بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
هذه نقاط مختصرة تبين الضلال عند المدجنة
- يكثر على ألسنتهم أنهم يصفون ضلالات النووي والسيوطي وأمثالهما في صفات الله بالأخطاء المعفو عنها، ويقولون لنا: إذا كان العلماء أخطأوا في وصف النووي فهذا يلزم منه أنهم ضالون مضلون جهلة. وتقريرهم هذا خطير جدا، فقد جعلوا صفات النووي من المعلوم من الدين بالضرورة، أما صفات الله فلا.
. - يزعمون أن النووي لم تنبعث همته للتحقيق بما يتعلق في صفات الله، فقلَّد أئمته فيها، وهذا ليس ضلالا في حقه، بينما العلماء الذين عاشوا بعد النووي وجب أن تكون همتهم انبعثت للحقيق في صفات النووي، وإن كانوا قلَّدوا فيها أو قصروا فيها في الاستقصاء، فهذا يلزم منه ضلالهم ورميهم بالجهل والإضلال.
. - يجعلون صفات النووي (كوصفه بالإمامة) مسألة مجمع عليها، ومن خالفها استحق المحاربة والتضليل، بينما صفات الله التي نقل العلماء الإجماع عليها (كالعلو والكلام والوجه) فإن المخالف فيها يُنَبَّه على خطئه فقط، ولا يذم لمخالفته الإجماع، ولا يوصف بالبدعة أو الكفر.
. - جعلهم صفات النووي من مسائل الإجماع التي يضلل المخالف فيها، وليست من قبيل الإجماع اللغوي فقط؛ هذا يعني أنهم جعلوها من مسائل الدين، إذ أن الإجماع يكون على المسائل الدينية، وهذا ضلال بعيد.
. - يساوون بين الضلالات والتحريفات العقدية، وبين الأخطاء الفقهية، ويدل على ذلك أنهم يشبهون ضلالات أئمتهم الأشعرية، بأخطاء أحمد ابن حنبل وابن تيمية.
. - يساوون بين المخطئ والضال، فيجعلون خطأً في مسألة وقع فيها عالم من العلماء يساوي منهج الأشعري الضال الذي ينفي الصفات لأن إثباتها بالنسبة له تجسيم، وأنها مستحيلة على الله بحسب قواعد علم الكلام.
. - يسوغون ضلالات الأشعرية، ودليل ذلك قولهم: (إمامنا تأوَّل ولم يُنكر) وهذا ضلال منهم، إذ أن التأويل الذي يتأوله أئمتهم الأشعرية هو الإنكار، فهم أنكروا الصفة لاستحالتها (بزعمهم) على الله، فبحثوا عن تحريف للآية يصرفها عن معناها، وسمَّوا ذلك تأويلا، فجاء هؤلاء وفرَّقوا بينه وبين الإنكار، ولا ندري ما هو الإنكار عندهم!
. - يرون أن المبتدع يجب حرق كتبه وعدم أخذ أي شيء منه، وذلك يدل عليه أكثر من أمر،
(الأول) أنهم يرون لازم كلام من يبدع النووي والسيوطي وأمثالهما أنه يأمر بحرق كتبهم
(الثاني) يستشهدون بأن فلانا حوى كتابا للنووي، أو قرأ كتابا للنووي أو شرحه على أن النووي أو السيوطي ليس مبتدعا
(الثالث) يضربون أمثلة، كمثالهم المشهور أن العلماء رووا عن قتادة مع أنه يقول بالقدر، إذن هو ليس مبتدعا ويقيسون النووي والسيوطي عليه.
وقول المدجنة هذا بدعة، فالعلماء لا يزالون يروون عن الخوارج والمرجئة وغيرهم من أهل البدع، وهم يبدعونهم، فالتبديع لا يقتضي الإهمال والحرق بالضرورة.
. - زعمهم بأن المرء لا يكون أشعريًّا إلا إذا وافق الأشعرية من كل وجه. وهذا الكلام الساقط لا تقول به أي طائفة على وجه الأرض، فما من مذهب فقهي أو عقدي إلا وقد خالفه عدد من المنتسبين له، ولم يخرجوا بذلك منه.
وفي المقابل جعلوا من يخالف السنة بكثير من الأصول؛ غير خارج عنها، فصار -بحسب تقريرهم هذا- مذهب الأشعرية أكثر صيانة وانضباطًا من السنّة.
. - جعلهم الرأي بشخص واقع في البدع أو مجموعة أشخاص هو معيار الهدى والضلال، ويُنَسِّبون المسلم إلى فرقة لمجرد رأيه بأحد علماء الأشعرية، وهذا الابتداع يسبقهم إليه تاريخيًّا إلا المداخلة، فهو منهج معاصر مُحدَث.
إضافة لأخلاقهم السيئة إذ يستبيحون شتم خصومهم، ونبزهم بالألقاب، والدخول في حياتهم الخاصة، وفضح أمورهم، والتجسس عليهم، ونشر معلوماتهم الشخصية، وهذه من أفعال العصابات، لا أفعال المتدينين.
(Visited 3٬762 times, 1 visits today)
عشر ضلالات عند المدجنة