بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
لو بحثت في كل كتب الفرق لما وجدت فرقة تسمى بالحدادية، إنما هو نبز حديث أطلقه الشيخ ربيع بن هادي المدخلي على صديقه وزميله الشيخ محمود الحداد، بعد أن زعم أنه يخالف الفرقة التي ينتسب إليها ربيع، وهي “السلفية” ثم تداول المنتسبون إلى “السلفية” والذين يسميهم الناس “مداخلة” هذا النبز وأطلقوه على جماعة من خصومهم.
ثم وصف الشيخ ربيع هذه الفرقة في مقال له عنوانه “مميزات الحدادية للشيخ ربيع بن هادي المدخلي” بأوصاف، أنقلها كما جاءت:
- بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل المدينة ، ثم تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح الطحاوية ، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم ورد أقوالهم .
- قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب .
- تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه ، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري ، بل لابد أن تقول : مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.
- تحريم الترحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة.
- تبديع من يترحم على مثل أبي حنيفة والشوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنووي .
- العداوة الشديدة للسلفيين مهما بذلوا من الجهود في الدعوة إلى السلفية والذب عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيات والضلالات ، وتركيزهم على أهل المدينة ثم على الشيخ الألباني رحمه الله لأنه من كبار علماء المنهج السلفي ، أي أنه من أشدهم في قمع الحزبيين وأهل البدع وأهل التعصب ، ولقد كذب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرات فغضبت عليه أشد الغضب وطردته من مجلسي ، وقد ألفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة ، وبثوا الدعايات ضدهم ، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات ؛ ومن بغي الحداد أنه ألف كتاباً في الطعن في الشيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطه لو طبع لعله يصل إلى ألف صحيفة ، سماه ( الخميس ) أي الجيش العرمرم ، له مقدمة ومؤخرة وقلب وميمنة وميسرة . وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهيمانية ، ولم نره ألف فيهم أي تأليف ، ولو مذكرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس .
- غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة ، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم : عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله .
- تسلطوا على علماء السلفية في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذاب وفلان كذاب، وظهروا بصورة حب الصدق وتحريه ، فلما بين لهم كذب الحداد بالأدلة والبراهين ، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحداد وغلواً فيه.
- امتازوا باللعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهددون السلفيين بالضرب، بل امتدت أيديهم إلى ضرب بعض السلفيين.
- لعن المعين حتى إن بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفره.
- ويأتي الحداد إلى القول الصواب أو الخطأ فيقول هذه زندقة ، مما يشعر أن الرجل تكفيري متستر .
- الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه ؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً وتحزباً.
- كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد ، ثم قال الحداد : وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده ، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.
|
وهذه ليست صفاتنا فنحن
- لا نبغض علماء المنهج السلفي المعاصرين، بل نحبهم.
- ولا نبدع كل من وقع ببدعة.
- ولا نبدع كل من لا يبدع من وقع ببدعة.
- ولا نحرم الترحم على المبتدع المسلم.
- ولا نبدع من يترحم على أبي حنيفة.
- لسنا نعادي السلفيين معاداة شديدة ولا خفيفة. إنما المنتسبين إلى “السلفية” طوائف يبدع بعضها بعضًا، وكل منهم عنده حق وباطل.
- لسنا نعرف الحداد جيدًا فكيف نغلو فيه
- لم نتسلط على علماء المدينة لرميهم بالكذب
- لم نمتز باللعن، بل ننهى عن أن يكون المؤمن لعانا
- الأصل عندنا النهي عن لعن المعين إلا من مات على الكفر، وقد يكون في مقام الشرط على الإبهام (لعن الله من ذبح لغير الله)
- لا نقول عن القول الصواب زندقة، أما الخطأ فمنه الزندقة كالقول بخلق القرآن، ومنه البدعة، ومنه المعصية، ومنه الخلاف السائغ.
- ليس عندنا كبر وعناد يؤديان لرد الحق، بدليل أنا خالفنا كثيرا مما تربينا عليه مما شاع في الوسط السلفي.
- لسنا نهتم بالخلاف بين الحداد وأحمد أصلا.
وبهذا يتبين لك براءتنا جملة وتفصيلا من لقب الحدادية.
أما من يقول إنك إذا رأيت أن فلانا الأشعري، أو فلانا القبوري مبتدعا فأنت حدادي، فلم يقل ذلك الرجل الذي اخترع النبر، فإن هذا القول سفاهة يغني ذكرها عن نقدها.
وأختم مقتبسا كلام الإمام الطبري «فليبلغ الشاهد منكم أيها الناس من بعد منا فنأى ، أو قرب فدنا أن الدين الذي ندين به في الأشياء التي ذكرناها ما بيناه لكم على ما وصفناه ، فمن روى خلاف ذلك أو أضاف إلينا سواه أو نحلنا في ذلك قولا غيره فهو كاذب ، فهو مفتر معتد متخرص ، يبوء بإثم الله وسخطه ، وعليه غضب الله ولعنته في الدارين ، وحق على الله أن يورده المورد الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرباءه ، وأن يحله المحل الذي أخبر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الله يحله أمثاله». [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 209)]
(Visited 830 times, 17 visits today)