سورة عبس

مقدمة السورة

• مكّيّة (عن: عبد الله بن عباس، عبد الله بن الزُّبير، عكرمة مولى ابن عباس، الحسن البصري، قتادة بن دعامة، محمد بن مسلم الزّهري، علي بن أبي طلحة، مقاتل بن سليمان)

• سمّاها: {عَبَسَ وتَوَلّى} (عن: عبد الله بن عباس)

• سمّاها: سورة الأعمى (عن: مقاتل بن سليمان)

• نزلت بعد {والنَّجْمِ} (عن: عبد الله بن عباس، محمد بن مسلم الزّهري)

• عددها أربعون آية كوفي (عن: مقاتل بن سليمان)

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}

 

• سبب النزول: نزلت في ابن أُمّ مكتوم الأعمى (عبد الله بن أُمّ مكتوم)؛ أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي أو يُكلّم بعض عظماء المشركين (منهم: أبو جهل، عُتبة بن ربيعة، شيبة بن ربيعة، أُبيّ بن خلف، أُميّة بن خلف، العباس بن عبد المطلب) يدعوهم للإسلام، فجعل ابن أم مكتوم يسأله ويستقرئه، فأعرَض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعَبس في وجهه؛ فأنزل الله العتاب (عن: عائشة، مسروق، عبد الله بن عباس، أنس بن مالك، عروة بن الزُّبير، مجاهد بن جبر، الضَّحّاك بن مُزاحِم، قتادة بن دعامة، محمد بن قيس، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• سبب النزول (رأي آخر): نزلت في عبد الله بن أبى سَرح الأعمى (ابن أم مكتوم)، أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أُميّة بن خلف والعباس بن عبد المطلب، فأعرَض النبيُّ صلى الله عليه وسلم بوجهه وكَلح؛ فنزلت (عن: مقاتل بن سليمان)

• {عَبَسَ}: كَلح النبيُّ صلى الله عليه وسلم (عن: مقاتل بن سليمان)

• {الأَعْمى}: رجلٌ مِن بني فهر، اسمه عبد الله بن أُمّ مكتوم (عن: مجاهد بن جبر)

• آثار متعلقة:

  • أقبل ابن أُمّ مكتوم… فقال: يا رسول الله… هل تجد لي من رخصة أُصلّي الصلوات في بيتي. قال: «هل تسمع المؤذن؟». قال: نعم. قال: «ما أجد لك مِن رخصة» (عن: أبي أُمامة)

  • الأعمى… أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أسمع النداء، ولعلّي لا أجد قائدًا. فقال: «إذا سمعتَ النداء فأجب داعي الله» (عن: كعب بن عُجرة)

  • ما رُئِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية متصديًّا لِغنيٍّ، ولا مُعرِضًا عن فقير (عن: الحكم بن عُتيبة)

  • لو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئًا مِن الوحي كتم هذا عن نفسه (عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}

 

• {لَعَلَّهُ يَزَّكّى}: يسلم (عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• {لَعَلَّهُ يَزَّكّى}: لعلّه أن يؤمن؛ فيُصلّي (عن: مقاتل بن سليمان)

• {لَعَلَّهُ يَزَّكّى أوْ يَذَّكَّرُ}: المعنى: لعله يزكى ويذَّكَّر (عن: إسماعيل السُّدِّيّ)

{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}

 

• {اسْتَغْنى}: عن الله، وعن الإيمان، بما له مِن المال (عن: عبد الله بن عباس)

• {اسْتَغْنى}: عُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأُميّة بن خلف (عن: مجاهد بن جبر)

• {اسْتَغْنى}: أُميّة بن خلف (عن: أبي مالك غَزْوان الغفاري، مقاتل بن سليمان)

• {اسْتَغْنى}: نزلت في العباس (عن: سفيان الثوري)

• {تَصَدّى}: تدعو، وتُقبل بوجهك (عن: مقاتل بن سليمان)

{وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}

 

• وما عليك ألا يؤمن ولا يصلح (هؤلاء النّفر) (عن: مقاتل بن سليمان)

{وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}

 

• {يَسْعَى}: في الحَرّ (عن: مقاتل بن سليمان)

• {يَسْعَى}: السعيُ في كتاب الله العمل والفعل (وليس السعي على الأقدام) (عن: مالك بن أنس)

• {وهُوَ يَخْشى}: الله، يعني: ابن أُمّ مكتوم (عن: مقاتل بن سليمان)

• {تَلَهّى}: تُعرض بوجهك عنه (عن: مقاتل بن سليمان)

{كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)}

 

• {تَذْكِرَةٌ}: آيات القرآن

• {فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ}: الرّبّ تعالى (أو) مَن شاء الله تعالى فهّمه (القرآن) (عن: مقاتل بن سليمان)

{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14)}

 

• هي عند الله (عن: قتادة بن دعامة)

