بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
تكرر عليَّ السؤال عن قول منسوب لأحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى أنه قال «لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق» فكيف لم يصح عنده وقد أثبت القول لأبي حنيفة مَن كان قبل أحمد ومَن كان بعده؟
الجواب:
إن الله تعالى كتب علينا الأمانة، وأوجبها وحرم علينا الخيانة، وقال {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ومِن الخيانة أن ننسب للناس ما لم يقولوه، ومن الأمانة بيان الحق حيثما كان فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} الآية، ونهانا عن كتمان الشَّهادة بقوله: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا} وقال: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} وحرَّم شهادة الزور، فقال: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} وقال في صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} فإذا أحبَّ الرجل أبا حنيفة فإن هذا لا يبيح له أن ينسب لأحمد كلامًا لم يقله، ثم يغش الناس ضَعفًا منه عن مواجهة الوقائع، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام (من غشنا فليس منا)
ولذا نظرت في هذه الرواية طلبًا لمعرفة صحتها لنفسي أولا، ولإجابة السائل ثانيًا، فوجدتها لا تثبت، وفيها علتان في إسنادها وثلاث علل في متنها.
وهذه الرواية نقلها الخطيب البغدادي، قال: وقال النخعي: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، يقول: لم يصح عندنا أن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق (تاريخ بغدادج15ص516)
العلة الأولى:
الخطيب نقلها عن النخعي دون ذكر الواسطة بينهما، فهي رواية منقطعة.
العلة الثانية:
النخعي هدا هو علي بن محمد بن الحسن النخعي المعروف بابن كاس، وثقه الخطيب، إلا أنَّه حنفي مبغِض لأهل الحديث فهو غير مأمون في هذا الأمر، ومما يدل على بغضه لأهل الحديث: قال الذهبي «وَلَهُ كِتَابٌ يغضُّ فِيهِ مِنَ الشَّافِعِيِّ، وَرَدَّ عَلَيْهِ نَصْرٌ الْمَقْدِسِيُّ» [تاريخ الإسلام ج7ص498]
العلَّة الثالثة:
انفراد ابن كاس النخعي بذِكرِ هذا عن الإمام أحمد، وقد خلت منها كتب الحنابلة الذين اعتنوا بنقل كلام أحمد.
العلة الرابعة:
مخالفتها ما صح يقينًا عن الإمام أحمد مما نقله عنه ابنه.
قال عبد الله بن أحمد (سَمِعْتُ أَبِيَ رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: ” أَظُنُّ أَنَّهُ اسْتُتِيبَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هَذَا مَخْلُوقٌ، فَقَالُوا لَهُ: هَذَا كُفْرٌ فَاسْتَتَابُوهُ) (كتاب السنة ٢٦٥)
العلة الخامسة:
مخالفة هذه الرواية لواقع لا يمكن إنكاره، ولا يمكن أن يغيب على أحد في زمان الإمام أحمد الذي كان ذم أبي حنيفة فيه مشهورا على الألسنة، وكان بين أهل الحديث وأتباع أبي حنيفة ما بينهم من الخصام والمناظرات وتصنيف الكتب في الرد على بعضهم، فكيف يغيب عنه هذا وهو ثابت لا شك فيه، ولم يغب عن شيوخ أحمد ولا أصحابه.
ومما يدل على ثبوت هذا القول لأبي حنيفة:
أولا: قوله من كلامه
قال أبو حنيفة في كتابه “الفقه الأكبر”: (ولفظنا بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق…وَكَلَام الله تَعَالَى غير مَخْلُوق) وهذا الكتاب لا يزال أتباع أبي حنيفة ينسبونه له ويشرحونه ويعتمدونه خلافا لِما شاع عند السلفية المعاصرين من التشكيك به (أنظر الحاشية بعد المقالة).
