موجز في اعتقاد أبي عبد الله الحاكم
كلام الله
روى الحاكم في مستدركه عن رسول الله: «يَحْشُرُ اللَّهُ الْعِبَادَ – أَوْ قَالَ: النَّاسَ – عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ” قَالَ: قُلْنَا: مَا بُهْمًا؟ قَالَ: ” لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ» [[1]]
روى بإسناده إلى عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: «وهو كفر» يعني من قال: القرآن مخلوق [[2]]
علو الله
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الْفَقِيهُ: «قَدْ تَضَعُ الْعَرَبُ «فِي» بِمَوْضِعِ «عَلَى» قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ﴾ وَقَالَ: ﴿لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ وَمَعْنَاهُ: عَلَى الْأَرْضِ وَعَلَى النَّخْلِ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿فِي السَّمَاءِ﴾ أَيْ عَلَى الْعَرْشِ فَوْقَ السَّمَاءِ، كَمَا صَحَّتِ الْأَخْبَارُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ . [[3]]
قال الحاكم: «ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هذا الموضع فقه الحديث، عن أهله ليستدل بذلك على أن أهل هذه الصنعة من تبحر فيها لا يجهل فقه الحديث» ثم قال: «سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: «من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته، فهو كافر بربه يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون، والمعاهدون بنتن ريح جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم» [[4]]
روى في مستدركه عن رسول الله قال: «تَدْرُونَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «فَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَالسَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ وَاللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ» [[5]]
كلامه في الصفات
ذكره ابن حجر وذكر ابن قتيبة وقال: «فاعتقادهما معا فيما يتعلق بالصفات واحد»[[6]]
فأما ابن قتيبة فعقيدته في الصفات سُنية واضحة، صنف فيها في الرد على الجهمية.
إثبات الإصبع والتجلي
وقد روى في مستدركه (3249) عن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنْبَأَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] قَالَ حَمَّادٌ: هَكَذَا وَوَضَعَ الْإِبْهَامَ عَلَى مَفْصِلِ الْخِنْصَرِ الْأَيْمَنِ، قَالَ: فَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: تُحَدِّثُ بِمِثْلِ هَذَا؟ قَالَ: فَضَرَبَ ثَابِتٌ صَدْرَ حُمَيْدٍ ضَرْبَةً بِيَدِهِ وَقَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بِهِ وَأَنَا لَا أُحَدِّثُ بِهِ؟» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
العين والسمع
روى في المستدرك في كتاب الإيمان (63) بإسناده إلى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}«فَوَضَعَ إِصْبَعَةَ الدُّعَاءِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَإِبْهَامَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ»
الرؤية
روى في مستدركه (82) «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ تَحْتَ لِوَائِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْتَظِرُ الْفَرَجَ، وَإِنَّ مَعِي لِوَاءَ الْحَمْدِ، أَنَا أَمْشِي وَيَمْشِي النَّاسُ مَعِي حَتَّى آتِيَ بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِمُحَمَّدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي خَرَرْتُ لَهُ سَاجِدًا أَنْظُرُ إِلَيْهِ»
ثم قال: «هَذَا حَدِيثٌ كَبِيرٌ فِي الصِّفَاتِ وَالرُّؤْيَةِ»
الشخص
روى في مستدركه عن رسول الله: «وَلَا شَخَصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ» [[7]]
الصلاة وأن الأعمال من الإيمان
روى في مستدركه (11) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»
وقد روى هذا الحديث في «كِتَابُ الْإِيمَانِ» مما يدل على اعتباره العمل ركنا في الإيمان، خلافًا للمرجئة
دفاعه عن أهل الحديث
قال في معرفة علوم الحديث (ص63) «وَنَحْنُ ذَاكِرُونَ بمَشِيئَةِ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فِقْهَ الْحَدِيثِ، عَنْ أَهْلِهِ لِيُسْتَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ أَهْلَ هَذِهِ الصَّنْعَةِ مَنْ تَبَحَّرَ فِيهَا لَا يَجْهَلُ فِقْهَ الْحَدِيثِ». ثم ذكر أئمة اهل الحديث
مباينة قول الشعوبية
روى في مستدركه (6953) حديث: «فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ»
تقديم العشرة
في كتابه « تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم» قدم العشرة، ثم قال «ثمَّ بعدهمْ على حُرُوف المعجم» عدا أبي عبيدة بن الجراح فإنه ليس له حديث في الصحيحين
ولما ذكر حرف العين قال: « بَاب الْعين من الْبَدْرِيِّينَ من قُرَيْش بعد أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَابْن عَوْف رضوَان الله عَلَيْهِم»
ترتيب الأربعة
قال: «معرفة الصحابة على مراتبهم، فأولهم قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وغيرهم رضي الله عنهم، ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولهم إسلاما، وإنما اختلفوا في بلوغه، والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أول من أسلم من الرجال البالغين» [[8]]
فقدم الثلاثة على ترتيب الأفضلية مع قوله بأن عليًّا أسلم قبلهم.