• {صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ}: كتب مُكرّمة

• {مَرْفُوعَةٍ}: اللوح المحفوظ، مرفوعة فوق السماء الرابعة

• {مُطَهَّرَةٍ}: مِن الشرك والكفر (عن: مقاتل بن سليمان)

{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)}

 

• {سَفَرَةٍ}: كَتَبة (عن: عبد الله بن عباس، عطاء بن أبي رباح، مجاهد بن جبر، قتادة بن دعامة، مقاتل بن سليمان)

• {سَفَرَةٍ}: القُرّاء (عن: عبد الله بن عباس، قتادة بن دعامة)

• {سَفَرَةٍ}: الذين يُحصون الأعمال (عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• {سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ}: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (عن: وهْب بن مُنَبِّه)

• {كِرامٍ بَرَرَةٍ}: الملائكة (عن: عبد الله بن عباس)

• {كِرامٍ بَرَرَةٍ}: مطيعين لله، أنقياء أبرار مِن الذنوب (عن: مقاتل بن سليمان)

• أثر متعلق: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السَّفرة الكرام البررة…» (عن: عائشة [مرفوعاً])

{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)}

 

• سبب النزول: نزلت في عُتبة بن أبي لهب (عن: عكرمة مولى ابن عباس، مقاتل بن سليمان)

• {الإنْسانُ}: عَنى به: الكافر (عن: مجاهد بن جبر، سفيان الثوري)

• {قُتِلَ}: لُعن (عن: مقاتل بن سليمان)

• {ما أكْفَرَهُ}: ما أشدّ كفرَه! (عن: محمد بن السّائِب الكلبي، عبد الملك ابن جُرَيْج)

• {ما أكْفَرَهُ}: ما الذي أكفره؟ (عن: مقاتل بن سليمان)

{مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19)}

 

• {فَقَدَّرَهُ}: قدَّره في رَحِم أمه كيف شاء (عن: عكرمة مولى ابن عباس)

• {فَقَدَّرَهُ}: قدَّر خَلْقه: رأسه، وعينيه، ويديه، ورجليه (عن: محمد بن السّائِب الكلبي)

• {فَقَدَّرَهُ}: نُطفة، ثم عَلقة، ثم مُضغة… (عن: مقاتل بن سليمان، عبد الملك ابن جُرَيْج)

{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20)}

 

• خروجه مِن بطن أمه / مِن الرَّحِم (عن: عبد الله بن عباس، الضَّحّاك بن مُزاحِم، عكرمة مولى ابن عباس، أبي صالح [باذام]، قتادة بن دعامة، إسماعيل السُّدِّيّ، مقاتل بن سليمان)

• سبيل الخير / طريق الحق والباطل / الإسلام والدين (عن: مجاهد بن جبر، الحسن البصري، إسماعيل السُّدِّيّ، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22)}

 

• {أماتَهُ} عند أجَله… {أنْشَرَهُ} في الآخرة، يعني: إذا شاء بعثه (عن: مقاتل بن سليمان)

{كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)}

 

• لا يقضي أحدٌ أبدًا كلَّ ما افتُرِضَ عليه (عن: مجاهد بن جبر)

• ما عهد الله إليه أمر الميثاق الأول (التوحيد)، يعني به: آدم (عن: مقاتل بن سليمان)

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)}

 

• إلى خُرْئِهِ (عن: عبد الله بن عباس، الحسن البصري)

• إلى مَدخله، ومَخرجه (عن: عبد الله بن الزُّبير، مجاهد بن جبر)

• إلى مأكله، ومشربه (عن: مجاهد بن جبر)

• رِزقه (عن: مقاتل بن سليمان)

{أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27)}

 

• {صَبَبْنا الماءَ}: المطر (عن: عبد الله بن عباس، مقاتل بن سليمان)

• {شَقَقْنا الأَرْضَ}: عن النبات / عن النَّبت والشجر (عن: عبد الله بن عباس، مقاتل بن سليمان)

• {حَبًّا}: الحبوب كلّها (عن: مقاتل بن سليمان)

{وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29)}

 

• {قَضْبًا}: الفِصفِصة / القَتّ (عن: عبد الله بن عباس، قتادة بن دعامة)

• {قَضْبًا}: الرَّطْبة (عن: الضَّحّاك بن مُزاحِم، مقاتل بن سليمان)

• {قَضْبًا}: العلف (عن: الحسن البصري)

{وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30)}

 

• {حَدائِقَ}: ما التفّ واجتمع (عن: عبد الله بن عباس، مجاهد بن جبر، مقاتل بن سليمان)

• {غُلْبًا}: ما غلُظ / غِلاظًا (عن: عبد الله بن عباس، عكرمة مولى ابن عباس، إسماعيل السُّدِّيّ)

• {غُلْبًا}: طوال (عن: عبد الله بن عباس، محمد بن السّائِب الكلبي)

