نقض أدلة الأشعرية على صحة دينهم

أدلة صحة دين الأشعرية

1-  أبو الحسن إمام

يحتج الأشعرية على صحة دينهم بأن شيخ بدعتهم إمام كبير

والجواب على هذا؟

متى صار إمامًا؟ الرجل عاش معتزليًا أربعين سنة من عمره، ثم تاب على رأس الأربعين، وذلك عام 300هـ ، فمتى درس كتب السلف وفهمها واستوعبها حتى سبق فيها أقرانه ليصير إمامًا لا منازع له.

بعد توبته، ما الكتب التي درسها وعلى يد مَن، وكيف تأهل في علوم الشريعة؟

وهل أهل السنة كانوا لا إمام لهم، وعاشوا ينتظرون أن يتوب هذا المعتزلي حتى يتخذوه إماما لدينهم.

قال ابن المبرد: فَقَدْ شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالاعْتِزَالِ، وَأَنَّهُ كَانَ دَاعِيَةً فِيهِ، فَيَا سُبْحَانَ اللَّهِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ، مَا كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِهِمْ، حَتَّى يُتَّخَذَ مُبْتَدِعٌ تَابَ مِنْ بِدْعَتِهِ إِمَامًا، كَأَنَّ النَّاسَ مَاتُوا إِلَى هَذَا الْحَدِّ كُلِّهِ، وَلَمْ يَبْقَ فِيهِمْ مَنْ يَصْلُحُ لِلإِمَامَةِ حَتَّى يَتُوبَ مُبْتَدِعٌ مِنْ بِدْعَتِهِ، فَيَصِيرَ إِمَامَهُمْ، وَأَهْلُ الإِسْلامِ قَاطِبَةً تُقَدِّمُ مُتَكَلِّمًا عَلَى أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ جَمِيعِهِمْ فِي حَالِ كَثْرَةِ الْعُلَمَاءِ، مَا هَذَا الْهَذَيَانُ؟

وقال  ابن قدامة: ومن العجب أن إمَامَهم الَّذِي أنشأ هَذِه البِدعَةَ رجلٌ لم يُعرَفْ بدينٍ ولَا وَرَعٍ ولَا شَيءٍ مِنْ عُلُومِ الشَّرِيعَةِ البَتَّةَ، ولَا يُنسبُ إلَيهِ مِن العِلمِ إلَّا علمَ الكَلَامِ المَذمومِ، وهُم يعترفونَ بِأنَّهُ أقَامَ على الاعتزالِ أربَعِينَ عَامًا ثمَّ أظهَرَ الرُّجُوعَ عَنهُ، فَلم يظهر مِنهُ بعدَ التَّوبَةِ سوى هَذِه البِدعَةَ، فَكيفَ تَصورَ فِي عُقُولِهِم أنَّ اللهَ لَا يوفِّقُ لمعرِفَة الحقِّ إلَّا عدوَّه، ولَا يَجعَلُ الهدى إلَّا مَعَ مَن لَيسَ لَهُ فِي عِلمِ الاسلامِ نصيبٌ ولَا فِي الدّينِ حَظٌّ

 

2-  أبو الحسن الأشعري لم يخالف السلف

الرد: ائتونا بأقوال للسلف توافق قوله.

بغض النظر عن تراجعاته عن ما يعتقده أتباع الجويني والرازي ، لكن سنسألكم عما تعتقدون وتزعمون أن الأشعرية يعتقده.

من سبقه من السلف إلى إنكار أن اللع فوق عرشه

من سبقه من السلف إلى القول أن الآيات التي فيها نسبة الوجه واليد لله ظاهرها التجسيم

من سبقه من السلف إلى القول بأن كلام الله ليس من حروف.

ومن سبقه إلى القول بأن الله لا صوت له.

كل المحاولات التي تحاولون أن تأتوا بها فاسدة، ولي سلسلة فضائح لكم اسمها «أسانيد الأشعرية» جمعت فيها ما كذبتموه على السلف رحمهم الله.

 

 

3-   النبي ﷺ مدح الأشعرية

قالوا: إن النبي ﷺ قال عن الأشعرية: «هُمْ مني وأنا منهم» فهو يمدح الطائفة الأشعرية.

