صفة العمرة
العمرة: وهي زيارة البيت الحرام بقصد التعبد إلى الله تعالى بأداء الطواف والسعي.
وأعمالها ستة:
1 النية 2 الإحرام 3 التلبية 4 والطواف بالكعبة 5 والسعي بين الصفا والمروة 6 وحلق الشعر أو تقصيره.
وسنشرح كيفيتها بالتفصيل، وانتبه إلى أني حينما أقول لك «يستحب» فإنك إن لم تفعل ذلك لا إثم عليك، ولا يؤثر تركك له على عمرتك. وحينما أقول «يذهب» أو «يفعل» فأقصد: المعتمر، ذكرًا أو أنثى، وإذا قلت «يفعل الرجل كذا» فهذا أمر غير مطلوب من الأنثى.
فإذا ذهبت للعمرة، فأول ما تبدأ به النيِّة، ومحلها القلب، وليس باللسان، فتنوي بقلبك التقرب إلى الله تعالى بأداء الشعائر التي أمر بها عند البيت الحرام.
ثم تذهب متجها إلى مكة، وعلى حدود مكة ستجد نقاطًا تسمى بالمواقيت، هذه النقاط كأنها بوابات لسور يحيط بمكة، لا تدخل منها إلا إذا أحرمت.
فما هو الإحرام؟
الإحرام يعني أن تلبس لباس الإحرام، وهو بالنسبة للمرأة، تلبس الثياب الشرعية المعروفة، لكن دون نقاب، بل تغطي وجهها بقماش غير منقوب، ودون قفازين، وإنما تغطي يديها بأكمامها.
أما بالنسبة للرجل، فلا يلبس اللباس المفصل، كالقميص والبنطال والكنزة، وإنما يلف القماش عليه لفًا، فيلف قطعة على جزئه الأسفل، وقطعة على جزئه الأعلى. كما لا يجوز له لبس الحذاء الذي يغطي القدم، وإنما يلبس النعل المكشوف. ولا يجوز له تغطية رأسه.
يستحب أن يلبس الرجل إحرامه بطريقة الاضطباع في طوافه حول الكعبة ، فإذا انتهى من أشواطه كلها يرتديه، أي يغطي كتفه الأخرى إلى آخر العمرة.
ولا يحوز للرجل ولا للمرأة وضع العطر، ولا استخدام الصابون المعطر، ولا قول الكلام الفاحش، ولا الغزل بين الزوجين.
وعند النقاط التي حول مكة يوجد أماكن للاغتسال وتبديل الثياب، فيستحب له أن يغتسل، ويتنظف بإزالة شعر الإبطين والعانة، وقص الأظافر، وله أن يضع ما يثبت شعره حتى لا يشعث، ويبدل ثيابه هناك، لكن لو كان في طيارة مثلا ولبس ثيابه في بلده قبل الصعود فهذا جائز، لكن لا ينوي الإحرام إلا عندما يصل إلى مكان الإحرام.
ويستحب صلاة ركعتين سنة في نقاط الإحرام. وله أن يدعو بدعاء مثل: «اللهمَّ إني أريد العمرة فيسِّرها لي وتقبَّلْها مني»
ثم تكون التلبية بقول: «لبيك عمرة»
ثم يذهب المعتمر إلى بيت الله الحرام، ويستحب له الإكثار من التلبية في الطريق، فيرفع فيها الرجال أصواتهم. حتى يصلوا الحرم.
فإذا دخل ورأى الكعبة فيجوز له أن يدعو بما يشاء؛ وذهب إلى مكان بداية الطواف، فيبدأ من عند زاوية الكعبة التي فيها الحجر الأسود. ويطوف حول الكعبة سبع مرات، في كل مرة إذا وصل إلى الحجر الأسود وكان قريبا منه، فيقبله، أو يلمسه بيده، أما إذا كان بعيدًا عنه، فيكتفي برفع يده اليمنى باتجاهه كالذي يسلم عليه، ويقول: «الله أكبر»، ويحذر من التزاحم الذي فيه أذى والتصاق أجساد الرجال والنساء عند الحجر الأسود، فهذا أمر حرام.
وإذا وصل عند الزاوية التي قبل الحجر فيستحب أن يمسها بيده، فإن لم يستطع فلا يفعل شيئا، وعندما يصل نحوها يكثر من ترداد الدعاء القرآني ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾
يستحب للرجل في أول ثلاثة أشواط أن يستعجل فيكون سيره بين المشي والجري، وهذا الذي نسميه “الرَّمَل”، إلا في المنطقة التي بين الحجر الأسود والزاوية التي قبله. والأشواط الأربعة الباقية يمشي مشيًا عاديًّا.
وإذا انتهى من الطواف، فيستحب له أن يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم.
ثم يستحب أن يعود ليقبل الحجر الأسود، وإن كان هناك زحام فلا يفعل.
ثم يذهب إلى جبل الصفا ويصعد فوقه، ويستحب له أن يتوجه إلى الكعبة ويكبر الله، ويقول لا إله إلا الله، ويدعو بما يشاء، ثم يسعى إلى المروة، وفي نصف الطريق يوجد منطقة عليها علامات وأضواء خضراء، يستحب للرجل أن يسرع فيها، ثم يمشي حتى يصل إلى المروة، فيفعل كما فعل عند الصفا من ذِكر ودعاء، وهذا يسمى شوطا، ففي السعي يكون الذهاب شوطًا، والإياب شوطًا، فيتم سبعة أشواط عند المروة.
ثم يستحب للرجل أن يحلق شعره، فإن لم يحلقه فعليه أن يقصره، وعلى المرأة أن تقصر من شعرها ولو بقدر أنملة.
وعند ذلك ينتهي الإحرام وتتم العمرة.
ويستحب له أن يشرب من ماء زمزم ويتضلع منه في أي وقت، ومعنى يتضلع: يشرب حتى تمتلئ بطنه فيشعر بالماء بين أضلاعه، وإذا شرب زمزم يدعو الله بما يشاء.
ويكثر من الصلاة في الحرم فإن الصلاة أجرها كمئة ألف صلاة.
ويحذر من الانشغال بالتصوير، ومن الحديث مع الناس، وإنما يشغل وقته بالطاعة من ذكر لله ودعاء وتلاوة قرآن.
وإذا أراد الخروج من مكة فيستحب له أن يطوف بالكعبة سبع مرات دون إحرام.
تنبيهات وفوائد:
- بعض الناس لا يحتمل قوة الشمس هناك، فله أن يلبس النظارة الشمسية.
- إذا وجدت شيئًا قد ضاع من أحد، فلا يحل لك أخذه، إلا إذا كنت ستأخذه لمكتب الأمانات، ولو كان شيئًا يسيرًا.
- اترك الانشغال بالجوال والتصوير، فإنه يشغلك عن العبادة، وهذه فرصة قلما تتكرر.
- حاول أن تصلي في الحرم قدر المستطاع، فإن الصلاة فيه أجرها كمئة ألف صلاة.
- لا يجوز هناك الجدال، ابتعد عنه.
- استغل كل لحظة هناك بالدعاء والتضرع لله تعالى، وتلاوة القرآن.