طعن المدجنة بأهل السنة سلفا وخلفا

لعل كثيرا منكم سمع بالطائفة المدجنة.

وباختصار، فإن هذه الطائفة علامتها البارزة محاربة أهل السنة للدفاع عن الأشعرية. فهم يرون أن الدين قائم بالأشعرية.

وأما أئمة أهل العلم من أهل السنة فإنهم يحاولون جاهدين أن يلصقوا بهم كل خسيسة، وينشروا عنهم أي خطأ ليتهموهم بالابتداع

وهم طرحوا علينا سؤالًا

من حقهم أن يستغشموا على الناس بطرح هذا السؤال

أريد قبل أن أبدأ أن أنبه إلى أني لن أصنف أحدا على أنه مدجن، وإنما سآتي بكلام من هو بنفسه قال عن نفسه إنه من ضمنهم، حتى لا ندخل في نقاش التصنيف، خاصة أن بعضهم أن لا أحب أن أتكلم عنه بسوء (كما يتكلم عنا وعن السلف)

فأنا لم أقل عن واحد منهما مدجن، ولكن هو الذي قال.

التنبيه الثاني: لو أردنا الدفاع عنهم تفصيليا لن ننتهي، فمن أراد التفصيل فمنهم من دافعت عنهم في قناة كشف التلبيس، ومنهم من دافع عنهم الشيخ الخليفي.

التنبيه الثالث: المدجنة عندهم طريقة للتملص من طعوناتهم، أنهم يقولون بعد كل فرية أو طعن: «ليس قصدي الطعن بأحد» أو يقول بعد أن ينسب إماما ما إلى بدعة «لكنه معذور رحمه الله» أو شيء من هذا القبيل.

التنبيه الرابع: إنهم صدق فيهم قول الله تعالى {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} فلن تجد منهم من يرد على آخر في هذه العظائم.

 

نبدأ على بركة الله

الهروي

أشهر من لقب بشيخ الإسلام قبل ابن تيمية، الإمام الهروي، صاحب ذم الكلام، وصاحب منازل السائرين، الذي نقل عن أهل زمانه ومن قبلهم كفر الأشعرية، لابد من أن تصيبه سهام المدجنة

وبعضهم قد يتترس بأن ابن تيمية تكلم بالهروي

فهلا سألتم ابن تيمية من سبقه إلى الكلام بهذا الإمام المتفق على إمامته؟ لا، طالما أنه طاعن بالأشعرية، فكل كلام فيه مقبول، وينشر، ويشنع عليه به.

ابن خزيمة

أكثر من نالته سهام طعوناتهم هو الإمام ابن خزيمة، صاحب كتاب التوحيد الذي رد فيه على الجهمية، وبين كفرهم.

أمسكوا له بخطإٍ في حديث واحد، وصوروه وكأنه حرف الحديث على أصول الجهمية.

الدشتي

أما الإمام الدشتي الحنبلي الفاضل، فلم يسلم من طعنهم، والعجيب أنهم يطعنون به قبل القراءة له، فقد نقل عن السلف في كتابه إثبات الحد، ثم يقول الطاعن فيه

ليس فقط فيه أباطيل كما ذكر الأخ الذي لم يقرأه، بل هو مضحك إلى هذه الدرجة

الحنابلة

بشكل عام فإن الحنابلة الأشداء على الأشعرية، نالوا نصيبا وافرا من ذم هذه الطائفة.

بل الحنابلة الذين يشعلون الفتن غلاة في القبورية

الآجري

وهذا الآجري ينقل الإجماع، فيرد إجماعه بقاعدة قالها الجهمية الآمدي تارك الصلاة

الخطيب البغدادي

الخطيب البغدادي، لا يمكن أن يسلم من طعونهم، فانظر إلى نظرة ونبرة التشفي به وبالإمام البخاري

البخاري

أما البخاري فحدث ولا حرج فإنهم يستميتون بنسبة مقالة اللفظية الكفرية إليه، مع أنه برأ نفسه منها.

بل يقولها هذا الإنسان بكل جرأة

مع أن البخاري يبرئ نفسه، ويقول: من قال إني قلت لفطي بالقرآن مخلوق، فهو كاذب. لكن هؤلاء كما نظق صاحبهم

الذبابي هذا يثبت هذه البدعة على الإمام مسلم بأنه وجد عليها أمارة

ولما طالبته بدليل من كلام البخاري أنه قال هذا الكلام الفاسد قال

بكل صراحة يريد أن يبدل كلام البخاري ليثبت له المقالة الفاسدة

من العجيب، أني لما رددت عليهم دفاعا عن الإمام البخاري، قالوا:

لم يكتفوا بإلصاقه بالجهمية، حتى رموه بموافقة الخوارج

طبعا له تبرير، أنه يعذر البخاري المخطئ الموافق للخوارج

الإمام مالك

طبعا ليس فقط البخاري يقول بقول الخوارج بزعمهم، بل حتى الإمام مالك

ما قلت إنه وافق المرجئة، قلت إنه وافق الخوارج، يا حسافة!!