قال عبد الله بن أحمد في السنة (178) سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال: (التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق) وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمى مبتدعا؟
فقال: (هذا يجانَب، وهو قول المبتدعة، وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} [آل عمران: 7] فالقرآن ليس بمخلوق “
ثانيًا: قول تلاميذه وأهله
روى الخطيب البغدادي: أخبرنا العتيقي، أخبرنا جعفر بن محمد بن علي الطاهري، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا زياد بن أيوب، حدثني حسن بن أبي مالك -وكان من خيار عباد الله- قال: قلت لأبي يوسف القاضي: ما كان أبو حنيفة يقول في القرآن؟ قال: كان يقول: القرآن مخلوق قال قلت: فأنت يا أبا يوسف؟ فقال: لا، (تاريخ بغداد ج13ص385)
قال الجرجاني: حَدَّثَنَا زكريا الساجي، حَدَّثَنا أبو حاتم الرازي، حَدَّثَنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حَدَّثَنا سَعِيد بن سلم الباهلي، قَالَ: سَمِعْتُ إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة في دار المأمون يقول: القرآن مخلوق، هذا ديني ودين أبي، ودين جدي. (الكامل في الضعفاء ١٣٩)
قال ابن حبان (ت٣٥٤هـ): أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال سمعت أبي يقول سمعت أبا حنيفة يقول القرآن مخلوق قال فكتب إليه بن أبي ليلى إما أن ترجع وإلا لأفعلن بك فقال قد رجعت فلما رجع إلى بيته قلت يا أبي أليس هذا رأيك قال نعم يا بني وهو اليوم أيضا رأيي ولكن أعيتهم التقية (المجروحين لابن حبان ت زايد ج3ص65)
ثالثًا: قول العلماء قبل الإمام أحمد ومن نقل عنهم في زمانه.
- قال علي ابن الجعد (ت230هـ) : حدثني أحمد بن علي، نا عبد الأعلى بن واصل، نا أبو نعيم ضرار قال: سمعت سليم بن عيسى يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: سمعت حماد بن أبي سليمان يقول: «أبلغوا عني أبا حنيفة المشرك أني منه بريء، إلا أن يتوب» قال: قال سليم: كان – يعني أبا حنيفة – يزعم أن القرآن مخلوق (مسند ابن الجعد ص66)
- قال البخاري: (ت256هـ) سليم بْن عِيسَى القارئ الكوفِي، سَمِعَ الثَّوْرِيّ وحمزة الزيات، روى عَنْهُ أَحْمَد بْن حميد وضرار بْن صرد، قَالَ لي ضرار بْن صرد حَدَّثَنَا سليم سَمِعَ سُفْيَان: قَالَ لي حماد بْن أَبِي سُلَيْمَان أبلغ أبا حنيفة المشرك أني برئ منه، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: القرآن مخلوق. (التاريخ الكبير ٢١٩٨)
- قال أبو زرعة الرازي (ت264هـ) في كتابه (الضعفاء ج2ص٧٢٠): وأبو حنيفة يوصل الأحاديث … ويقول: القرآن مخلوق، ويرد على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويستهزيء بالآثار، ويدعو إلى البدع والضلالات…الخ
- قال يعقوب الفسوي (ت277هـ) رحمه الله حدثني الوليد بن عتبة الدمشقي وكان ممن قهر نفسه حدثنا أبو مسهر حدثنا يحيى بن حمزة وسعيد بن عبد العزيز جالس حدثني شريك بن عبد الله قاضي الكوفة أن أبا حنيفة استتيب من الزندقة مرتين. (المعرفة والتاريخ ج2ص786 وصححه الوادعي في “نشر الصحيفة”)
- قال أبو زرعة الدمشقي (ت281هـ ) في «تاريخه» (ج1ص506): أخبرني محمد بن الوليد قال سمعت أبا مسهر يقول: قال سلمة بن عمرو القاضي على المنبر: لا رحم الله أبا حنيفة فإنه أول من زعم أن القرآن مخلوق. اهـ.
