العلماء الذين قالوا بكُفر النّصيرية (العلويّة)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من أشهر الفتاوى في كفر النصيريّة هي قول تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية (المتوفى: 728هـ): “هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود النصارى” انتهى.
وكان أكثر شخص فصّل عقيدتهم وحُكمهم والأحكام المتعلّقة بهم. وَمِن ذلك قَوله: “فَلَا يُتْرَكُوْنَ مُجْتَمِعِينَ، وَلَا يُمَكَّنُوْنَ مِنْ حَمْلِ السِّلَاحِ” انتهى. وقَد رأينا اليوم ماذا حَصل عِندما تُركوا مُجتمعينَ وتَمكنوا من حمل السّلاح. وقال: “فَإذَا كَانَتْ لهُم مُكْنَةٌ سَفَكوا دِمَاءَ الُمسلِمِين” فالواضح أنّ شيخ الإسلام كان خبيراً بهم.
وقوله: “وَهُم أحرَصُ النَّاسِ عَلي تَسْلِيمِ الحُصُونِ إلى عَدُوِّ المسلمين، وعَلي إفسَادِ الجُندِ على وَلِيِّ الأمرِ، وإخْرَاجُهمْ عَنْ طَاعَتِهِ“. وقد رأينا كيف كانوا يحرصون على إبقاء الاحتلال الفرنسي في سوريا، ثم بعد ذلك بيع سوريا لإيرا، وبعد ذلك بيعها لروسيا. وقوله: “وعلي إفساد الجند علي ولي الأمر، وإخراجهم عن طاعته” وهذا رأيناه قبل أن يستلم حافظ أسد الحُكم، وقَد استلمه بانقلاب عسكري على ولي أمره.
ولكنّه لم يكن الوحيد، وهذه أقوال أهل العلم فيهم:
- قال محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (المتوفى: 548هـ): “النصيرية، والإسحاقية: من جملة غلاة الشيعة. ولهم جماعة ينصرون مذهبهم، ويذبون عن أصحاب مقالاتهم: وبينهم خلاف في كيفية إطلاق اسم الإلهية على الأئمة من أهل البيت. قالوا: ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل. أما في جانب الخير فكظهور جبريل عليه السلام ببعض الأشخاص، والتصور بصورة أعرابي، والتمثل بصورة البشر. وأما في جانب الشر فكظهور الشيطان بصورة إنسان حتى يعمل الشر بصورته. وظهور الجن بصورة بشر حتى يتكلم بلسانه. فكذلك نقول: إن الله تعالى ظهر بصورة أشخاص. ولما لم يكن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص أفضل من علي رضي الله عنه وبعده أولاده المخصوصون؛ وهم خير البرية. فظهر الحق بصورتهم، ونطق بلسانهم، وأخذ بأيديهم” [الملل والنحل: 1/189]
- قال ابن الأثير الجزري (المتوفى: 630هـ) عندما تكلّم عن أتباع الشَّلغماني: “لِأَنَّهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّ هَارُونَ أَرْسَلَ مُوسَى، وَعَلِيًّا أَرْسَلَ مُحَمَّدًا، فَخَانَاهُمَا، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا أَمْهَلَ مُحَمَّدًا عِدَّةَ سِنِي أَصْحَابِ الْكَهْفِ، فَإِذَا انْقَضَتْ هَذِهِ الْعِدَّةُ وَهِيَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً، انْتَقَلَتِ الشَّرِيعَةُ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كُلُّ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ وَعَرَفَ الْحَقَّ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ مَعْرِفَتُهُمْ وَانْتِحَالُ مَذْهَبِهِمْ، وَالنَّارُ الْجَهْلُ بِهِمْ وَالْعُدُولُ عَنْ مَذْهَبِهِمْ. وَيَعْتَقِدُونَ تَرْكَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْعِبَادَاتِ، وَلَا يَتَنَاكَحُونَ بِعَقْدٍ، وَيُبِيحُونَ الْفُرُوجَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ مُحَمَّدًا – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بُعِثَ إِلَى كُبَرَاءِ قُرَيْشٍ وَجَبَابِرَةِ الْعَرَبِ، وَنُفُوسُهُمْ أَبِيَّةٌ، فَأَمَرَهُمْ بِالسُّجُودِ، وَإِنَّ الْحِكْمَةَ الْآنَ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ بِإِبَاحَةِ فُرُوجِ نِسَائِهِمْ، وَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُجَامِعَ الْإِنْسَانُ مَنْ شَاءَ مِنْ ذَوِي رَحِمِهِ، وَحَرَمِ صَدِيقِهِ وَابْنِهِ، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ عَلَى مَذْهَبِهِ، وَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْفَاضِلِ مِنْهُمْ أَنْ يَنْكِحَ الْمَفْضُولَ لِيُولِجَ النُّورَ فِيهِ، وَمَنِ امْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ قُلِبَ فِي الدَّوْرِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَ هَذَا الْعَالَمِ امْرَأَةً، إِذْ كَانَ مَذْهَبُهُمُ التَّنَاسُخَ، وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ إِهْلَاكَ الطَّالِبِيِّينَ وَالْعَبَّاسِيِّينَ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلَّوًا كَبِيرًا.
وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ بِمَقَالَةِ النُّصَيْرِيَّةِ، وَلَعَلَّهَا هِيَ هِيَ، فَإِنَّ النُّصَيْرِيَّةَ يَعْتَقِدُونَ فِي ابْنِ الْفُرَاتِ، وَيَجْعَلُونَهُ رَأْسًا فِي مَذْهَبِهِمْ.” [الكامل في التاريخ: 7/27] - قال شمس الدّين الذّهبي (المتوفى: 748هـ) : “حاشا عتاة الرفض من أن يقولوا: على هو الله، فمن وصل إلى هذا فهو كافر لعين من إخوان النصارى، وهذه هي نحلة النصيرية”. [الميزان:1/197]
وقال: “فَشَرُّ البدع وأخبثُها ما أخرجَ صاحِبَها من الإِسلام، وأوجبَ له الخلود في النَّار، كالنُصيْرِية، والباطِنِيَّةِ” [التمسك بالسنن: ص124] - قال شهاب الدين أحمد بن يحيى العدوي (المتوفى: 749هـ): “النصيريّة: وهم القائلون بألوهية علي، وإذا مر بهم السحاب قالوا: السلام عليك يا أبا الحسن؛ ويزعمون أن السحاب مسكنه، ويقولون إن الرعد صوته، وإن البرق ضحكه، وإن سلمان الفارسي رسوله؛ ويحبون ابن ملجم، ويقولون إنه خلص اللاهوت من الناسوت؛ ولهم خطاب بينهم، من خاطبوه به لا يعود يرجع عنهم، ولا يذيعه ولو ضربت عنقه؛ وقد جرب هذا كثيرا.
وهم طائفة ملعونة مرذولة، مجوسية المعتقد، لا تحرم البنات ولا الأخوات ولا الأمهات؛ ويحكى عنهم في هذا حكايات، ولهم اعتقاد في تعظيم الخمر، ويرون أنها من النور، ولهم قول في تعظيم النور مثل قول المجوس أيضا أو يقاربه.” [التعريف بالمصطلح الشريف: ص197] - قال ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ): “وَالْمُنَافِقِينَ كالاسماعيلية والنصيرية والقرامطة من بني عبيد” [الروح: 53]
- قال صلاح الدين الصفدي (المتوفى: 764هـ) : ”وأمسك النصيريةُ جماعة من المسلمين بجبلة، وأرادوا قتلهم، وقالوا لهم: آمنوا بمحمد بن الحسن، وقولوا لا إله إلا عليّ، فمن قالَها حقن دمه وصان ماله وأعطي فرماناً” [أعيان العصر:5/458]
- قال ابن كثير (المتوفى: 774هـ): “وَفِي هذه السنة خرجت النصيرية عن الطاعة وكان من بينهم رجل سَمَّوْهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْمَهْدِيَّ الْقَائِمَ بِأَمْرِ الله، وتارة يدعى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا. وَتَارَةً يَدَّعِي أَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ البلاد، وخرج يكفر الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّ النُّصَيْرِيَّةَ عَلَى الْحَقِّ، وَاحْتَوَى هَذَا الرَّجُلُ عَلَى عُقُولِ كَثِيرٍ مِنْ كِبَارِ النُّصَيْرِيَّةِ الضُّلَّالِ، وَعَيَّنَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ تَقْدِمَةَ أَلْفٍ، وبلادا كثيرة ونيابات، وَحَمَلُوا عَلَى مَدِينَةِ جَبَلَةَ فَدَخَلُوهَا وَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْ أَهْلِهَا، وَخَرَجُوا مِنْهَا يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا عَلِيٌّ، وَلَا حِجَابَ إِلَّا مُحَمَّدٌ، وَلَا بَابَ إِلَّا سَلْمَانُ. وَسَبُّوا الشَّيْخَيْنِ” [البداية والنهاية: 14/83]
وقال: “وَقَدْ بَسَطَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي ” كَامِلِهِ ” مَذْهَبَ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ بَسْطًا جَيِّدًا، وَشَبَّهَ مَذْهَبَهُمْ بِمَذْهَبِ النَّصِيرِيَّةِ، لَعَنَهُمَا اللَّهُ أَجْمَعِينَ” [15/82]. - قال سراج الدين النعماني (المتوفى: 775هـ): “والإسماعيلية القائلون: بأنَّ محمَّد بن إسماعيل نَسَخَ شريعة محمَّد بن عبد الله – ويقال لهم أيضاً: الناصرية أتباع محمد بن نصير، وكان من غلاة الروافض القائلين بالألوهية على” [اللباب في علوم الكتاب: 10/399]
