بسم الله
يقول الرافضة إن النبي صلى الله عليه وسلَّم حذَّر من عائشة بناء على حديث في صحيح البخاري:
2937 – حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا، فأشار نحو مسكن عائشة، فقال: (هنا الفتنة – ثلاثا – من حيث يطلع قرن الشيطان). |
وحين نظرت في ردود الناس عليها وجدتهم يقولون إن قول الراوي (نحو مسكن عائشة) أي نحو المشرق، ولم أجد من انتبه للصواب من الرد.
الجواب بإذن الله:
هذا الحديث بهذا اللفظ لم يخرِّجه أحد من أصحاب الكتب المشهورة إلا البخاري -رحمه الله-
وقد رواه في صحيحه في سبعة مواضع أخرى
كل الروايات الثمانية مروية عن ابن عمر -رضي الله عنهما- وليس لعائشة ذكر إلا في واحدة منها
«قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا، فأشار نحو مسكن عائشة | ابن عمر | نافع | جويرية | موسى بن إسماعيل | البخاري | ||
بدون ذكر القيام والإشارة (اللهم بارك لنا في شامنا) وفيه (قالوا: وفي نجدنا؟ قال: وبها يطلع قرن الشيطان) | ابن عمر | نافع | ان عون | حسين بن الحسن | محمد بن المثنى | ||
ابن عمر | نافع | ان عون | أزهر بن سعد | علي بن عبد الله | |||
وهو مستقبل المشرق يقول: ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان | ابن عمر | نافع | ليث | قتيبة بن سعيد | |||
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق | ابن عمر | عبد الله بن دينار | مالك | عبد الله بن مسلمة | |||
الفتنة من هنا وأشار إلى المشرق | ابن عمر | عبد الله بن دينار | سفيان الثوري | قبيصة | |||
يقول وهو على المنبر ألا إن الفتنة ها هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان | ابن عمر | سالم | الزهري | شعيب | أبو اليمان | ||
قام إلى جنب المنبر فقال: الفتنة ها هنا، الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان | ابن عمر | سالم | الزهري | معمر | هشام بن يوسف | عبد الله بن محمد |
وأما خارج البخاري فقد جاءت هذه الروايات وجاءت روايات فيها ذِكرُ عائشة على ما يلي
كان قائما عند باب عائشة، فأشار بيده نحو المشرق | ابن عمر | نافع | عبيد الله بن سعيد | يحيى القطان | مسند أحمد/مسلم | |
عند باب عائشة، أو حفصة، أبو موسى شك، فقال: إن الفتنة من هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان | ابن عمر | نافع | عبيد الله بن سعيد | يحيى القطان | محمد بن المثنى | البزار |
قام مستقبل المشرق عند حجرة عائشة فقال: إن الفتنة من هاهنا يقولها، مرتين ، من حيث يطلع قرن الشيطان | ابن عمر | نافع | موسى بن عقبة | فضيل بن سليمان | إسماعيل بن مسعود | البزار |
والملاحظ هو التالي
روى الحديث عن ابن عمر سالم وابن دينار ونافع، ولم يذكر فيه عائشة إلا نافع.
وعن نافع رواه: جويرية بن أسماء، وابن عون، وليث، وعبيد الله بن سعيد، وموسى بن عقبة.
الأربعة رووه أنه كان واقفًا عند باب عائشة وأشار نحو المشرق، وخالفهم جويرية وقال: (أشار نحو مسكن عائشة)
ولا يشك من عَرَف قواعد علم الحديث أن الراوي -وإن كان ثقة- فإذا خالف من هو أوثق أو أكثر فهذه الرواية شاذَّة.
قال إمامنا الشافعي: «إنما الشاذ من الحديث أن يروي الثقات حديثا، فيشذ عنهم واحد، فيخالفهم». [“آداب الشافعي” لابن أبي حاتم ص 232]
ولهذا قلتُ في “شمس الحديث”: (ثم الشُّــــذُوذُ مِثلُ أن يُخَـالِفَ الـ *** ـمَوثُـوقُ حُفَّـاظَ الحَدِيثِ، ذا يُعَلْ)
وكما خالف أربعة رووه عن نافع، في أنه وقف عند بيت عائشة لا أنه أشار إليه، فقد خالف أكثر منهم في أن الإشارة كانت إلى المشرق أو حيث يخرج قرن الشيطان، فثلاثة: رووه عن ابن عمر غير نافع، وهم: سالم، وعبد الله بن دينار
وعن ابن دينار رواه أربعة: مالك، وسفيان الثوري، وسليمان بن بلال [بر الوالدين للبخاري 62] ويحيى بن أيوب المقابري [ابن حبان 4798]
وعن سالم رواه خمسة: الزُّهري، وعقبة بن أبي الصهباء [المسند 5410]، وحنظلة [المسند 6302]، وفضيل بن غزوان [مسلم 50(2905)] وعمر بن محمد [منتخب عبد بن حميد 737].
فخلص أنه خالف اثنا عشر راويًا في إشارة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يُحتَج بهذه الرواية؟!
فلا يُقال كما هو مشهور على ألسنة الناس: إن النبي حقًّا أشار، لكنه أراد جهة المشرق، بل يقال: لم يثبت أنَّه أشار إلى بيت عائشة أصلًا، بلا أدنى شك.
والحمد لله