المداخلة / الطائفة المدخلية

المداخلة نسبة إلى إمامهم ربيع المدخلي، والبعض يخلط بينها وبين الجامية المنسوبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي.

ويقال لهم حزب الجرح اشتقاقًا من كلمة الجرح ومعناها عند علماء الحديث: الطعن بالشخص. وحزب نتيجة لتكتلهم وانغلاقهم، وكل جماعة من الناس متكتلة لها انتماء فكري تسمّى في اللغة العربية حزبًا،

ويقال لهم غلاة الطاعة نسبة إلى إفراطهم في مسألة طاعة السلطان. كل تلك الأسماء تطلق على فرقة تنسب نفسها إلى السلفية، مع وجود فرق بينها وبين السلفية الحققيقية التي تعني: اتّباع السلف الصالح.

ولهم جناح عسكري في ليبيا اشتهر بسفك دماء المسلمين وقد تكلم عن ذلك مفتي ليبيا [٢]، وقد عملت حوله عددا من الوثائقيات[٣]، وقد استنكر عليهم ذلك بعض أهل العلم [٤].

أصول الفرقة

تُعرف هذه الفرقة بعدّة أصول شذّت في توظيفها عن أهل السنّة والجماعة، فاشتركت فيها مع أهل السنّة بالأصل، وخالفتهم في تطبيقه، كما في أصول المعتزلة عندهم أصل وهو “التوحيد” وهذا يشتركون به مع جميع المسلمين إلا أنهم وظفوه في تعطيل صفات الله جل وعلا، وهكذا تشترك هذه الجماعة مع أهل السنة في المعنى العام للأصل وتشذ عنهم في تفاصيله أو توظيفه، واشتركت مع غير أهل السنة في أصل االغلو، وأصولهم هي:

1- الجرح والتعديل

2- نبذ الحزبية

3- طاعة ولي الأمر

4- الولاء والبراء

5- تبيان الحق

 

الجرح والتعديل

عند أهل السنّة عند المداخلة
عند أهل السنة هو العلم الذي يدرس حال رواة الحديث من حيث القبول والرّد، أي: قبول مروياتهم أو ردّها. المداخلة سخروه في تبديع من ليس مِن فرقتهم، حتى جعل محمد المدخلي من دخل مكة ولم يزر ربيعًا فهو مغموص وفي قلبه مرض [٥]
أهل السنّة يصفون من تلبّس ببدعة ظاهرة بأنّه مبتدع، وعندهم التبديع درجات، كما أنهم يوالون المسلم على قدر ما عنده من إسلام، ويبرؤون منه على قدر ما عنده من البدعة المداخلة أصّلوا أصلا وهو أن من تلبّس ببدعة واحدة يسمى مبتدعًا، وحاربوه.
وبنفس الوقت تجدهم يسمون كثيرا من منكري علو الله أئمة، فليست البدعة عندهم إلا مخالفتهم في الإرجاء الذي وقعوا به، والكلام في الحكام.

قال الشيخ بكر أبو زيد: وظاهرة عجيب نفوذها هي: ” رمز الجراحين ” أو:” مرض التشكيك وعدم الثقة ” حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف , فألقوا جلباب الحياء , وشغلوا به أغرار التبس عليهم الأمر فضلوا , وأضلوا , فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل, وتدثروا بشهوة التجريح , ونسج الأحاديث , والتعلق بخيوط الأوهام , فبهذه الوسائل ركبوا ثبج التصنيف للآخرين؛ للتشهير , والتنفير , والصد عن سواء السبيل. . [تصنيف الناس بين الظن واليقين ص9]

وقال: فيا لله كم لهذه: ((الوظيفة الإبليسية)) من آثار موجعة للجراح نفسه؛ إذ سلك غير سبيل المؤمنين. فهو لقىً، منبوذ، آثم، جان على نفسه وخلقه ودينه، وأمته. من كل أبواب سوء القول قد أخذ بنصيب، فهو يقاسم القاذف، ويقاسم: البهات، والقتات، والنمام، والمغتاب، ويتصدر الكذابين الوضاعين في أعز شيء يملكه المسلم: عقيدته وعرضه. [تصنيف الناس بين الظن واليقين ص23]

 