- قال الجرجاني (المتوفى: 816هـ): “النصيرية: قالوا: إن الله حل في علي، رضي الله عنه” [التعريفات:ص241]
- قال تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ): “ظهر فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة رجل من أهل قَرْيَة قرطياوس من أَعمال جبلة زعم أَنه مُحَمَّد بن الْحسن الْمهْدي وَأَنه بَينا هُوَ قَائِم يحرث إِذْ جَاءَهُ طَائِر أَبيض فَنقبَ جنبه وَأخرج روحه وَأدْخل فِي جسده روح مُحَمَّد بن الْحسن فَاجْتمع عَلَيْهِ من النصيرية الْقَائِلين بإلهية عَليّ بن أبي طَالب نَحْو الْخَمْسَة آلَاف وَأمرهمْ بِالسُّجُود لَهُ فسجدوا وأباح لَهُم الْخمر وَترك الصَّلَوَات وَصرح بِأَن لَا إِلَه إِلَّا عَليّ وَلَا حجاب إِلَّا مُحَمَّد” [السلوك لمعرفة دول الملوك:2/525]
- قال ابن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) : “والطائفة النُّصيرية الزنادقة معروفون” [تبصير المنتبه: 4/1441]
- قال شمس الدين محمد بن أحمد، المنهاجي الشافعي (المتوفى: 880هـ) : “فَمنهمْ أهل غلو مفرط وعتو زَائِد وَمِنْهُم من أدّى بِهِ الغلو إِلَى أَن اتخذ عليا إِلَهًا وَمِنْهُم النصيرية” [جواهر العقود: 2/271]
وقال: “وشأنهم شَأْن النصيرية فِي اسْتِبَاحَة فروج الْمَحَارِم وَسَائِر الْفروج الْمُحرمَة” [ص:276] - قال برهان الدين البقاعي (المتوفى: 885هـ) : “النصيرية والإسحاقية من غلاة الشيعة قالوا: ظهور الروحاني بالجسماني… ولم يتحاشوا عن إطلاق الآلهة على أئمتهم وهذه ضلالة بينة“. [كتاب مصرع التصوف:ص80]
- قال جلال الدين الدواني الصديقي (المتوفى:928هـ) : “إن النصيرية اتخذوا عليا إلها و اعتقدوه ، وذلك ما هو إلا لمعنى فيه يوجب الترجيح.
قلنا: لا شكك بكفر هذه الطائفة اتفاقا. وهل يحتاج للرجحان بقول كافر إلا من أعمى الله قلبه وبصره” [الحجج الباهرة في إفحام الطائفة الكافرة الفاجرة: 1/197) - قال علي الملا الهروي القاري (المتوفى: 1014هـ): “القائلون بإلهية علي ويسمون النصيرية ولا شبهة في كفرهم إجماعا” [شرح الشفا: 2/500] (لا شبهة: أي لا شك)
- قال شمس الدّين السفاريني الحنبلي (المتوفى: 1188هـ): “النَّصِيرِيَّةُ، قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَلَّ فِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ” [لوامع الأنوار البهيّة: 1/83]
أما من يسأل عن قول الأئمّة الأربعة فلن يجد لهم قولاً في النّصيريّة، لأنّ النّصيرية لم يظهروا إلّا بعد وقفاة الأئمّة الأربعة، فمؤسس النّصيريّة “محمد بن نصير البصري النميري” توفّي عام 270 للهجرة، أي بعد وفاة الإمام أحمد (آخر الأئمّة الأربعة) بتسع وعشرين عامًا.
وأضيف إلى ما سبق قول بعض علماء الشيعة في كفر هذه الطائفة
- قال الحسن بن موسى النوبختي (توفي في أواخر القرن الثالث): “وقد شذت فرقة من القائلين بامامة علي بن محمد في حياته فقالت بنبوة رجل يقال له محمد بن نصير النميري وكان يدعي أنه نبي بعثه ابو الحسن العسكري عليه السلام وكان يقول بالتناسخ و الغلو في ابي الحسن ويقول فيه بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم و يحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في ادبارهم ويزعم أن ذلك من التواضع والتذلل وأنه احدى الشهوات والطيبات وأن اللّه عز وجل لم يحرم شيئا من ذلك” [فرق الشيعة رقم 176، ص95] قال الذهبي: العلامة ذو الفنون أبو محمد الحسن بن موسى ، النوبختي الشيعي ، المتفلسف صاحب التصانيف . ذكره محمد بن إسحاق النديم ، وابن النجار بلا وفاة . وله كتاب ” الآراء ” ، و ” الديانات ” ، وكتاب ” الرد على التناسخية ” ، وكتاب ” التوحيد وحدث العالم ” ، وكتاب ” الإمامة ” وأشياء .