- قال عبد الله بن أحمد (ت290هـ) حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا يحيى بن آدم حدثنا شريك وحسن بن صالح أنهما شهدا أبا حنيفة وقد استتيب من الزندقة مرتين. (السنة ج1 ص210 وصححه الوادعي في “نشر الصحيفة”)
- قال عبد الله بن أحمد (ت290هـ) حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري قال سمعت أبي يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين. (السنة ج1ص192 وصححه الوادعي في “نشر الصحيفة”)
- قال عبد الله بن أحمد (ت290هـ) حدثني أبو موسى الأنصاري قال سمعت أبا خالد الأحمر يقول: استتيب أبو حنيفة من الأمر العظيم مرتين (السنة ج1ص219 وصححه الوادعي في “نشر الصحيفة”)
رابعًا: من قال ذلك قبل أحمد والناقلون عنه بعد أحمد
- قال العقيلي (ت322هـ ) حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت معاذ بن معاذ العنبري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين. (الضعفاء ج4 ص282)
- قال ابن حبان (ت354هـ): أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ بِتُسْتَرَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أَبُو حَنِيفَةَ يُرِيدُ بِالْكُوفَةِ (المجروحين لابن حبان ت زايد ج3ص65)
- قال ابن بطة (ت387هـ): وحدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شهاب، قال: نا أبي قال: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الطائي الأثرم، قال: نا موسى بن هارون الهمداني، عن أبي نعيم، عن سليمان القاري، عن سفيان الثوري، قال: قال حماد بن أبي سليمان: «أبلغ أبا حنيفة المشرك أني منه بريء» قال سليمان: قال سفيان: لأنه كان يقول: القرآن مخلوق (الإبانة الكبرى 406)
- قال اللالكائي (ت418هـ): أخبرنا محمد بن عبيد الله بن حجاج، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا ضرار بن صرد قال: حدثني سليم المقرئ قال: حدثنا سفيان الثوري قال: قال لي حماد بن أبي سليمان: أبلغ عني أبا حنيفة المشرك أني بريء منه حتى يرجع عن قوله في القرآن. (395) ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن الفضل بن موسى قال: حدثنا نوح بن حبيب القومسي قال: سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: سمعت حماد بن أبي سليمان يقول: قولوا لفلان الكافر لا يقرب مجلسي؛ فإنه يقول: القرآن مخلوق. (شرح أصول أهل السنة 394-395)
- قال الخطيب البغدادي (ت463هـ ) أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت أسد بن موسى قال: استتيب أبو حنيفة مرتين. اهـ. (تاريخ بغداد ج13 ص393 وصححه الوادعي في “نشر الصحيفة”)
سادسًا: من نسب إليه القول من المحققين بعد ذلك دون ذكر الإسناد
- قال أبو هلال العسكري (ت395هـ): أول ما اختلف الناس في خلق القرآن أيام أبى حنيفة فسئل عن ذلك أبو يوسف، فأبى ان يقول انه مخلوق، وسئل عنه أبو حنيفة فقال: انه مخلوق، «الأوائل للعسكري» (ص369)
- قال عبد الوهاب المالكي(ت422هـ): مسألة ١٧٤٦: أما أصحاب أبي حنيفة فبنوه على أصله، في القول على أصلهم بخلق القرآن (الإشراف على نكت مسائل الخلاف ج2ص883)
- وقال ابن عبد البر (ت463هـ): وَذَكَرَ السَّاجِيُّ قَالَ نَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ نَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ قَالَ إِنَّمَا اسْتُتِيبَ أَبُو حَنِيفَةَ لأَنَّهُ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ وَاسْتَتَابَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص151)
- قال يحيى العمراني الشافعي (ت558هـ): فمنهم من قال: لأن أبا حنيفة كان يقول: القرآن مخلوق (البيان في مذهب الإمام الشافعي ج10ص499)
- قال ابن الجوزي(ت597هـ): المشهور عَنْ أبي حنيفة أنه كَانَ يَقُول بخلق القرآن ثُمَّ استتيب منه.
وأخبرنا الخلال قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْحَسَن القاضي قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن عَبْد الْعَظِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يونس قال: كان أبو حنيفة فِي مجلس عيسى بْن موسى فَقَالَ: القرآن مخلوق. فَقَالَ: أخرجوه، فإن تاب، وإلا فاضربوا عنقه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج8ص133)
- قال ابن قدامة (ت620هـ): وقال أبو حنيفةَ وأصحابُه: ليس بيَمِينٍ، ولا تَجبُ به كَفَّارَةٌ، فمنهم مَن زَعَمَ أنَّه مَخْلوقٌ، ومنهم مَنْ قال: لا يُعْهَدُ اليَمِينُ به (المغني المسألة: ١٧٨٤)
ختامًا: قول الإمام أحمد نفسه
- قال الإمام أحمد سمعت سفيان بن عيينة يقول: استتيب أبو حنيفة مرتين. (العلل ج2ص)
فهذه أقوال أهل العلم من مشارب مختلفة ومذاهب مختلفة وفي عصور مختلفة نُقلت في كتب مختلفة، كتب الاعتقاد، وكتب التراجم، وكتب التاريخ، وكتب الفقه. فهذا واقع لا يمكن لأحد دفعه ولا يمكن لمن أحمد أن يجهله، فكيف يصدِّق الناظر أنَّ أحمد تثبت عنه تلك الرواية التي لو ثبتت لن تغير الواقع الثابت عن أبي حنيفة، وقد ثبت عنه عكسها بأقوى ما يكون.