التشيع
أولا:
نقل عن يحيى بن معين: «إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، كَانَ جَهْمِيًّا رَافِضِيًّا» [[9]] فبين عدم كتابة حديث الروافض
ثانيا:
قال «ذِكْرُ النَّوْعِ الثَّانِي وَالثَّلَاثِينَ مِنْ عُلُومِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ مَعْرِفَةُ مَذَاهِبِ الْمُحَدِّثِينَ، قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلَا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ صَاحِبِ هَوًى يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ». معرفة علوم الحديث للحاكم (ص135)
قال في هذا الباب:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْوَرَّاقُ بِمَكَّةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ صَدَقَةَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَحَدَّثَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ بِحَدِيثٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِيهِ قَرْصٌ لِعُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ: «كَذَبْتَ كَذَبْتَ» وَصَاحَ بِهِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، ثِقَةٌ، مُخَرَّجٌ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَكَانَ قَاصَّ الشِّيعَةِ. [[10]]
فبيَّن رد حديث الشيعة إذا أيد مذهبهم وإن كانوا ثقات في غيره
ثالثًا:
أثنى على علماء من أهل الحديث عُرف عنهم الغلظة على الشيعة والرافضة
نقل عن الشافعي: «ما رأيت أفقه من ابن عيينة، وأسكت عن الفتيا منه». معرفة علوم الحديث للحاكم (ص65) قلت: وابن عيينة يقول: «وقف عند عثمان وعلي فهو شيعي لا يعدل، ولا يكلم، ولا يجالس. ومن قدم عليا على عثمان فهو رافضي قد رفض أمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم». [[11]]
نقل عن علي بن المديني قوله: «والله لو أخذت وحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أني لم أر قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي». معرفة علوم الحديث للحاكم (ص68) قلت: وابن مهدي يقول «هما صنفان فاحذرهما: الجهمية والرافضة، فهذان الصنفان شرار أهل البدع». الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ت صبري (ص11)
فأما نسبته للتشيع
تكلموا فيه لروايته حديث الطير، وحديث «من كنت مولاه فعل مولاه» وهذا ستأتي مناقشته، ولكن ابتداءً لا يمكن نسبة شخص إلى جماعة لمجرد روايتهه حديثًا يؤيد مذهبهم مع عدم التزامه اللوازم الفاسدة لهذا الحديث، وإلا لنسبنا أهل الحديث قاطبة إلى التجهم والرفض وغير ذلك من الفرق لما تحتويه كتبهم من أحاديث يمكن للطوائف أن يستدلوا بها على بدعهم.
فالظاهر أن اتهامه بالتشيع كان بسبب مجانبته لخصوم علي، وعدم ذكره لشيء في فضل معاوية، مع الانتباه أنه لم يرِد عنه الحط من معاوية، فهذا أخف ما يكون من التشيع. ولا ننفي أن هذا من البدع نعوذ بالله منها.
قال ابن القيسراني «سألتُ الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهَراة عن أبي عبد الله الحاكم النيسابوري، فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث» ثم علق قائلا: «أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ المعروف بالحاكم صاحب “تاريخ نيسابور” أحد أركان الحديث والحفظ» [[12]]
وقد رد الحافظ الذهبي عليه فقال: «أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي» [[13]]
وقال ابن القيسراني أيضا: «كان الحاكم شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفاً غالياً عن معاوية وأهل بيته، يتظاهر به ولا يعتذر منه»
من هو ابن القيسراني؟
قال يحيى بْن مَنْدَهْ في تاريخه: «كَانَ أحد الحُفّاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطّريقة، صدوقًا، عالمًا بالصّحيح والسّقيم، كثير التّصانيف، لازمًا للأثَر» [[14]]
وإنما أورد هذا لكيلا يُطعن بابن القيسراني لردِّ هذا النقل، فإنها ليست طريقة حسنة، ولكن يُناقش ابن القيسراني في ذلك.
وقد نقل عنه القيسراني كثيرا وروى عنه في كتبه، كالمؤتلف والمختلف، والأنساب، والأطراف، وغيرها، فلو كان حاله عند ابن القيسراني كحال الرافضة لما تعامل معه هكذا.
فالحاكم تلبس بشيء من التشيع كما قدمنا، لكن لم يكن رافضيًّا، ولا كان يوافق أصورهم، قال الذهبي: «وصنَّف وخرَّج، وجرَّح وعَدَّل، وصحَّح وَعلَّل، وَكَانَ مِنْ بُحور العِلْمِ عَلَى تشيُّعٍ قَلِيْلٍ فِيْهِ» [[15]]
حديث الطير
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُدِّمَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْخٌ مَشْوِيٌّ، فَقَالَ: «اللَّهُمُ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّيْرِ» فَجَاءَ عَلِيٌّ.
