن علي ؟

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وجدت مقالًا فيه نقول ينشره الشيعة قائلين أن كتب أهل السنة تثبت مسألة سبي زينب رضي الله عنها، فهذا رد مع بيان حال هذه النقول:

 

قال الطبري: «قَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حمزة الثمالي، عن عَبْد اللَّهِ الثمالي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بخيت، قَالَ: لما أقبل وفد أهل الْكُوفَة برأس الْحُسَيْن دخلوا مسجد دمشق، فَقَالَ لَهُمْ مَرْوَان بن الحكم: كيف صنعتم؟
قَالُوا: ورد علينا مِنْهُمْ ثمانية عشر رجلا، فأتينا وَاللَّهِ عَلَى آخرهم، ‌وهذه ‌الرءوس ‌والسبايا»

[تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (5/ 465)]

قلت: هذا من رواية أبي مخنف.

قال الذهبي: «أَبُو ‌مخنف هُوَ لوط بن يحيى هَالك». [المغني في الضعفاء (2/ 807)]

 

قال أبو بكر الحصني ت 829 هـ: «ولما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء أول سنة إحدى وستين وهو يومئذ ابن أربع وخمسين سنة ونصف سنة ونصف شهر ووقع ما وقع من السبي وحمل النساء والصبيان، فلما مروا بالقتلى صاحت زينب بنت علي رضي الله عنهما مستغيثة بالنبي ﷺ: يا محمداه»

[دفع شبه من شبه وتمرد ص137]

قلت: ليس بمسند، والحصني أصلاً كذاب وجهمي ولا قيمة له ولا لكلامه. ولا يحسب على أهل السنة.

وأصل الرواية أسندها الطبري، قال: «قَالَ أَبُو مخنف: فَحَدَّثَنِي أَبُو زهير العبسي، عن قرة بن قيس التميمي، قَالَ: نظرت إِلَى تِلَكَ النسوة». [تاريخ الطبري (5/ 455)] وأبو مخنف شيعي، ولم يذكر في الرواية السبي أصلا.

قال عبد الملك بن حسين العصامي ت 1111 هـ: «ثم أدخل نساء الحسين عليه والرأس بين يديه فجعلت فاطمة وسكينة بنتا الحسين تتطاولان تنظران إلى الرأس، ويزيد يتطاول يستر عنهما الرأس، فلما أبصرنه صحن، فصاح نساء يزيد وبنات معاوية، فقالت فاطمة: أبنات رسول الله سبايا يزيد، فقال: يا ابنة أخي، كنت لهذا أكره… وكانت سكينة تقول: ما رأيت عدوا خيراً من يزيد بن معاوية»

[سمط النجوم العوالي (ج2/ص83)]

قلت: غير مسند، وهذا كلامها مستنكرة أن تُسبى، فذكر يزيد رفضه لذلك.

قال أبو جعفر ابن الطقطقي (ت709هـ): «ووقع النهب والسبي في عسكره وذراريه- عليه السلام ثم حمل النساء ورأسه -صلوات الله عليه- إلى يزيد بن معاوية بدمشق»

[الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (ص118)]

قلت: لم يُسند.

قالت زينب العاملي (ت1332هـ): «ولما حملوا السبايا إلى الكوفة اجتازوا بهن على الحسين وأصحابه صرعى فلطمن خدودهن وصاحت زينب أخته: “يا محمداه»

[الدر المنثور في طبقات ربات الخدور (ص234)]

قلت: لم تُسند، ويظهر أنها نقلت عن الحصني الكذاب. وهي امرأة متشيعة، فلما تكلمت عن عائشة قالت: «ولها خطب ووقائع وكانت هي السبب في وقعة الجمل». [ص280] ولم تنقل من فضائلها، بل نقلت فيها الأكاذيب. ولم أجدها ترجمت لحفصة. فهل هذا مصدر سني؟

قال الزركلي (ت1396هـ): «وحملت مع السبايا إلى الكوفة، ثم إلى الشام»

[الأعلام للزركلي (3/67)]

قلت: لم يُسند شيئًا.

هذه النقولات التي وجدت الشيعة جمعوها ونشروها، وجمعوا معها نقولات بأن زينب ومن معها حُملن إلى يزيد، وهذا ثابت، والخلاف في السبي.

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 23 times, 31 visits today)
هل قالت المصادر السنية بسبي زينب بن علي ؟
تمرير للأعلى