مع أن الإمام مالكًا ملئت كتب السنة بالنقل عنه بأنه يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، لكنهم يتمسكون بقول غير صحيح نقل عنه، أنه لا يقول بنقصان الإيمان، وذلك ليساووا بينه وبين أهل البدعة.

اللالكائي

أما اللالكائي الذي يروي تبرئة الإمام البخاري، وتبرئة الإمام مالك من افتراءاتهم، فيقولون عنه:

الإمام أحمد

الإمام أحمد الذي يقتنصون له كلامًا للطعن بالإمام البخاري، هو بنفسه نال ما نال من طعوناتهم.

خاصة إذا تكلم بأهل الرأي

ولا تنس أن قائل هذا الكلام، هو قائل هذا الذي ستسمعون

ومنهجه ليس سليما

فالإمام أحمد يقولون عنه

والشافعي

بل حتى الشافعي، أحد مجددي الأمة في زمانه، صار ضعيف البضعة في الحديث النبوي

الأوزاعي

أما الأوزاعي فهو إمام أهل الشام في زمانه، الذي عملوا بمذهبه سنين طويلة، يقول عنه مصطفى طلبة إنه مفتري كما في الصورة التي ترونها

الساجي

زكريا الساجي، الإِمَامُ، الثَّبْتُ، الحَافِظُ، مُحَدِّثُ البَصْرَةِ وَشَيْخُهَا وَمُفْتيهَا، ماذا قالوا عنه:

ولا يحق له التترس بابن عبد البر ، لأنه هو الذي يقول:

المديني وابن معين

حتى علي بن المديني ويحيى بن معين الذان أجبرا بالسيف على قول كلام لا يرضيانه، نسبوا هذا الكلام لهما، ليقولوا إنهما وقعا بالبدعة

ابن عيينة

أما سفيان ابن عيينة فينقل كلاما فيه طعن بالناس، ولا يتأكد من صحته

سفيان الثوري

ومن أغرب ما تجدونه عند هذه الطائفة، أنهم يجعلون انتشار أقوال الشخص معيارًا، فانظر بماذا يتنقص من شيخ الإسلام الثوري

وهذا شريح القاضي

كان لا يعلم قراءة من قراءات كلمة في القرآن الكريم، فظنها خطأ، فراحوا ينسبونه إلى الابتداع، وكأنه حرف القرآن بعد علمه به كما فعلت الجهمية

ابن تيمية

طيب ماذا عن ابن تيمية الذي كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟

فابن تيمية بحسب زعمهم طاعن بالصحابة.

طبعا تبرير هذا الطعن به، هو أننا سنعذره ونتجاوز عنه، ولسنا مثلكم.

أيضًا وقع في بدع، ولكنه معذور

ابن أبي داود

ماذا عن عبد الله ابن أبي داود ذاك الإمام ابن الإمام

قتادة

قتادة تابعي من رواة الحديث، ومن المفسرين المعروفين، كان مبتدعا في أول أمره في باب القدر، ثم تاب ورجع إلى السنة، إلا أن المدجنة يصرون على نسبته للبدعة.

والنصوص الثابتة في تراجعه أين هي؟

مجاهد

التابعي الجليل، الراوي الثقة، المفسر العلم، ما كان ذنبه إلا أن أخبر بمقام نبينا المحمود، فصاروا يتكلمون عنه هكذا

 

الصحابة

قد يتوهم البعض أن هذه الطعونات لن تصل إلى الصحابة، ولكن نقول له: إنك مخطئ.

ابن عباس

لنأخذ حبر أمة محمد ﷺ ابن عباس رضي الله عنه

يتعاملون معه وكأنه كان نائما معهم في درس الشيخ

طبعًا هذا مبرر بالتأكيد، لأن ابن عباس ما بلغ درجة العلماء الذين يكون كلامهم دليلا

فابن عباس إنسان عنده كلام يشبه كلام الجهمية

جعلوا مسألة في الفقه قالها ورجع عنها، شبيهة بتجهم منكري صفات الله تعالى.

أصلا هو واقع في التأويل بزعمهم

الصحابة2

على العموم هل الصحابة سالمون من البدع؟ الجواب:

ويقول لك مصطفى طلبة إن عائشة اتهمت أبا هريرة رضي الله عنهما بالكذب، وقد رددت على هذه الشبهة في رد على بعض الملاحدة.

ويسأل أهل السنة سؤالا رافضيا، كيف تأخذ دينك عن الصحابة وقد اقتتلوا.

ولولا ورع مصطفى طلبة لفضح الصحابة فضحًا، ولكنه ورع جدا.

ولا تنس أن كل هذه الطعونات مبررة، بأن حضرة الطاعن عذرهم، أو أنه ما طعن بهم إلا للدفاع عن أئمته الجهمبة.

(Visited 330 times, 1 visits today)
طعن المدجنة بأهل السنة سلفا وخلفا

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

تمرير للأعلى