الجواب

هذا كذب على رسول الله ﷺ

فقد قال ﷺ « إِنَّ ‌الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مني وأنا منهم»

وهذا كلام عن قبيلة يمنية، وليس عن طائفة ستحرف كلام النبي ﷺ بعد موته بثلاثمئة سنة.

وإن كان الأشعرية يفهمون أن مدح القبيلة التي ينتمي إليها إمامهم يعني مدح بدعته، فلا شك في مدح أهل البيت، وأنا أمامكم رجل من أهل البيت، فبحسب هذه المعايير لا شك أني أولى بالحق من أبي الحسن الأشعري.

 

4-  كثرة العدد

يحتج الأشعرية على صحة دينهم بكثرة عددهم

الجواب

هل المعدود هنا هم عامة من انتسب إلى الإسلام، أم العلواء فقط

 

أ- كثرة العدد إن أريد بها العوام، فالعوام لا يعرفون كلاما بلا حرف وصوت، ولا يعرفون قرآنا نفسيا، ولا يعرفرت موجودا بلا مكان، ولا يعرفون أن الماء لا يروي والخبز لا يشبع والأعمى في الصين يرى بقة في الأندلس، ولا يعرفون العرض والجوهر، ولا يعرفون أن الجسم لابد له من تركيب من أربعة جواهر، وقيل ثلاثة، وهذه أصول عقيدتكم، فكيف يكون العوام منكم وهم لا يعرفون شيئا من أصول دينكم؟

ب- وإن كانت كثرة العدد يُراد بها العلماء، فكل علماء طائفتكم مقلدة، وأقلهم شرا هو الذي ينفخ الكتب بالنقولات عن علمائنا ويصدِّرها باسمه (وهذا سأثبته في حلقة مستقلة) فوصف من هذه حاله بأنه عالم: مجازفة. إنما هو عالة على أهل السنة، فلا حجة به.

 

والآن نتحداهم

كتاب «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي، جمع فيه سيرة ‌‌7783 عالم إلى القرن الخامس

فالتحدي لن يكون أن يثبت لنا أن أكثر هؤلاء العلماء كانوا أشعرية ، ولا أقول نصفهم، ولا ربعهم! فعند ذلك أنا أعطيهم قيمة.

بل سأتحداهم أن يخرجوا لنا من كل مئة عالم ذكرهم الخطيب في تاريخ بغداد، خمسة أشعرية فقط. يعني أنا اللآن أعطيت الأشعرية كتابا فيه ‌‌7783 وأريد أن يخرجوا لي 38 أشعري، فإذا فعلوا ذلك فقد أفحموني في هذا التحدي، وإن عجزوا فاعلموا أن علماء أمة محمد ﷺ إلى المئة الخامسة ما كانوا يدينون بما يدين به الأشعرية. فكيف يصبح بدعتهم بعد ذلك دينًا للمسلمين.

ولا شك أن أعدادهم قد تتزايد مع الزمان، فقد قال ﷺ: «فَإِنَّ وَرَاءَكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ صَبْرٌ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِهِ» قال الذهبي: «صحيح»

 

ومن أكبر فضائحهم أنهم عندما يحاولون تكثير أعداد علماءهم فإنهم ينسبون إلى نحلنهم من ليس منهم

فنسبوا ابن خزيمة إلى الأشعرية، مع أنهم يكفر من يعتقد معتقدهم

ونسبوا ابن تيمية إلى الأشعرية وكذبوا عليه قائلين أنه تاب من السنة وقال أنا أشعري، وقد بينت كذبهم في مقطع خاص.

ونسبوا ابن كثير إلى الأشعرية، مع أن بعض الصرحاء منهم رد عليهم وقال لهم هو مجسم.

ومن الفضائح أنهم ينسبون إليهم أناسا حتى أسماءهم غير معروفة، مثل البيقوني، لا أحد يعرف اسمه ولا متى عاش، فزعم الأشعرية أنه منهم. وهذا ليزيدوا به عددهم.

