النبي سبلان وقد يُطلق عليه أيضًا “سبيلان” هو نبي مزعوم مذكور عند الديانة الدرزية ويُعتبر أحد الأنبياء المهمين عندهم، يَرَون أنه عاش في منطقة الشام، وخاصة في الجليل الأعلى في فلسطين، وله مقام يقدسونه في قرية حُرفيش في الجليل الأعلى، يحجون إليه كل عام في اليوم العاشر من الشهر التاسع (*) ويزورونه بشكل دوري.
التفاصيل حوله غير واضحة بسبب التعتيم الذي ينتاب دين الدروز بشكل عام ،وكثير من أمور دينهم تتناقل شفويا.
لكن العجيب أنَّه لا يوجد معلومات حتى عن الحقبة التي عاشها، قيل أنه زبولون أحد أبناء النبي يعقوب ولكن ليس هذا أمرًا مقطوعًا به عندهم، ولا اليهود يوافقونهم على أن زبولون مدفون في تلك المنطقة (*) فيظهر أن هذا يقولونه تقيَّة أمام المسلمين، والواقع أنَّه عاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حيًّا عام 390 هـ، بل بعضهم يصرِّح بأنَّه من أنبياء وثنهم الحاكم بأمر الله الفاطمي، خرج من مصر إلى الجليل ليبشِّر بدين الدُّروز(*) ويقال إنه هو أبو الخير سلامة بن عبد الله السمري، رابع الأنبياء الخمسة الأكثر أهمية عند الدروز والذي يمثل اللون الأزرق في علمهم (*) فلمَّا أبى أهل الجليل أن يقبلوا بدينه، فرَّ إلى الجبل الذي يمي لاحقا بجبل سبلان (*)
ويقال أنه سكن في مغارة في الجبل الذي سمِّيَ باسمه (جبل سبلان) وله أغنام كان يرعاها ويتعبَّد في مغارته ويقضي بين النَّاس ١٠٠٠ عام.
وقد بنوا له مقامًا على رأس ذلك الجبل بناءً على رؤيا رآها شيخ لهم اسمه سليمان الحريري، حيث طلب منه سبلان -بزعمهم- أن يقيم قبة له على المغارة وذلك قبل قرابة المئة وأربعين سنة. (*)
قصص يحكونها عنه(*)
قصة وادي الحبيس: تتدفق ينابيع عدة إلى وادٍ يُعرف بوادي الحبيس، وهو بداية وادي القرن، جنوب غربي جبل سبلان. سمي الوادي بهذا الاسم نسبة إلى حادثة هروب سبلان من مضطهِديه، حيث ابتهل إلى الله فحدث سيل عارم منعهم من اللحاق به.
قصة البليلة: كان سكان قرية حرفيش يسلقون القمح في عين وادي الحبيس وينشرونه ليجف. تسلل لص وسرق كيسًا من القمح المسلوق، لكنه وجد نفسه يدور في نفس المكان حتى قُبض عليه. منذ ذلك الحين، يترك أهالي حرفيش البليلة في الوادي دون حراسة دون أن يجرؤ أحد على سرقتها.
قصة عنزاته: كان لسبلان قطيع من الماعز يتوجه للمرعى ويعود دون أذى. العنزات كانت تتصرف بتناغم، مما يعتبر معجزة للنبي.
قصة شجرات: تنمو أشجار عديدة على سفوح جبل سبلان. عند نشوب حريق، احترقت جميع الأشجار إلا التي كان يستظل بها النبي، فبقيت خضراء ويتبرك بها الزوار حتى اليوم.
قصة السارق الذي انعقد لسانه: حلف سارق يمينًا كاذبًا في مغارة سبلان، فعندما خرج، انعقد لسانه. لم يُشفَ حتى اعترف بذنبه، وأعاد المسروقات، وتاب وتصدق للمقام.