نبذ الحزبيّة

التحزب هو التجمّع

عند أهل السنّة عند المداخلة
أهل السنّة والجماعة ينبذون التحزّب الذي يكون على شكل جماعات داخل الأمة تلتف على أفكار أو أشخاص ليس هي الإيمان والانتماء لله والرسول والدين الصحيح، فيكون ولاء أفرادها للجماعة فيؤدّي ذلك إلى تفرّق الأمّة.
ولهذا أهل السنة ينبذون الطائفة المدخلية لأنها بتعصبها لقادتها وأفكارهم صارت حزبًا.
المداخلة وظفوا ذلك في نبذ الأحزاب السيايّة فقط، بينما المداخلة هم أنفسهم حزب يعقد الولاء والبراء على أساس منظريهم وتنظيراتهم -كما سيأتي-، وهذا سبب نفور أهل السنّة منهم.

طاعة ولي الأمر

عند أهل السنّة عند المداخلة
طاعة ولي الأمر المسلم بما لا يخالف دين الله أصل مِن أصول السنّة، وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. المدخلية توسعوا في ذلك إلى حد أوقعهم أنفسهم بالبدعة، فحكموا بتبديع من ينتقد أي فعل للسلطان، حتى قال أحدهم أن السلطان لو كان يزني نصف ساعة يوميا في بث على شاشة التلفاز؛ ما جاز لأحد أن ينتقده إلا أن يكون حاضرا عنده.

بل تعدوا ذلك لبدعة أخزى وأشنع، وهي تحريم وتبديع من ينتقد أي ظاهرة مجتمعية مخالفة للشرع، إذا كان السلطان راض عنها، من ذلك وصفهم لمن انتقد موسم الرقص والخلاعة المسمى بموسم الرياض، وعدوا منتقده خارحيًّا.

وهذ الكلام يطبق على الدول التي يسكن فيها منظّريهم، بينما نجد المنظّر محمد سعيد رسلان يحارب ولاة أمر المسلمين في دول ثانية كقطر وتركيا [٨] دون نكير عليه ولا تبديع له من أحد منهم. بل دافعوا عنه وأصلوا أصولًا بدعية في ذلك.

الولاء والبراء

عند أهل السنّة عند المداخلة
هذا أصل إسلامي عظيم وهو موالاة الإسلام وأهله، ومعاداة الكفر وأهله المداخلة يعقدون الولاء والبراء على منظّريهم، فمن مدح منظريهم وصار تابعًا لهم؛ قالوا (هو السلفي).

ومن انتقد منظّريهم صراحة أو تلميحًا، ولو كان من أكثر الناس التزامًا بالسنة؛ رموه بانتسابه إلى فرقة من الفرق التي جرّموها، واشتغلوا باستخراج كل ما أخطأ فيه أو زل لسانه به، أو شيء مما تراجع عنه، إلا إذا أقرّ باتّباع منظريهم. كذلك فمن وجدا له مدحا أو ترحما على أحد مخالفيهم أشعلوا عليه الحرب.

ومن لم يمدحهم ولم يتكلم فيهم قالوا: هذا مشكوك بأمره.

تبيان الحق

عند أهل السنّة عند المداخلة
أهل السنة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويبينون الحق.

وذلك على مراتب:

  • فقد يردون على خطأ ويظهرون النكير على شخص منافق أو من دعاة البدعة.
  • أو يردون على الخطأ مع التعريف بقائله إذا كان داعية إليه، مع حفظ مكانته، وذكر فضله، إن كان من أهل الفضل.
  • أو يردون على الخطأ دون أي إشارة إلى قائله، إذا ظهر أنه وقع منه على سبيل الخطأ في تحرير المسألة، ولم يكن داعية إليه.
  • أما إذا كان الخطأ من باب زلة اللسان أو القلم، أو سوء التعبير، أو وهم الذهن، فإن أهل السنة مع كونه ينبهون على الخطأ فإنهم يأمرن بستر الشخص الذي وقع فيه، وعدم إبدائه للناس.
المداخلة ينقسم عندهم الخطأ إلى قسمين:

  1.  خطأ يقع من جماعتهم، فهذا الواجب فيه ستر صاحبه، والدفاع عنه، وأحيانا تبرير الخطأ، بل قد يصير هذا الخطأ من السنة إذا كان الواقع فيه أحد منظري الجماعة.
  2.  خطأ يقع فيه شخص ليس من جماعتهم، فالواجب فيه حمله على أسوأ المحامل، وتكبيره إن كان صغيرا، وإظهاره للناس، والطعن على صاحبه.