 

ولو افترضنا أن عدد هم زاد في زمان الفتن. فقد قال ابن قدامة: ومن العجبِ أن أهلَ البدعِ يستدلونَ على كَونِهم أهلَ الحقِّ بكَثرتِهم وكَثرَة أموالِهِم وجاهِهِم، وظُهورِهم، ويستدِلُّونَ على بُطلَان السُّنةِ بقِلَّةِ أهلِهَا وغربتِهم وضعفِهم، فيَجعَلونَ مَا جعلهُ النَّبِيُّ ﷺ دَلِيلَ الحقِّ وعلامةَ السُّنةِ؛ دَلِيلَ البَاطِلِ، فَإن النَّبِيَّ ﷺ أخبرنَا بِقِلَّةِ أهلِ الحقِّ فِي آخرِ الزَّمَانِ وغربتِهم، وظُهُورِ أهلِ البِدَعِ وكثرتِهم، ولَكنهُم سلكوا سَبِيلِ الأُمَمِ فِي استدلالِهِم على أنبِيَائهِم وأصحَابِ أنبِيَائهم([1]) بِكَثرَةِ أموالِهِم وأولَادِهم، وضعفِ أهل الحق فَقَالَ قوم نوح لَهُ: ﴿‌مَا ‌نَرَىٰكَ ‌إِلَّا ‌بَشَرٗا ‌مِّثۡلَنَا ‌وَمَا ‌نَرَىٰكَ ‌ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۭ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ٢٧﴾[هود:27]

وقَالَ قوم نَبينَا ﷺ ﴿وَقَالُواْ نَحۡنُ ‌أَكۡثَرُ ‌أَمۡوَٰلٗا ‌وَأَوۡلَٰدٗا ‌وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ٣٥﴾[سبأ:35]

وقال:

وقد كَانَ قَيصر ملكَ الرّوم وهُو كَافِرٌ أهدى مِنهُم، فَإنَّهُ حِين بلغه كتابُ النَّبِي ﷺ؛ سَألَ عَنهُ أبا سُفيَان، فَقَالَ: «يتبعهُ ضعفاء النَّاسِ أو أقوياؤهم» فَقَالَ: «بل ضُعَفَاؤُهُم» فَكَانَ هَذَا مِمَّا استدلَّ بِهِ على أنه رَسُولُ الله ﷺ، فَقَالَ: «إنَّهُم أتبَاع الرُّسُل فِي كل عصر وزمان»[[2]]

 

 

5-  أهل السنة عالة على كتب الأشعرية

يستدل الأشعرية على صحة دينهم بأن السلفية المعاصرة عالة على كتب  أئمتهم

والواقع أن الأشعرية هم عالة على كتب أهل السنة

وهذه أمثلة

 

 

6-  منهم النووي وابن حجر

وهذه من أقوى ما يحتجون به على ضعاف الدين والعلم، فيقولون لهم: إن ابن حجر والنووي منا نحن الأشعرية، وشيوخكم يمدحونهم، ويقولون عنهم أئمة، فلنتبع دين هؤلاء الأئمة.

والجواب على هذا:

إن هذين الرجلين، أحدهما برع باختصار الكتب، وجمع المسائل، والآخر برع في علم الحديث، وما صارت لهما قيمة بين الناس إلا بحشوهما كتبهما بالنقولات عن علمائنا، فلا يستشهد بهذا على صحة اعتقادهما، فلو أنهما اشتغلا بعلوم الاعتقاد على مذهب الأشعرية الباطل، لكان حالهما حال الآمدي واللقاني، والسنوسي، وأمثالهم ممن لا ترفعون رؤوسكم بهم على الجهال.

هم حالهم في هذا كحال الملحد الذي يفقد الأمل من أدلة إلحاده فيستدل أن شخصا بارعا في الفيزياء تبنى رأيه.

 

7-  الأسانيد فيها أشعرية

يستشهدون هناك أسانيد في الأزمنة المتأخرة تمر من طريق الأشعرية، فهل هذه حجة لتصحيح ما هم عليه من سوء اعتقاد؟

الأسانيد نوعان، إسانيد لمؤلفي الكتب، وأسانيد إلى الكتب. فمثلا، هناك إسناد مني إلى سنن أبي داود، وإسناد من أبي داود إلى النبي ﷺ

الإسناد من أبي داود إلى النبي ﷺ مهم، لأنه بناء عليه يكون الحديث صحيحًا أو ضعيفًا.