• {غُلْبًا}: الكِرام من النّخل / عظام النّخل (عن: الحسن البصري، قتادة بن دعامة، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• {غُلْبًا}: عظام الأوساط (عن: عكرمة مولى ابن عباس)

{وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31)}

 

• {وفاكِهَةً}: الثِّمار الرّطبة (عن: عبد الله بن عباس)

• {وفاكِهَةً}: ما أكل الناس / يأكلها بنو آدم (عن: مجاهد بن جبر، الضَّحّاك بن مُزاحِم، عكرمة مولى ابن عباس، الحسن البصري، قتادة بن دعامة)

• {وأَبًّا}: (توقّف عن تفسيرها) (عن: أبو بكر الصِّدِّيق، عمر بن الخطاب)

• {وأَبًّا}: ما أنبت الأرضُ مما يأكله الدوابّ (ولا يأكله الناس) / الحشيش للبهائم / الكلأ والمرعى / العُشب / ما ترعى (عن: عبد الله بن عباس، سعيد بن جُبَير، مجاهد بن جبر، الضَّحّاك بن مُزاحِم، عكرمة مولى ابن عباس، أبي مالك غزوان الغفاري، الحسن البصري، قتادة بن دعامة، إسماعيل السُّدِّيّ، مقاتل بن سليمان، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• {وأَبًّا}: النبات (عن: أبي رَزين [مسعود بن مالك])

• {وأَبًّا}: التِّبْن (عن: الضَّحّاك بن مُزاحِم)

• {وأَبًّا}: كلّ شيء يَنبتُ على ظهر الأرض (عن: عطاء بن أبي رباح)

{مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)}

 

• {مَتاعًا لَكُمْ}: الفاكهة، {ولِأَنْعامِكُمْ}: العُشب (عن: الحسن البصري، إسماعيل السُّدِّيّ)

• أثر متعلق: (قول ابن عباس لعمر): …ويأكل من سبع. قال قتادة: هو قول الله: {فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وعِنَبًا وقَضْبًا…} (عن: عبد الله بن عباس، قتادة بن دعامة)

{فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)}

 

• مِن أسماء يوم القيامة (عن: عبد الله بن عباس)

• الصيحة؛ صاخت أسماع الخلق (عن: مقاتل بن سليمان)

{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)}

 

• {مِن أخِيهِ}: يفر هابيل من قابيل

• {وأُمِّهِ وأَبِيهِ}: يفر النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن أُمِّه، وإبراهيم عليه السلام مِن أبيه

• {وصاحِبَتِهِ}: يفر لوط عليه السلام مِن صاحبته

• {وبَنِيهِ}: يفر نوح عليه السلام مِن ابنه (عن: الحسن البصري، قتادة بن دعامة)

• يفر مخافة أن يكون يطلبه بمظلمة (عن: قتادة بن دعامة)

{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}

 

• أفضى إلى كلِّ إنسان ما يَشغله عن الناس / عن الأقرباء (عن: قتادة بن دعامة، مقاتل بن سليمان، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• أثر متعلق: (في حديث الحشر): «تُحشرون حُفاةً عُراةً غُرلًا». فقالت زوجته (أو عائشة أو سودة): أينظر بعضُنا إلى عورة بعض؟ فقال: «يا فلانة، {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}» (عن: ابن عباس، سَودة بنت زمعة، سهل بن سعد، عائشة [جميعهم مرفوعاً])

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)}

 

• {مُسْفِرَةٌ}: مُشْرِقة (عن: عبد الله بن عباس)

• {مُسْفِرَةٌ}: فَرِحة / بَهِجة (عن: الضَّحّاك بن مُزاحِم، مقاتل بن سليمان)

• {مُسْفِرَةٌ}: مِن طول ما اغْبَرَّتْ في سبيل الله (عن: عطاء الخُراسانيّ)

• هؤلاء أهل الجنة (عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}

 

• هؤلاء أهل النار (عن: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم)

• {غَبَرَةٌ} / {قَتَرَةٌ}: سواد الوجوه (عن: عبد الله بن عباس، مقاتل بن سليمان)

• {تَرْهَقُها قَتَرَةٌ}: تغشاها شِدّةٌ وذِلّة (عن: عبد الله بن عباس)

• {تَرْهَقُها قَتَرَةٌ}: يغشاها الكسوف، وهي الظُّلمة (عن: مقاتل بن سليمان)

• {الْكَفَرَةُ}: الجَحَدة والظَلَمة

• {الْفَجَرَةُ}: الكَذَبة (عن: مقاتل بن سليمان)

• أثر متعلق: «يُلْجِم الكافرَ العَرقُ، ثم تقع الغَبَرة على وجوههم؛ فهو قوله: {ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ}» (عن: جعفر بن محمد [عن جدِّه مرفوعاً])