ما صحة القبر المنسوب ليحيى عليه السلام في المسجد الأموي

بسم الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) فترك الصوفية القبورية سنته واتبعوا سنة اليهود والنصارى، فما أن يتمكنوا من أرض حتى يبنوا فيها المساجد على القبور، ويدخلوا القبور إلى المساجد.

وهذا المسجد الأموي الكبير في دمشق بناه الوليد بن عبد الملك في زمان التابعين، واليوم إذا دخلته وجدت فيه هذا المنظر (صورة) يقولون هذا قبر يحيى عليه الصلاة والسلام.
يقول الشيخ الألباني: «إن منطق هؤلاء عجيب غريب إنهم ليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الآن في ‌مسجد ‌بني ‌أمية كان موجودا في عهد منشئه الأول الوليد بن عبد الملك ن فهل يقول بهذا عاقل؟ كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء ونحن نقطع ببطلان قولهم وأن أحدا من الصحابة والتابعين لم ير قبرا ظاهرا في ‌مسجد ‌بني ‌أمية أو غيره». [تحذير الساجد (ص63)]

وهذا صحيح، لأن الروايات تتحدث عن أنهم لما كانوا يبنون المسجد وجدوا الرأس في مغارة، كما ذكر ابن الفقيه عن زيد بن واقد بلا إسناد «وكّلني الوليد على العمّال بمسجد دمشق فوجدنا فيه ‌مغارة فعرّفنا الوليد ذاك، فنزل في الليل فإذا هي كنيسة لطيفة، ثلاثة أذرع في مثلها، وإذا فيها صندوق، وفيه سفط مكتوب عليه هذا ‌رأس ‌يحيى بن زكريّاء، فرأيناه فأمر به الوليد أن يجعل تحت عمود معيّن، فجعل تحت العمود المسقّط الرابع الشرقيّ ويعرف بعمود السكاسك». [البلدان لابن الفقيه (ص158)]
وأبو الحسن الربعي ذكر إسنادا لهذا الكلام لكنه ضعيف جدا.
فإثبات وجود الرأس محل نظر.

وقال أبو جعفر الخليفي في مقال له: (القول بأن رأس نبي الله يحيى بن زكريا -عليهما الصلاة والسلام- موجود في الجامع الأموي بدمشق محض خرص ولا دليل عليه، وممن ذهب لهذا من المعاصرين ممن ليس سلفياً الدكتور وهبة الزحيلي)

ثم ثقل ثلاثة نقول:
قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» في حوادث ٣٥٧ وهو يتكلم عن نقفور: “ثم سار إلى كفر طاب، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع.
ثم سار إلى عرقة فافتتحها”.

وقال عبد القادر النعيمي في «الدارس في تاريخ المدارس»: “وقيل إن رأس يحيى بن زكريا نقل من دمشق إلى بعلبك ثم نقل منها إلى حمص ثم نقل منها إلى حلب”.

وجاء في كتاب «البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان» لعماد الدين الأصفهاني المتوفى ٥٩٧ وهو يتكلم عن سنة ٤٣٥: “وفيها وُجد في قلعة حلب رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام”.

انتهى وباقي مقاله موجود على قناته

وقال ابن تيمية: «أما هذه ‌المشاهد ‌المشهورة ‌فمنها ‌ما ‌هو ‌كذب ‌قطعا: مثل المشهد الذي بظاهر دمشق المضاف إلى أبي بن كعب “. والمشهد الذي بظاهرها المضاف إلى أويس القرني ” والمشهد الذي بمصر المضاف إلى الحسين ” رضي الله عنه؛ إلى غير ذلك من المشاهد التي يطول ذكرها بالشام والعراق ومصر وسائر الأمصار حتى قال طائفة من العلماء منهم عبد العزيز الكناني: كل هذه القبور المضافة إلى الأنبياء لا يصح شيء منها إلا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثبت غيره أيضا قبر الخليل عليه السلام.». [مجموع الفتاوى (27/ 446)]

والخلاصة أنه لا يثبت وجود قبر في الجامع الأموي، وكثير من المقامات والأضرحة يصنعها الصوفية والشيعة والحكام لجمع الأتباع والمال، وبث الخرافة.

والله أعلم

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 13 times, 1 visits today)
ما صحة القبر المنسوب ليحيى عليه السلام في المسجد الأموي
تمرير للأعلى