السلفية المدجنة (المداخلة الجدد)

بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

سبق الكلام على المداخلة وما جاؤوا به من أصول فاسدة  في دين الله.

وقد نبتت طائفة حديثة تلبست بأصول المدخلية على ما هو أفسد. وهم السلفية المدجنة، وكلمة (مدجن) تطلق على ما حُجِبَ عنه نور الشمس، وعلى المخلوق الذي روضوه ليكون ذليلا لهم.

وواقع بدايتهم كانت مع جماعة من السلفية الذين دخلوا في اتحادات ومجالس يرأسها الأشعرية مثل (اتحاد علماء المسلمين)، فكان دخولهم فيها تدجينًا لهم، فسلكوا مسلك التمييع مع الأشعرية، ثم غالوا في هذا التمييع، وغالى أتباعهم فيه أكثر حتى صاروا سيفا بيد الأشعرية مسلطا على رقاب أهل السنة.

وأصلهم الذي يمتازون به: محاربتهم أهل السنة دفاعا عن الأشعرية.

وقد تتلخص أصولهم وفق ما يلي

1- الجرح والتعديل
2- الامتحان
3- الولاء والبراء
4- المركزيات
5- العذر

الجرح والتعديل

عند أهل السنة عند المداخلة عند المداخلة الجدد (المدجنة)
أهل السنّة يصفون من تلبّس ببدعة ظاهرة ودعا إليها أو دافع عنها بأنّه مبتدع، وعندهم التبديع درجات، كما أنهم يوالون المسلم على قدر ما عنده من إسلام، ويبرأون منه على قدر ما عنده من البدعة. يبدعون من خالفهم في الإرجاء الذي وقعوا به، ومن خالفهم في تعظيم حكامهم وشيوخهم.

ويعتبرون أن من تلبس ببدعة واحدة صار مبتدعًا، لكن هذا لا يُطبقونه إلا على من خالفهم في إرجائهم وتعظيمهم الحكام والشيوخ.

يبدعون من خالفهم في الأصول الخمسة المذكورة، فهم يركزون على تبديع أهل السنة الذين يبدعون علماء الأشعرية.

مع أنهم يشترطون لتبديع الشخص أن يكون بعد المناظرة. لكنهم لا يطبقون هذا الشرط إلا على أئمتهم الأشعرية.

الامتحان

عند أهل السنة عند المداخلة عند المداخلة الجدد (المدجنة)
يمتحنون عند الحاجة فقط، فإذا امتحنوا فيمتحنون بأصول أهل السنة، أو بالسؤال عن قوله بأئمة السلف الذين لا خلاف عند أهل السنة في إمامتهم. كالشافعي، وأحمد. يمتحنون الناس بشيوخهم، ربيع أو محمد المدخليان، وبرسلان، وأشباههم ممن وُصِفوا بالإرجاء، واختلف أهل السنة فيهم وعُرِفَت عنهم الأخطاء، والتخبط. يمتحنون الناس بشيوخ الأشعرية، كالسيوطي، والعز بن عبد السلام، والنووي. فكانوا في هذه الخصلة شرا من المدخلية، إذ المدخلية يريدون من الناس تمجيد شيوخهم، وهؤلاء يطلبون من الناس تمجيد شيوخ طائفة أخرى، هم يعترفون بوقوعهم بالبدع.

الولاء والبراء

عند أهل السنة عند المداخلة عند المداخلة الجدد (المدجنة)
ويوالى كلٌّ بقدر ما عنده من الحق. يوالون من عظَّم مشايخهم وحكامهم، وأما من خالف ذلك من المسلمين فإنهم يعادونه يعاملونه معاملة الكافر. إذا تبين لهم أن المسلم لا يعظم علماء الأشعرية، ولا يقر لهم بالإمامة، فإنهم يعادونه ويعاملونه معاملة الكافر.
ومعنى (يعاملونه معاملة الكافر)؛ لا يرون له حرمة، ولا لعِرضه صيانة
يقولون: من وقر صاحب بدعة؛ فقد أعان على هدم الإسلام.

ويقولون بهجر المبتدعة والتحذير منهم.

بوقرون أئمة الأشعرية، ويطبقون كلام السلف -في عدم توقير المبتدع وهجره- على من خالف مشايخهم. بوقرون أئمة الأشعرية، ويطبقون كلام السلف -في عدم توقير المبتدع وهجره- على من لم يوقر أئمة الأشعرية.

المركزيات

عند أهل السنة عند المداخلة عند المداخلة الجدد (المدجنة)
أولى الأولويات: صحة الاعتقاد، ثم حسن العمل وموافقته للسنة، ثم حسن السلوك. أولى الأولويات: طاعة حكامهم، ثم تعظيم شيوخهم.