أما الإسناد مني إلى أبي داود، فهو شيء لا أهمية علمية له، فلو رواه شخص عن علي جمعة عن المسيح الدجال، عن الجن والشياطين واليهود والنصارى ، أو رواه عن أصدق الصادقين، فلن يتغير شيء، فالكتاب معروف، لن ينفعه هذا الإسناد، ولن يضره.

لهذا اعتاد الناس أن يرووا الكتب عن أطول الناس عمرا، لتكون أسانيدهم قصيرة، دون اكتراث لهذا المروي عنه.

وسأنقل لك ثلاث شهادات من أناس معروفين بالرواية

الشهادة الأولى: قال النووي: «أعرض الناس هذه الأزمان عن اعتبار مجموع الشروط المذكورة [أي في صحة الأسانيد] لكون المقصود صار ‌إبقاء ‌سلسلة ‌الإسناد المختص بالأمة» [التقريب والتيسير للنووي (ص52)]

إذن كانوا يهتمون لوجود الإسناد، لا لأهلية الشيخ.

والشهادة الثانية: قال الحافظ العراقي: «وينبغي بعد أن صار الملحوظ ‌إبقاء ‌سلسلة ‌الإسناد أن يبكر بإسماع الصغير في أول زمان يصح فيه بسماعه» [التقييد والإيضاح (ص164)]

فهو يقول لك أسمِع ابنك الصغير الكتب، وعمره خمس أو ست سنوات، ليدرك كبار السن، ويعلو إسناده، ويروي هذه الكتب عندما يكبر.

الشهادة الثالثة: «والمحدثون: فغالبهم لا يفقهون ولا همة لهم في معرفة الحديث ولا في التدين به، بل الصحيح والموضوع عندهم شبه» وهو يتكلم عن أهل زمانه فقد أثنى بعد ذلك على محدثي السلف، وقال: «فإيش السماع على جهلة المشيخة الذين ينامون والصبيان يلعبون والشبيبة يتحدثون ويمزحون، وكثير منهم ينعسون، ويكابرون، والقارىء يصحف» [زغل العلم (ص27)]

 

ولننظر إلى أسانيدهم، فهذا ابن حجر، قال: «كتاب الْعلم ليوسف بن يَعْقُوب القَاضِي

قرأته على فَاطِمَة ‌بنت ‌المنجا» / « كتاب الْعلم لأبي بكر أَحْمد بن سعيد الْمروزِي، قرأته على فَاطِمَة ‌بنت ‌المنجا» وغير ذلك مما يقارب خمسين كتابا قرأه ابن حجر عليها وأسنده من طريقها، فمن هي؟

قال عنها ابن حجر «ولدت سنة اثنتي عشرة تقريباً وأسمعت على أبي محمد ابن أبي التائب واجاز لها التقي سليمان وأبي بكر الدشتي والمطعم»

إذن هي ليست عالمة، ولا حافظة، وإنما لما كانت طفلة «أسمعت» أسمعها أهلها بعض مجالس الرواية، وحصلت على الإجازة، فصار ابن حجر يقرأ عليها.

فهذه الأسانيد ليس لها قيمة علمية، إنما هي كشهادة الدكتوراة التي يشتريها الناس من جامعات بعض الدول، ثم يتطاول على الناس بشهادة لا قيمة لها.

فأما الأسانيد التي يقوم عليها دين الله تعالى، ويعتمد عليها في صحة حديث النبي ﷺ، فليس فيها جهمي واحد، إذ كان علماؤنا لا يروون عمن هذه عقيدته.

وابن حجر قد روى مئة وخمسين كتابا من طريق عبد الرحمن ابن الذهبي، ومعروفة عقيدة الذهبي، وروى خمسا وعشرين كتابا من طريق أبي الوقت السجزي، وهو سني، بل هو من تلاميذ الهروي الذي كان يكفر الأشعرية.

وروى مئتي كتاب في إسنادها أبو طاهر السلفي، الذي كان يذمهم ويذم مذهبهم.

وروى بضعة كتب من طريق عبد الغني المقدسي الذي كان يكفر من يعتقد معتقد الأشعرية.

فحتى في هذه الأسانيد التي لا تلزم هم عالة على شيوخنا.

