حل الدولتين

بعد وعد بلفور الشهير بإقامة دولة يهودية في فلسطين، ومجيئهم من كل مكان للتجمع هناك وإقامة دولتهم المنشودة، قاتلتهم الدول العربية المجاورة لفلسطين، ولم يستطيعوا إخراجهم.
وقد تكلمنا عن هذا في تاريخ بني إسرائيل.
صار بعد ذلك الجيش الإسرائيلي يسيطر على مناطق جديدة، وينشئ مستوطنات جديدة، ويتوسع في الأرض. ولا يزال العرب في خصومة معهم، ويطالبونهم بالخروج من فلسطين وإعادة الأرض كاملة للفلسطينيين.
ولمَّا كانت هذه المطالبة لن تكون لها ثمرة إلا بمواجهة العسكرية إضافة للنزاع مع الغرب الداعم لإسرائيل، هناا بدأت بعض الاقتراحات التوافقية تطفوا على الواجهة.
من ذلك: حل الدولة الواحدة، وهي عمل دولة مشتركة إسرائيلية عربية، واقترح القذافي أن يكون اسمها إسراطين، وتقوم هذه الدولة على الديمقراطية والمساواة بين العرب وبني إسرائيل.

أما الحل الثاني فهو حل الدولتين، وأول ظهور هذه الفكرة كانت عندما أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ١٩٤٧، قرارا بتقسيم فلسطين دولتين: يهودية وعربية (مع وجود منطقة دولية تشمل القدس وبيت لحم )
ثم أصدرت به الأمم المتحدة قرارا بإنشاء دولة إسرائيلية، ودولة فلسطينية على هذه الأرض، وهذا الحل أقره مجلس الأمم المتحدة بعد حرب 1967 التي انهزمت فيها الجيوش العربية، وسيطر الجيش الإسرائيلي على مناطق جديدة، فكان الاقتراح هو أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا، ويقيم دولته على الأراضي التي احتلها عام 1948م بمقابل الاعتراف العربي بدولة إسرائيل، ويكون الجزء المتبقي من فلسطين هو دولة فلسطين، وهو الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، وهو ما يمثل 22% من مساحة الأرض الفلسطينية.

وهذا الحل اعتبره كثيرون حلا طريفًا مثيرا للسخرية، فمن جانب جيش إسرائيل، هم ينظرون عإلى أنهم الطرف الأقوى، وقد سيطروا بقوتهم على تلك الماطق، فعلى أي أساس سيخرجون منها! فإن قيل لهم: تخرجون بمقابل أن يعترف بكم العرب، فيقولون: وما قيمة اعترافهم وقد اعترف بنا الغرب، والعرب سيتبعونهم الآن أو لاحقا.
أما من الجانب الفلسطيني، فكذلك يقولون كيف سنستغني عن 78% من أرضنا، نموت بعِزَّة خير لنا من أن نعيش بذِلَّة.
وعلماء الشريعة قالوا لا يجوز للمسلمين الاستغناء عنشيء من الأرض لغيرهم.

لكن أكثر دول العالم كانت تقبل به وتعتبره حلا توافقيا ينهي هذا الصراع. ما عدا الدول العربية.
والذي قلب المعادلة هو اعتراف ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق بحل الدولتين، وأيده بذلك منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تضم كافة الفصائل والأحزاب الفلسطينية عدا حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ثم وقع بعد ذلك اتفاقية أوسلو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وهذه الاتفاقية باختصار هي مشروع لتكوين خطوات أولية لحل الدولتين. (ضع صورة أوسلو)

الدول العربية لم تجد حلا للقضية، حتى انطلقت مبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت العربية عام 2002 التي دعا فيها إلى تبني حل الدولتين، ورحبت الدول العربية بهذه المبادرة، وقد تكون وجهة نظر بعضهم أن الجيش الإسرائيلي لم يذكر حدوده التي سيقف عندها، فأن نستغني له عن 78% من فلسطين خيرا من أن يأخذها ويدخل بعدها لأخذ أراضينا.

وقد صار هذا الحل هو الأكثر رواجا عالميًّا عند السياسيين في كلامهم عن القضية، وحتى حماس أبدت موافقة له على استحياء في 2017.
وفي أيامنا هذه عاد الكلام عن هذا الأمر بقوة كبيرة.
والحال اليوم تتضارب فيه آمال الشعوب بالتحرير الكامل، بين التمسك بالأمل، والرضى بأقل الخسائر، وبين ناظر في مدى جدوى وجود حاكم عميل أو مستبد يحكمهم فقط لأنه عربي، وواقع تحكمه رغبة الحكام في إيجاد حل دون أن يقدموا تضحيات لقضية ليست داخل حدودهم، وقلوب تؤمن بأن المستحيل واقعا قد يكون واقعًا في المستقبل.
فمن أي نوع أنت؟

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 34 times, 2 visits today)
حل الدولتين
تمرير للأعلى