ثم بعد ذلك العقيدة موافقة لتقريرات الألباني والفوزان وابن عثيمين وابن تيمية. وهم من الناحية العملية مَن يعتبرونهم السلف

أولى الأولويات:
– تجمع الأمة: ويريدون به التوحد مع الأشعرية والماتريدية حصرا، وبعضهم يتوسع فيشمل الإباضية، وبعضهم شَمَل الرافضة غير المحاربين.
– التحذير من المبتدعة (والمبتدعة عندهم: هم الذين يتمسكون بكتب السلف)
– الرد على الملاحدة وأتباع قوم لوط (وواقعهم أنهم لا ينشغلون كثيرا بهذا، ولكنه الحجة التي يحاربون بها من يرد على الأشعرية)
– يقدمون العبادة على صحة الاعتقاد، ومثالهم المتكرر المشهور أن (قُم الليل بدلا من الرد على من أنكر حديث النزول).

العذر

عند أهل السنة عند المداخلة عند المداخلة الجدد (المدجنة)
يُعذَر (في التبديع أو التكفير) من ثبت له عذر صحيح. متخبطون جدا في التبديع والتكفير، إلى درجة لا يمكن معها ضبط قول لهم.

فقد يعذرون الواقع بالكفر الصريح لكونه حاكما، أو لأن عنده كتبا كثيرة، ومع ذلك قد يكفرون سُنِّا بغير مكفر.

ويعذرون (في التبديع) بعض القائلين بالخروج على الحكام كأبي حنيفة وابن حزم والجصاص، بينما قد يبدعون أهل السنة إذا أنكروا منكرا يرضى عنه حاكمهم.

  • الأصل عندهم في التبديع والتكفير العذر (باستثناء من يخالفهم في رأيهم بالأشعرية، فإنهم يبدعونهم دون ضوابط).
  • يشترطون إقامة الحجة قبل التبديع والتكفير، وهذا شرط صحيح، إلا أن الحجة لا تقوم عندهم إلا بالمناظرة، فإنهم يعذرون المفسرين والمحدثين من أهل البدع بحجة عدم قيام الحجة عليهم، وبهذا ينفون حجية الكتاب والسنة. وحتى شرط المناظرة لا يطبقونه، فلم تقم الحجة (عند بعضهم) على الخليلي الإباضي الذي حاوره ابن باز وكفره.
  • يشترطون للمبتدع أن يعرف الحق ويعانده ليكون مبتدعا. (وهذه هي صفة الكافر لا صفة المبتدع)
  • حقيقة حالهم يقتضي أن أحكام التكفير والتبديع لا تنزل على الأشخاص (باستثناء من يخالفهم في رأيهم بالأشعرية) وبعضهم يستثني الذين تكلم فيهم ابن تيمية ويجيز تقليد ابن تيمية في تبديعه أو تكفيره.

خاتمة

حقيقة هذه الفرقة أنها أخذت أصول المدخلية، وزادتها شرا، وأشغلت المسلمين بالسفاسف، والحكم على الأشخاص، ومناقشة قضايا لا ثمرة لها.

هذا وإن بعض منظريهم قد غلا إلى درجة سفسطة المسائل الخلافية، والتسوية بينها وبين الخلافيات في الفروع، وقال بتكافؤ الأدلة، وحرف كلام أهل السنة ليوافق الأشعرية، بل وكذب على بعض السنة ليقول إنهم وافقوا الأشعرية.

وترى أحدهم لا تظهر غيرته لانتهاك حدود الله تعالى، ولكنها تظهر إذا انتُهكت إمامةُ أحد علماء الأشعرية.

وتراهم يخذِّلون عن كتب السلف، وينتقصون منها، ويصفون ما فيها بالغلو، ويرمون السلف بالحسد والحقد لينفوا الاقتداء بهم في التبديع.

وإذا وجدوا عالما متأخرًا أو معاصرا خالف السلف؛ يقدمون قوله على قول السلف. فحقيقة مذهبهم شر مما قاله بعض الأشعرية الذين نُقل عنهم (مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم) فأما المدخلية الجدد هؤلاء فحقيقة مذهبهم الذي لا يجرؤون على التصريح به: (مذهب السلف أظلم، ومذهب الخلف أسلم وأحكم وأعلم)

والله المستعان على ما يقولون

والحمد لله رب العالمين

 

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 14٬311 times, 2 visits today)
السلفية المدجنة (المداخلة الجدد)
تمرير للأعلى