 

8-  الطحاوية

يحتجون بأن الطحاوية فيها عبارات توافقهم

كقول الطحاوي « وتعالى عن الحدود والغايات»

التعليق: قال عثمان الدارمي : «وَادَّعَى الْمُعَارِضُ أَيْضًا أَنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ وَلَا نِهَايَةٌ. وَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ الَّذِي بنى عَلَيْهِ جهم ضَلَالَاتِهِ وَاشْتَقَّ مِنْهَا أُغْلُوطَاتِهِ، وَهِيَ كَلِمَةٌ لَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ سَبَقَ جَهْمًا إِلَيْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ» النقض  على المريسي –  (1/ 223 ت الألمعي)

فقد عرفنا سلف من يعتقد هذا الاعتقاد. وهل قاله الطحاوي فعلًا، أو لا، فليس مبحثي. ولكن صاحبها أثبت أن الله في جهة فوق، بقوله « محيط بكل شيء وفوقه»

لكن هذه الطحاوية لا وجود لأي نقل عنها في كتب أهل السنة في المئة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة أو السادسة.

 

9-  السلف أولوا بعض النصوص

بداية، لو افترضنا أن هناك مزرعة، فيها عنب، ورمان، وتفاح

فقال شخص: رأيت فيها رمانا، ولم أر فيها عنبا

وقال غيرهما: رأيت فيها عنبا، ولم أ فيها رمانا

فهل يصح أن يقول قائل: فلان لم ير العنب، وفلان لم ير الرمان، إذن هي ليس فيها تفاح؟

بالطبع لا، لكن هذا ما يحاول الأشعرية فعله، يأتون إلى نص وردت فيها كلمة الساق في آية، وشخص من السلف فهم منها فهما ما غير الساق المنسوبة لله تعالى، فيقولون: «نحن إذن من حقنا أن ننفي اليد والوجه، والضحك، والغضب…الخ» وهذا فاسد.

ثم الذي فهم (الساق) بأنها الشدة، لم يقل إن الله لا ساق له، ولأنه لا ساق له سأبحث عن معنى آخر لكلمة الساق. وهذا مختلف تماما عن طريقة الأشعرية.

فهل يستطيعون أن يأتوا بواحد من السلف، قال لن أثبت كذا وكذا لله، لأنه تجسيم أو تشبيه، لا!

فمن قال هذا القول؟ الجهمية والفلاسفة. فعُلم بذلك أن الأشعرية مدلسون.

 

10-            محمد الفاتح

يقولون: كيف الفرقه الماتوريديه فرقه باطله ومحمد الفاتح كان ماتوريديا وهنالك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن فاتح القسطنطينيه ؟؟!

الجواب:

أولًا: هذا حديث آحاد، فالأخذ به في أصول الاعتقاد مناقض لأصل الأشعرية والماتريدية.

ثانيًا: المدح كاب باعتبار إمارته، لا باعتبار عقيدته، مع أنه لم يثبت عنه تبني عقائد هؤلاء أصلا، لكن لو كان يفهم من هذا الحديث تبني ما يتبناه ذلك الأمير، فوجب على كل من يستشهد بهذا الحديث أن يصير ماتريديا، لا أعريا، حنفيا، لا شافعيا، ولا مالكيا. وهذا لا يفعلونه، دليل على أنهم يناكفون، ولا يصدقون ما يخدعون به المسلمين.

ثالثًا: الحديث أصلا إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن بشر الخثعمي، وكذلك انفردا الوليد بن المغيرة المعافري بالرواية عنه، ولم يوجد له توثيق إلا عن ابن حبان، وهو معروف عنه توثيق المجاهيل، كما أنه اختلف على زيد بن الحباب في اسمه واسم أبيه ونسبه.

فانظر إلى هؤلاء، تركوا القرآن، والسنة الصحيحة، وجاؤوا إلى مثل هذه الروايات الضعيفة وهذه الألاعيب في الاستدلال.

 

 

11-            يعبدون شابا أمردا

قالوا إن الوهابية يعبدون شابا أمردا، ودليلهم أن هناك حديث موجود في أحد الكتب أن رسول الله  ﷺ رأى الله في المنام على صورة شاب أمرد.

 

الجواب:

أولا: الحديث ضعيف

ثانيا: قد رواه شيوخ الأشعرية أيضًا، ومنهم ابن عساكر.