هذا مختصره.
وقد رواه الترمذي في سننه (3721) وقال: حديث غريب، ورواه البزار (3841) ورواه النسائي في الكبرى (8341) والطبراني في الكبير (730) والأوسط (1744) وأبو نعيم في فضائل الخلفاء (50)
إزالته من المستدرك
«وَصَنَّفَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي جَمْعِ طُرُقِهِ جُزْءًا ضَخْمًا مِنْ خَطِّهِ، وَكَانَ قَدْ أَدْخَلَهُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ، فَبَلَغَ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ أَنَّ الْحَاكَمَ قَدِ اسْتَدْرَكَ عَلَى الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، فَقَالَ: يَسْتَدْرِكُ عَلَيْهِمَا حَدِيثَ الطَّيْرِ؟ فَبَلَغَ الْحَاكِمَ فَأَخْرَجَهُ عَنِ الْكِتَابِ، وَالْحَاكِمُ كَانَ يُتَّهَمُ بِالتَّعَصُّبِ لِلرَّافِضَةِ». تذكرة الحفاظ لابن القيسراني =أطراف أحاديث كتاب المجروحين لابن حبان (ص146)
تراجعه عن تصحيحه
قال الذهبي: «سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ عَنْ حَدِيْثِ الطَّير، فَقَالَ: لَا يصحُّ، وَلَوْ صحَّ لَمَا كَانَ أَحدٌ أَفضَلَ مِنْ عَلِيٍّ بعد ﷺ» [[16]] وعلق قائلا: «فَهَذِهِ حِكَايَةٌ قويَةٌ»
فلماذا بقي الحديث في المستدرك؟
الجواب
الحاكم قد كتب المستدرك مسوَّدةً ثم صار ينقحه ، فمات قبل إتمام تنقيحه، فروى الناس عنه المسوَّدة.
قال السخاوي: «إِنَّ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ صَنَّفَهُ فِي أَوَاخِرِ عُمُرِهِ، وَقَدْ حَصَلَتْ لَهُ غَفْلَةٌ وَتَغَيُّرٌ، أَوْ أَنَّهُ لَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ تَحْرِيرُهُ وَتَنْقِيحُهُ، وَيَدُلُّ لَهُ أَنَّ تَسَاهُلَهُ فِي قَدْرِ الْخُمُسِ الْأَوَّلِ مِنْهُ قَلِيلٌ جِدًّا بِالنِّسْبَةِ لِبَاقِيهِ، فَإِنَّهُ وُجِدَ عِنْدَهُ: ” إِلَى هُنَا انْتَهَى إِمْلَاءُ الْحَاكِمِ “» [[17]]
حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه
رواه ابت أبي شيبة (34243) وأحمد (641) وابن ماجه (121) والترمذي (3713) والبزار (4298) والنسائي في الكبرى (8089) والطبراني في الكبير (3049) والأوسط (346)
وتخريجه من الكتب الأخرى يطول جدًا. أفيقال عن هؤلاء شيعة؟
وأما موالاة عليّ فمن ينكرها وقد قال الله: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ فأن قيل: لماذا خُصص عليٌّ في الحديث؟ قلنا: لبيان منزلته، والتأكيد على وَلايته.
حديث: النظر إلى وجه علي عبادة
رواه الطبراني في الكبير (10006)
وهو حديث باطل، ولم يقل الحاكم عنه أنه صحيح. ولو صح لما كان للمسلمين إلا أن يطيعوا رسول الله، كما قبلوا أن يكون تقبيل الحجر الأسود عبادة، والنظر إلى الإبل كيف خلقت عبادة، يكون النظر إلى ما شاء الله عبادى.
[[1]] المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية (2/ 475)
[[2]] معرفة علوم الحديث للحاكم (ص71)
[[3]] الأسماء والصفات – البيهقي (2/ 324)
[[4]] معرفة علوم الحديث للحاكم (ص63 و84)
[[5]] المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية (2/ 543)
[[7]] المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية (4/ 398)
[[8]] معرفة علوم الحديث للحاكم (ص22)
[[9]] معرفة علوم الحديث للحاكم (ص107)
[[10]] معرفة علوم الحديث للحاكم (ص135)
[[11]] شرح السنة للبربهاري (ص130)
[[12]] المنثور من الحكايات والسؤالات لابن طاهر المقدسي (ص24)
[[13]] تذكرة الحفاظ للذهبي 3 / 1045
[[14]] تاريخ الإسلام – ت تدمري (35/ 172)
[[15]] سير أعلام النبلاء – ط الحديث (12/ 572)
[[16]] سير أعلام النبلاء – ط الحديث (12/ 573)
[[17]] فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/ 54)