- قال أبو جعفر الطوسي (المتوفى 460 هـ) : “محمد بن نصير النميري.
369 – قال ابن نوح: أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد قال: كما محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فلما توفي أبو محمد ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان وادعى (له) البابية، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الالحاد والجهل، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له، وتبريه منه، واحتجابه عنه، وادعى ذلك الامر بعد الشريعي.
370 – قال أبو طالب الأنباري لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر رضي الله عنه وتبرأ منه، فبلغه ذلك، فقصد أبا جعفر رضي الله عنه ليعطف بقلبه عليه أو يعتذر إليه، فلم يأذن له وحجبه ورده خائبا .
371 – وقال سعد بن عبد الله: كان محمد بن نصير النميري يدعي أنه رسول نبي وأن علي بن محمد عليه السلام أرسله، وكان يقول بالتناسخ ويغلو في أبي الحسن عليه السلام ويقول فيه بالربوبية، ويقول بالإباحة للمحارم، وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم، ويزعم أن ذلك من التواضع والاخبات والتذلل في المفعول به، وأنه من الفاعل إحدى الشهوات والطيبات، وأن الله عز وجل لا يحرم شيئا من ذلك .
وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه ويعضده.
372 – أخبرني بذلك عن محمد بن نصير أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان، أنه رآه عيانا وغلام له على ظهره قال: فلقيته فعاتبته على ذلك، فقال: إن هذا من اللذات، وهو من التواضع لله وترك التجبر .”
[كتاب الغيبة ص198] - قال ابن البطريق الحلي (المتوفى 600 هـ) : “اما الطائفة التي أفرطت في حبه، فهم النصيرية: وهم الذين يعتقدون انه اله الخلق الذي يحيى ويميت ويرزق، وما ذلك الا لشئ عاينوه من أفعاله الباهرة التي يريد الله تعالى بها تصديق الأنبياء عليهم السلام، ثم الأوصياء عليهم السلام، ليصح بها صدق الأنبياء في ادعاء النبوة، وصدق الأوصياء في ادعاء الخلافة، فلما أهملوا وظيفة النظر في الدليل، كان ذلك سببا لهلاكهم، فضلوا وهلكوا حيث شبهوا الصانع بالمصنوع والرب بالمربوب.” [عمدة شرح صحاح الأخبار ص213]
قال الحرّ العامل في أمل الآمل: “الشيخ أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّد بن البطريق الحلّي، كان عالماً فاضلاً محدّثاً محقّقاً ثقةً صدوقاً”. - قال جعفر السبحاني (مرجع شيعي إيراني معاصر): ويغلب الغلو على عقائد النصيرية، إذ يؤلهون عليا، ويتركون ظاهر الشرع، ويهملون المساجد وصيام رمضان، ويخالفون بعض الأحكام في النكاح وغيره، ويقولون بثالوث من علي ومحمد وسلمان الفارسي، وأن معنى الألوهية تشخص في علي، ثم محمد، ثم سلمان الفارسي، ثم المقداد. وتتسم عقيدتهم بالمبالغة في السرية، وهم في هذا كله يقلدون من سبقهم من غلاة الشيعة منذ عبد الله بن سبأ، ومن جاء بعده، وخاصة ” الخطابية ” أتباع ” أبي الخطاب الكاهلي ” الذي زعم أنه (الباب) للإمام الخامس ” موسى الكاظم “، ثم قال بتأليه الأئمة ونسخ بعض الأحكام الشرعية، والإسراف في التأويل الباطني، فأخذ النصيرية بهذا كله. ولكن ” الاثني عشرية ” ينكرون مزاعم ” ابن نصير ” ويكفرون من اعتقد هذه الأقاويل، بصرف النظر عن العلاقات العملية التي قد تقوم بين الطائفتين. [رسائل ومقالات ج1 ص203] وقال: وأمّا النصيرية، أعني: أصحاب محمد بن نصير الفهري، فهم من الغلاة الذين لا يمتّون إلى الاِسلام والتشيع بصلة، ظهرت في عصر الاِمام الهادي _ عليه السلام _ وهم أصحاب محمد بن نصير النميريّ وقيل فيهم غير ذلك ومثلهم المفوضة ببعض معانيها. [ج7 ص55]
ومن الطوائف الباطنية: الدروز، أبضا قالوا بكفرهم
جاء في رسائل الحكمة
والله أعلم