توبة أبي حنيفة من هذا القول
قال البيهقي: وأنبأني أبو عبد الله الحافظ، إجازة، أنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي، يقول: كلمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أن القرآن مخلوق أم لا؟ فاتفق رأيه ورأيي على أن من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر.
قال البيهقي: رواة هذا كلهم ثقات (الأسماء والصفات للبيهقي ٥٥١ ج1ص611)
وقال أبو الحسن الأشعري(ت324هـ): «وذكر عن أبي يوسف قال: ناظرت أبا حنيفة رضي الله عنه شهرين حتى رجع عن خلق القرآن» (الإبانة ص405)
وقال الخطيب البغدادي «حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو جَعْفَر السمناني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحَسَن بن أَبِي عَبْد الله السمناني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْن بن رحمة الويمي، قَالَ: حَدَّثَنَا شجاع الثلجي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سماعة، عن أَبِي يُوسُف، قَالَ: ناظرت أَبَا حنيفة ستة أشهر، حَتَّى قَالَ: من قَالَ: القُرْآن مخلوق فَهُوَ كافر» (تاريخ بغداد ت بشار ج15ص517)
وقال عبد العزيز بن أحمد البخاري الحنفي (ت٧٣٠هـ)«وَقَدْ صَحَّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ أَنَّهُ قَالَ نَاظَرْت أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَسْأَلَةِ خَلْقِ الْقُرْآنِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَاتَّفَقَ رَأْيِي وَرَأْيُهُ عَلَى أَنَّ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ فَهُوَ كَافِرٌ» (كشف الأسرار شرح أصول البزدوي ج1ص9)
وقال الذهبي (ت٧٤٨هـ) وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم الْحَافِظ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُسلم حَدثنَا عَليّ بن الْحسن الكراعي قَالَ قَالَ أَبُو يُوسُف ناظرت أَبَا حنيفَة سِتَّة أشهر فاتفق رَأينَا على أَن من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر (العلو: 409)
هذا والحمد لله رب العالمين
_____
الفقه الأكبر كتاب لأبي حنيفة معتمد
قال ابن النديم: «وله من الكتب كتاب الفقه الأكبر» الفهرست (ص251)
قال ابن تيمية: : «وقال أبو حنيفة في كتاب الفقه الأكبر المعروف المشهور عند أصحابه» ونقل عنه (درء تعارض العقل والنقل(6/ 263)
قالابن القيم: «هَذَا الَّذِي فِي الفِقْهِ الأكبَرِ عنْدَهُم … وَلَهُ شُرُوحٌ عِدَّة لِبَيَانِ» نونية ابن القيم الكافية الشافية – ط عطاءات العلم (المتن/ 86)
قال الذهبي: «وروى أبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي في الفقه الأكبر فقال: سألت أبا حنيفة»(العرش 2/ 225)
قال ابن أبي العز: «وَكَذَلِكَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْفِقْهِ الْأَكْبَرِ» ثم نقل عنه (شرح الطحاوية ت الأرناؤوط 1/ 186)
وقال محي الدين الحنفي: «وَهُوَ الْأَصَح من مَذْهَب الإِمَام كَمَا يعرف من كتاب الْفِقْه الْأَكْبَر» الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2/ 469)
وقال العيني: «كَذَا ذكره فِي الْفِقْه الْأَكْبَر»عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/ 107)
وقال الكمال بن الهمام الحنفي: «نَصَّ عَلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ فِي الْفِقْهِ الْأَكْبَرِ» التقرير والتحبير علي تحرير الكمال بن الهمام (3/ 318)