الجواب مقسم لقسمين:
أولا: اللعبة نفسها حين تكون من باب تقوية الجسد وتنمية الكتلة العضلية؛ حلال
ثانيًا: دخول البطولات حرام، أخذ الهرمونات المضرة حرام، الإسراف في الأكل حرام.
والآن دعونا نفصل
كمال الأجسام، كممارسة رياضية لتقوية البدن وتنمية العضلات، مباحة شرعاً فقد قال رسول الله ﷺ: **”المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير”** (رواه مسلم). فالرياضة مستحبة لأنها سبب في زيادة حب الله للعبد، ولأنها تحافظ على الجسد، وهذا إذا كانت ضمن حدود الله.
لكنّ البطولات الرسمية في كمال الأجسام تتضمن عدا من المخالفات شرعية تُخرجها عن دائرة المباح، وذلك لأمور:
1. **كشف العورة**: تتطلب البطولات غالبًا ارتداء ملابس تكشف الفخذ وما تحت السرة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: “غط فخذك فإن الفخذ عورة”، فلا يجوز كشفه، قد قال النبي ﷺ: **”احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك”** (رواه الترمذي).
2. البطولات المدفوعة: هناك نوع من البطولات التي تكون طريقتها أن يدفع كل لاعب مبلغا، ثم يربح الثلاثة الأوائل، وهذا قِمار، وهو محرم.
3. **الإضرار بالنفس من خلال الهرمونات والمنشطات**: يلجأ الكثير من المشاركين في هذه البطولات إلى استخدام منشطات وهرمونات مثل “الستيرويدات الابتنائية” (Anabolic Steroids)، و”التستوستيرون” (Testosterone)، و”هرمون النمو البشري” (HGH) التي تساعد على نمو العضلات بسرعة. هذه المواد تسبب آثاراً جانبية خطيرة، تشمل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات نفسية كالاكتئاب، وقد نهى النبي ﷺ عن الإضرار بالنفس بقوله: **”لا ضرر ولا ضرار”** (رواه ابن ماجه).
### الأضرار الطبية للهرمونات والمنشطات
1. **تضخم عضلة القلب**: يتسبب استخدام “هرمون النمو البشري” و”الستيرويدات” في تضخم عضلة القلب، مما يؤدي إلى ضعف أدائه، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتات القلبية وارتفاع ضغط الدم المزمن.
2. **اختلال التوازن الهرموني**: يؤثر استخدام “التستوستيرون” وغيره من الهرمونات على التوازن الهرموني الطبيعي للجسم، مما يؤثر على صحة الجهاز التناسلي، ويؤدي إلى تقلص الخصيتين وزيادة احتمالية الإصابة بالعقم.
3. **مشاكل الكبد**: تؤدي بعض الهرمونات والمنشطات إلى تلف خلايا الكبد، وقد تسبب أمراضاً مثل التهاب الكبد وتدهور وظائفه.
4. **تغيرات سلوكية**: بعض الهرمونات، مثل الستيرويدات، تسبب تغيرات نفسية وسلوكية كبيرة، فتزيد من العدوانية وتقلب المزاج، مما يؤثر سلباً على الفرد وعلاقاته الاجتماعية.
### أضرار الكتلة العضلية المبالغ فيها
التكبير غير الطبيعي للعضلات يُحدث آثاراً سلبية منها:
1. **ضغط على الهيكل العظمي**: خاصة المفاصل والعمود الفقري، مما قد يؤدي إلى آلام مزمنة وإصابات متكررة في العضلات والأربطة.
2. **مشاكل في التنفس**: لأن الكتلة العضلية الكبيرة تحتاج إلى مساحة أكبر، مما يضغط على الرئتين ويؤدي إلى صعوبات في التنفس.
3. عدم سهولة الحركة، حيث لا يستطيع ثني مفاصله بشكل كامل بسبب الكتلة العضلية.
### خاتمة
رياضة كمال الأجسام، عندما تكون وسيلة لبناء القوة البدنية والحفاظ على الصحة العامة، هي أمر جائز شرعاً، بل مستحب إن كانت النية لأجل الحفاظ على الصحة أو تقوية البدن لما فيه منفعة للمسلم ودينه. أما الإفراط في بناء الكتلة العضلية والمشاركة في البطولات وجب الحذر منهـ قال الله تعالى: **”وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”** (البقرة: 143)، فالوسطية في بناء القوة البدنية هي الطريق الأفضل.