قال عبد المحسن العباد ومن المجروحين مَن يكون نفعه عظيماً، سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويُحذَّر منه لكونه لا يُعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقيَّة الباقية في بعض الدول العربية، مِمَّن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنَّة ونشرها والدعوة إليها، ولا شكَّ أنَّ التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومَن يُمكنهم الاستفادة منهم علماً وخلقاً. . — رفقًا أهل السنة بأهل السنّة ص46

 

من بدعهم

 

الانتصاب لعداوة المسلمين دون الكافرين

قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، بينما المداخلة نجدهم أشداء على المسلمين، وعلى أهل السنة، ولم نجد منهم هذه الشدة على الكفار، بل شقهم لعصى أهل السنة يصب في مصلحة الكفار.

 

التصنيف

وهي إطلاق إسم خاص على مخالفيهم، ونسبتهم إلى شخص معيّن، مع أن غالب خصومهم ليسوا في الواقع أتباعًا لأحد، وإنما هي محاولة لإيهام الناس بأن الخصم ليس من أهل السنة، كما قال الإمام أحمد:  « وَقَدْ رَأَيْتُ لأَهْلِ الأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ وَالْخِلافِ أَسْمَاءً شُنْعَةً قَبِيحَةً يُسَمُّونَ بِهَا أَهْلَ السُّنَّةِ يُرِيدُونَ بِذَلِكَ عَيْبَهُمْ وَالطَّعْنَ عَلَيْهِمْ، وَالْوَقِيعَةَ فِيهِمْ، وَالإِزْرَاءَ بِهِمْ عِنْدَ السُّفَهَاءِ وَالْجُهَّالِ » [الجامع لعلوم الإمام أحمد ج4 ص205]

ومن أمثلة ذلك

  • (الحجورية) نسبة إلى يحيى الحجوري.
  • (القطبية) نسبة لسيد قطب.
  • (الحدادية) نسبة إلى محمود حداد.
  • (الحلبية) نسبة إلى علي الحلبي.
  • (السرورية) نسبة إلى محمد سرور.

وغيرها الكثير من الألقاب، يطلقونها على أشخاص ليسوا منتمين إلى ذلك الشخص، وإنما قد يمسكون على المنبوز عبارة يترحم فيها على شخص من خالفيهم، أو ينقل له قولًا، أو ينصفه في موقف، وقد يكون في الجملة يتبرأ منه، ولا يعده عالمًا، بل وصل الأمر بأحد الأشخاص وهو هشام البيلي الذي وصفوه بأنه حدّادي، إلى البراءة العلنية من محمود حداد، والغلو في مدح ربيع المدخلي وشرح رسائله، وكل هذا لم يشفع له لأنه ينتقد محمد سعيد رسلان، فلا يزالون يسمونه بالحدادي.

 

امتحان الناس بالأشخاص

وهذه بدعة من بدع الخوارج الأزارقة، ثم فعلها الشيعة، ثم المعتزلة، ثم اليوم المداخلة.

قال الشيخ عبد المحسن العباد [رسالة الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها]

بدعة امتحان الناس بالأشخاص

ومن البدع المنكرة ما حدث في هذا الزمان من امتحان بعض من أهل السنَّة بعضاً بأشخاص، سواء كان الباعث على الامتحان الجفاء في شخص يُمتحن به، أو كان الباعث عليه الإطراء لشخص آخر، وإذا كانت نتيجة الامتحان الموافقة لِمَا أراده الممتحِن ظفر بالترحيب والمدح والثناء، وإلاَّ كان حظّه التجريح والتبديع والهجر والتحذير، وهذه نقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية في أوَّلها التبديع في الامتحان بأشخاص للجفاء فيهم، وفي آخرها التبديع في الامتحان بأشخاص آخرين لإطرائهم، قال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى (3/413 ـ 414) في كلام له عن يزيد بن معاوية: ((والصواب هو ما عليه الأئمَّة، من أنَّه لا يُخَصُّ بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم، لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ * قال: (أوَّل جيش يغزو القسطنطينيَّة مغفورٌ له)، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به؛ فإنَّ هذا من البدع المخالفة لأهل السنَّة والجماعة )).

وقال (3/415): (( وكذلك التفريق بين الأمَّة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله )).

