طاهرة المنتقبات على تيكتوك المائلات المميلات

ظاهرة المنتقبات المائلات المميلات

نحن أمام ظاهرة غريبة باتت تنتشر بين المنتقبات، تجلي لنا بوضوح قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ} النقاب ليس مجرد قطعة قماش تخفي الملامح، بل هو أسمى من ذلك بكثير. هو شارة الطهر، ودليل العزة، وعهدٌ مع الله على السير في دروب العفة والحياء. لكن في زمن غلبت فيه التفاهة على القيم، ظهرت ظاهرة غريبة على وسائل التواصل، وتحديدًا تيكتوك، حيث نجد بعض الفتيات المنتقبات يمارسن أفعالًا تتناقض تمامًا مع معاني النقاب. ليتحول رمز الحياء إلى وسيلة لجذب الأنظار والفتنة؟

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ}

الأحزاب: 59

ما يُعرض على تلك المنصات ما هو إلا نسخة حديثة من التبرج الذي نهانا الله عنه، وإن كان مستترًا خلف قطعة قماش، فالمضمون هو ذاته.

حديث شريف

النبي ﷺ قال: “صنفان من أهل النار… نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات…

(رواه مسلم)

والمقصود بالمائلات المميلات أنهن يفتن الرجال بحركاتهن وزينتهن. وسؤالي لك أيتها الأخت أو البنت: مَن الذي يتابع حسابك الذي تنشرين فيه صورك؟ ولماذا يتابعه؟ هل يستفيد منك علمًا، أو نفعًا في دينه، أو نفعًا في دنياه؟ إنما يتابعك لأنك مائلة مميلة.

غيرة المؤمنة: وقفة مع فاطمة بنت النبي ﷺ

لنتأمل مشهدًا من حياة فاطمة بنت رسول الله ﷺ، نموذج المرأة المؤمنة التي جسدت الحياء في أبهى صوره. لما حضرتها الوفاة، قالت لأسماء بنت عميس: “يا أسماء إني قد ‌استقبحت ‌ما ‌يصنع ‌بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها. فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئًا رأيته بالحبشة” فصنعت لها نعشًا يُخفيها بالكامل، لتبقى مستورة حتى في جنازتها. فاطمة رضي الله عنها تستحي أن يوضع عليها القماش بعد موتها فيلتصق بجسدها فيراها الناس، فما بالنا بما نراه من هذه الأخوات؟

النقاب هو زي الوقار، زي العفة، مضماره مضمار الطاعة، والسير بشرف وعزة نفس، أما أن يتحول إلى وسيلة للظهور في منصات التواصل، وتُقدم فيه الحركات والتصرفات التي تستجلب الفتنة، فهذا إساءة كبيرة لمعناه.

النقاب جاء ليُحافظ على الوقار، لا ليُعرض على منصات تسعى وراء الشهرة والإعجابات.

نصيحة للمنتقبات

أختي العزيزة، تذكري أنك بلبس النقاب اخترتِ طريق العفة، فما لك تسابقين به في طريق الضياع؟، لا تُميلي به عن معناه، ولا تجعليه وسيلة تفقدك قيمتك، وتفقده قيمته. لا تُضيعي هذا الخير الذي أنت فيه من أجل كلمات إعجاب زائفة أو تفاعل عابر على منصة رقمية. ازرعي في قلبك غيرة المؤمنات، فهي دليل على العزة والكرامة.

حديث شريف

قال النبي ﷺ: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك.

(رواه الترمذي)

رسالة إلى الشباب

وعندي رسالة إلى الشباب المتفاعلين مع هذا المحتوى، اعلموا أنكم تُساهمون في تزييف معنى الحياء. واجبكم أن تكونوا حماة لأعراض المسلمين، لا مشاركين في إفسادها. قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ} (النور: 30). وليس معنى أنك تحب دينك وتحب أن تكون لك زوجة منتقبة أن تتابع هاتيك النساء، وتذكر قول يوسف عليه السلام: {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين}.

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}

الطلاق: 2-3

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 71 times, 26 visits today)
طاهرة المنتقبات على تيكتوك المائلات المميلات
تمرير للأعلى