تفنيد شبهة الطعن في معاوية
تحليل منهجي للرد على الادعاء بأن شيخ البخاري كفّر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
أصل الشبهة: اتهام خطير
ينشر البعض مقولة منسوبة لـ علي بن الجعد، أحد شيوخ الإمام البخاري، مفادها أن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مات على غير الإسلام. فما حقيقة هذا الادعاء، وكيف تعامل معه علماء السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد بن حنبل؟
(النص المنسوب لعلي بن الجعد)
من أين جاءت الشبهة؟
(كمال الحيدري وعدنان إبراهيم)
علي بن الجعد
"مسائل الإمام أحمد"
يتم الترويج لهذه المقولة عبر بتر النصوص وإخفاء السياق الكامل لموقف علماء الحديث من علي بن الجعد نفسه، ومن مقولته تحديدًا.
خداع البتر: ما الذي تم إخفاؤه؟
النص المبتور الذي يُعرض
"سمعت علي بن الجعد يقول: مات والله معاوية على غير الإسلام..."
يتوقف الناقلون للشبهة عند هذا الحد، موهمين السامع أن هذا قول مُعتبر ومقبول، وأن الإمام أحمد الذي نُقلت في كتابه سكت عنه إقرارا.
الحقيقة الكاملة في كتب السنة
تذكر المصادر نفسها، مثل "سير أعلام النبلاء"، أقوال العلماء التي تضعّف علي بن الجعد بسبب طعنه في الصحابة.
- قال أبو جعفر النفيلي: "لا ينبغي أن يكتب عنه وضعّف أمره جدًا".
- قال عبد الله بن أحمد: "نهاني أبي أن أذهب إليه، وكان يبلغه أنه يتناول الصحابة".
موقف الإمام أحمد من علي بن الجعد
لم يقر الإمام أحمد قول ابن الجعد، بل كان موقفه حازمًا وواضحًا في رفضه وإنكاره عليه.
رسم بياني يوضح موقف الإمام أحمد الرافض بشكل قاطع لآراء ابن الجعد في الصحابة.
منهج المحدثين في الرواية
يجيز جمهور المحدثين الرواية عن المبتدع بشرطين أساسيين، وهذا ما يفسر وجود روايات لابن الجعد في كتب الحديث رغم خلل عقيدته.
أن يكون صادقًا في النقل
لا يُعرف عنه الكذب في رواية الحديث.
ألا تؤيد روايته بدعته
لا يُروى عنه الحديث الذي يستدل به على معتقده الفاسد.
علي بن الجعد كان حافظًا للحديث ولكنه كان صاحب بدعة، فتم الأخذ منه بضوابط.
شرح وتوضيح من الشيخ محمد بن شمس الدين
شرح تفصيلي من الشيخ محمد بن شمس الدين لتفنيد الشبهة من أساسها.
القول الفصل للإمام أحمد في معاوية رضي الله عنه
خلافًا لما يروجه أصحاب الشبهة، كانت مكانة معاوية عند الإمام أحمد عظيمة، وهذه بعض أقواله الصريحة التي تبين عقيدته.
"نعم، معاوية خال المؤمنين، وابن عمر خال المؤمنين."
(إثبات فضيلته)"هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم."
(فيمن يطعن في خلافته)"معاوية أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله أحدًا."
(مقارنًا بعمر بن عبد العزيز)