وقال (20/164): (( وليس لأحد أن ينصب للأمَّة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويُوالي ويُعادي عليها غير النَّبيِّ *، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويُعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمَّة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويُعادون )).

وقال (28/15 ـ 16): (( فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعيًّا لم يجز أن يُعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.

وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البرِّ والتقوى، كما قال الله تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ والعدوان } )).

ولو ساغ امتحان الناس بشخص في هذا الزمان لمعرفة مَن يكون من أهل السنَّة أو غيرهم بهذا الامتحان، لكان الأحقَّ والأولى بذلك شيخ الإسلام ومفتي الدنيا وإمام أهل السنَّة في زمانه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المتوفى في 27 من شهر المحرم عام 1420هـ، رحمه الله وغفر له وأجزل له المثوبة، الذي عرفه الخاصُّ والعام بسعة علمه وكثرة نفعه وصدقه ورِفقه وشفقته وحرصه على هداية الناس وتسديدهم، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً؛ فقد كان ذا منهج فذٍّ في الدعوة إلى الله وتعليم الناس الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يتَّسم بالرِّفق واللِّين في نصحه وردوده الكثيرة على غيره، منهج سديد يقوِّم أهلَ السنَّة ولا يُقاومهم، وينهض بهم ولا يُناهضهم، ويَسْمو بهم ولا يسِمُهم، منهج يجمع ولا يُفرِّق، ويلمُّ ولا يمزِّق، ويُسدِّد ولا يبدد، ويُيسِّر ولا يُعسِّر، وما أحوج المشتغلين بالعلم وطلبته إلى سلوك هذا المسلك القويم والمنهج العظيم؛ لِمَا فيه من جلب الخير للمسلمين ودفع الضَّرر عنهم.

وقال أيضا

لا يجوز أن يَمتحِنَ أيُّ طالب علم غيرَه بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الرَّاد، فإن وافق سلم، وإن لم يُوافق بُدِّع وهُجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنَّة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضاً أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنَّه مُميِّع لمنهج السلف [رسالة رفقاً أهل السنة بأهل السنة]

 

ومن أشهر ما يمتحنون الناس به سؤالهم عن سيد قطب.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين عن بدعتهم هذه تحديدًا:

علماً بأن هذا الكتاب(أي ظلال القرآن) ليس كتاب تفسير وقد ذكر ذلك صاحبه، فقال: “ظلال القرآن”.

ويجب على طلاب العلم ألا يجعلوا هذا الرجل أو غيره سبباً للخلاف والشقاق بينهم، وأن يكون الولاء والبراء له أو عليه.

[مجلة الدعوة – عدد1591- 9 محرم 1418، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/142]

 

إباحة سب وشتم من بدّعوه

وهذا اشتهر به التيار الرسلاني، أما الباقي فعرفنا عنهم سوء الكلام لكن دون الفحش من القول، إلا أن أتباع رسلان فقد تعلموا فحش اللسان متابعةً لشيخهم محمد سعيد رسلان، فلا نراهم يعاملون مخالفيهم إلا بالشتم بالالفاظ غير اللائقة، خلافًا لمنهج وأخلاق المسلمين.

ومما يزيد الطين بلّة أنهم يبررون ذلك بجمع بعض زلات العلماء ليقولون ان الشتم من سيما المسلمين!

 

تتبع زلات العلماء

قال عبد المحسن العباد: من أهل السنَّة في هذا العصر من يكون دَيْدَنُه وشغلُه الشاغل تتبُّع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة، ثم التحذير مِمَّن حصل منه شيءٌ من هذه الأخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يُجرَّح بها الشخص ويُحذَّر منه بسببها تعاونه مثلاً مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يُلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف، ويُعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتِّهام المرء رأيه أولى من اتِّهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأياً أفتى به كبار العلماء، وكان بعضُ أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بعدما جرى في صلح الحُديبية يقول: يا أيُّها الناس! اتِّهموا الرأي في الدِّين. . [رفقا أهل السنة بأهل السنّة ص45]

 