ثالثا: لو كان صحيحا فقد نقل شيخكم النووي الإجماع على إمكانية ذلك، فقال: «وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ ‌رُؤْيَةِ ‌اللَّهِ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ وَصِحَّتِهَا، وَإِنْ رَآهُ الْإِنْسَانُ عَلَى صِفَةٍ لَا تَلِيقُ بِحَالِهِ مِنْ صِفَاتِ الْأَجْسَامِ لِأَنَّ ذَلِكَ الْمَرْئِيَّ غَيْرُ ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى» [شرح النووي على مسلم (15/ 25)]

 

12-            الوهابية وافقوا اليهود

يأتي الأشعرية أحيانًا بآية أو حديث فيها إثبات صفة لله تعالى، ويجدون في كتاب من كتب اليهود ما يوافق معناها، فيقولون: أنتم أخذتم دينكم من اليهود.

والجواب:

نحن أخذناه من القرآن والسنة، فإذا وجد عند اليهود ما يوافق الكتاب والسنة، فقد قال تعالى: ﴿ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) ﴾ فهم قوم أهل كتاب، فإن كان عندهم ما يوافق ما أنزل الله إليها، فهذا لأن موسى ﷺ دعاهم إلى عبادة الله الذي دعا إليه رسولنا محمد ﷺ. فإن كان في كتبهم تحريف، فهذا لا يعني أن فيها من بقايا الوحي أي شيء.

13-            قوله تعالى ﴿ليس كمثله شيء﴾

قالوا: الله تعالى قال عن نفسه ﴿ليس كمثله شيء﴾ فإذا أثبتنا له العلو، أو عين، أو اليد، سيكون في هذا مشابهة للمخلوق.

قلنا: حتى لو كانت يده ليست كيد المخلوق؟

قالوا: حتى هذا، فمجرد إثبات يد، يكون ذلك مماثلة. المماثلة تتحقق بمجرد ثبوت صفة واحدة يوجد للمخلوق شيء من جنس معناها.

قلنا هذا منكم تحريف لمعنى الآية. كما سيأتي

 

فإن قالوا: كل يد جسم، وكل جسمين متماثلين.

قلنا: سنتغاضى عن مقدمتكم الفاسدة في ذكر الجسم، لكن سنقول: بناء على مبدأ الأشعرية هذا، فإن الخمر مثل التفاح، والبعر مثل الشمس، والجنة مثل النار، إذ كلها أجسام، وهذا لا يقوله أحمق. ويكون قوله تعالى: ﴿أَوَلَم يَرَواْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرضَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يَخلُقَ ‌مِثلَهُم﴾ معناه أنه قد يخلق حبة رمل صغيرة، فهي مثل السماوات والأرض، لأن حبة الرمل جسم، والسماوات والأرض أجسام، وهذا لا يقوله مخابيل الناس.

وإن أصروا وقالوا إن المماثلة تتحقق بأي نوع من أنواع الاشتراك.

نقول: قال تعالى: ﴿قُل فَأتُواْ بِسُورَة ‌مِّثلِهِ﴾ فعلى فهم الأشعرية، لو أن الكافرين جاؤوا بأي كلام لتحققت المماثلة، فهذا كلام وذاك كلام.

 

وفي قوله تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلحَيَوٰةَ ٱلدُّنيَا يَٰلَيتَ لَنَا ‌مِثلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيم﴾ يكون معناه أنهم يريدون أن يكون عندهم أي جسم من الأجساب، ولو كان بعرًا، فعند ذلك يكون هذا مماثلا للذهب الذي عند قارون.

 

ولكان العمل بهذه الآية ﴿فَلِلذَّكَرِ ‌مِثلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَينِۗ﴾ يتحقق حتى لو أخذ الذكر حجرة، وأخذت الأنتى المال الكثير، لأن هذا جسم وهذا جسم، والأجسام متماثلة.

 

 

([1]) يعني يستدلون على أنبيائهم بأنهم خير من هؤلاء الأنبياء، بأنَّ لهم مال وجاه وأتباع -وخسئوا-

[[2]] رواه البخاري (7) ومسلم (1773)

(Visited 348 times, 2 visits today)
نقض أدلة الأشعرية على صحة دينهم

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

تمرير للأعلى