حربهم على السنّة

اشتغل هؤلاء بتبديع أهل السنّة والتحذير منهم وبتر كلامهم وتتبّع زلاتهم، فكانوا حربًا على أهل السنة وكل من نشرها. قال الشيخ بكر أبو زيد  « ومن هذا المنطلق الواهي، غمسوا ألسنتهم في ركام من الأوهام والآثام، ثم بسطوها بإصدار الأحكام عليهم، والتشكيك فيهم، وخدشهم، وإلصاق التهم بهم، وطمس محاسنهم، والتشهير بهم، وتوزيعهم أشتاتا وعزين في عقائدهم، وسلوكهم، ودواخل أعمالهم، وخلجات قلوبهم، وتفسير مقاصدهم، ونياتهم… كل ذلك وأضعاف ذلك مما هنالك من الويلات، يجري على طرفي، التصنيف الديني، واللاديني. » [تصنيف الناس بين الظن واليقين ص9]

وقال:  « وإن نقبوا في البلاد , وفتشوا عنه العباد , ولم يجدوا عليه أي عثرة , أو زلة , تصيدوا له العثرات , وأوجدوا له الزلات , مبينة على شبه واهية , وألفاظ محتملة.

أما إن أفلست جهودهم من كل هذا رموه بالأخرى فقالوا: متستر. محايد. إلى غير ذلك من ضروب تطاول سعاة الفتنة والتفرق , وتمزيق الشمل والتقطع. وقد جرت هذه الظاهرة إلى الهلكة في ظاهرة أخرى من كثرة التساؤلات المتجنية-مع بسمة خبيثة- عن فلان, وعلان, والإيغال بالدخول في نيته وقصده، فإذا رأوا ((شيخا)) ثنى ركبتيه للدرس ولم يجدوا عليه أي ملحظ دخلوا في نيته. » [تصنيف الناس بين الظن واليقين ص10]

وقال:  « وهكذا في سيل متدفق سيال على ألسنة كالسياط , دأبها التربص , فالتوثب على الأعراض , والتمضمض بالاعتراض , مما يوسع جراح الأمة , ويلغي الثقة في علماء الملة , ويغتال الفضل بين أفرادها , ويقطع أرحامها تأسيسا على خيوط من الأوهام , ومنازلات بلا برهان , تجر إلى فتن تدق الأبواب , وتضرب الثقة في قوام الأمة من خيار العباد. فبئس المنتجع , وبئست الهواية , ويا ويحهم يوم تبلى السرائر يوم القيامة. » [تصنيف الناس بين الظن واليقين ص17]

 

أساليبهم في ترويج مذهبهم

التسمّي بالسلفيّة

بعد أن قام علماء السلفية الحقّة بنشر الفكر الصحيح والدين القويم بين الناس، فتعلّقت قلوب الناس بالكتاب والسنّة، وبمن فهمها فهما صحيحًا من السلف الصالح؛ أخذت هذه الفرقة اسم السلفيّة وجعلت تُكثر من تكراره، ووضعه لقبًا لأنفسهم في أغلفة الكتب وصفحات الانترنت، لإيهام الناس أن هؤلاء هُم السلفية.

 

تلميع رموزهم

قال الشيخ بكر أبو زيد: وإذا كانت هذه شناعات في مقام التجريح، فيقابلها على ألسنة شقية مقام الإطراء الكاذب، برفع أناس فوق منزلتهم ، وتعديل المجروحين , والصد عن فعلاتهم، وإن فعل الواحد منهم فعل.

وإذا كانت: ظاهرة التجريح وقيعة بغير حق، فإن منح الامتياز بغير حق , يفسد الأخلاق، ويجلب الغرور والاستعلاء، ويغر الجاهلين بمن يضرهم في دينهم ودنياهم. ولهذا ترى العقلاء يأنفون من هذه الامتيازات السخيفة وتأبى نفوسهم من هذه اللوثة الأعجمية الوافدة . — تصنيف الناس بين الظن واليقين ص16

 

الإلصاق

وهذا اسلوب للترويج لمنظريهم، فتجدهم يُقحمون اسماء منظريهم بين أسماء علماء أهل السنّة لإيهام القارئ بأنّهم منهم، فمثلا يقول: “قال العلماء كابن باز ربيع المدخلي وابن عثيمين كذا”، أو إذا ذُكرت المَداخلة يقول: “لا يوجد مداخلة ولا عثيمينية، كلهم أهل سنة”، وهذا اسلوب يستخدمونه للإيهام بأن حال منظرهم كحال العلماء.

بيما يُلصقون اسماء من لا يوفقهم بأسماء سبق التشنيع عليها، فيقولون “فلان القطبي” ينسبونه إلي سيد قطب، أو “فلان الإخواني” نسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين، أو “فلان الحدّادي” نسبة إلى محمودحداد المصري، أو “فلان الحلبي” نسبة إلى علي الحلبي الأردني، -والقائمة أطول- هذا بعد أن شنّعوا كثيرًا على المذكورين وألفوا فيهم المؤلفات أكثر ما ألفوا فيما يتعلق بالكتاب والسنّة، فإذا أرادوا تجريم شخص من غلاة الطاعة مثلهم؛ ألصقوه بمحمود حداد أو علي الحلبي، وإذا لم يكن من الغلاة ألصقوه بالإخوان أو سيد قطب أو الخوارج، حتى لو كان يخالف صراحة من ألصقوه بهم.

 

التزكيات

حين لم يجد هلاء مبررًا لحربهم على أهل السنّة جعلوا ينشرون تزكيات لكبيرهم ربيع المدخلي من قبل بعض أهل العلم ليتقووا بها وينشروا على أكتافها مذهبهم، وهذه التزكيات كلها كانت قبل أن يسلك ربيع مسلك القدح والتجريح، كما أوضح ذلك علي الحلبي. لكن بعد بوحه بهذا الكلام بحثوا عن أي كلام لمحاولة تلميعه، فأخذوا كلامًا لعبد المحسن العباد [*] حين مَدَحَهُ وعاب عليه منهجه في التجريح والتفريق بنفس المقطع الصوتي، فأخذوا المدح وتركوا العيب، كما أخذوا مقطعا سُئل فيه صالح الفوزان عن كونه قال في ربيع أنه مرجئ، فنفى أنه قال ذلك [*] فاعتبروها تزكية، وصاروا يستشهدون بها على منهجهم في محاربة أهل السنّة، مع انه قال بتركه في مقطع آخر حين سُئِل عن تجريحه ومخاصمته لأحد من يخاصمهم [*]،وتبرّأ صراحةً من منهجهم [*].

 

المنظرون

أهم وأشهر منظريها والذين يُعتبرون بمثابة القادة، هُم:

  • ربيع المدخلي وهو الرأس عندهم
  • محمد المدخلي
  • عبيد الجابري
  • محمد سعيد رسلان

منظّرون أخر

  • عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
  • يحي النجمي
  • أحمد بازمول

 

تحذير العلماء منهم ومن منهجهم

من حذر منهم بالاسم

 

من حذر من منهجهم

 

الانشقاقات في صفوفهم

لا شك عند من عرف السنّة والتاريخ أن الذي يبني أصولًا تخالف أهل السنّة لابد لفرقته من التشظي والانشطار. ومن أبرز الانشقاقات التي حصلت في صفوفهم: انقلاب د حميد القعرة على ربيع المدخلي بعد أن كان من تلاميذه[*]، وأبرز منه وأصعب انشقاق محمود لطفي عامر بعد ان كان من الملازمين لربيع المدخلي صار يصفهم بأنهم حزب، ويرد عليهم[*]، وكذلك الحال في فوزي البحريني الذي أكثر من الردود الصوتية والمكتوبة على شيخه ربيع، حتى أنه وصفه بأنه خارجي[*].

كتب صنّفت فيهم

  • تصنيف الناس بين الظن واليقين، لبكر أبو زيد
  • رفقا أهل السنة بأهل السنة، لعبد المحسن العباد
  • السيوف المسلولة المكللة، لفوزي البحريني ( [| قراءة] )
  • كتاب جمع فيه 60 خطأ في العقيدة لمحمد سعيد رسلان وهذا رابطه https://goo.gl/h88DKS
  • الكشف الجلي عن ظلمات ربيع المدخلي https://goo.gl/pY9b27
  • التنكيل بما في خطاب ربيع المدخلي من الأباطيل، لأبي الحسن السليماني ( [تحميل وقراءة] )
  • [كتب أخرى]

 

طعن رموزهم بحكام المسلمين

مع كونهم يجعلون أي انتقاد لما يفعله الحكام بدعة ثبت عن ربيع المدخلي بالصوت الطعن في عموم حكام البلاد الإسلامية عدا حاكم السعودية[*]

 

طعن ربيع المدخلي بمحمد المدخلي

بين ربيع المدخلي أن محمد بن هادي المدخلي يطعن بالعلماء بغير دليل [*].

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 28٬463 times, 1 visits today)
المداخلة / الطائفة المدخلية
تمرير للأعلى