اذا ما هَمَّكَ الإسلامُ يومًا وللإسلامِ نفسَكَ قدْ بذلتَ
فجِدَّ السَّيرَ إن الأمر جِدٌّ وتَبذِلُ ما بِوِسعِكَ إذْ بَذَلتَ
وخُذْ دربَ النُّبُوَّةِ لا سِواهُ وأعرِضْ عَنْ سِواه إذا التَفَتَّ
وَدَعْ كلَّ انْتِماءٍ أنتَ عنهُ غنيٌ، إذ بإسلامٍ وُسِمْتَ
أيَا رِسلانَ قَوم قَدْ أُضِلُّوَا عَنِ الحقِّ المُبينِ وقدْ ضَلَلْتَ
يجيكَ الشَّابُ غِرًّا ليسَ يدرِي مِن القُرآنِ شيئًا، لو فَهِمْتَ
فَتَحمِلُهُم على قَولٍ كبِيرٍ ولا تأهيلَ عندهُمُو ، فَصِرتَ
تُؤَسِّدُهُمْ على الإسلامِ جهلًا وسُمُّكَ في عُقُولِهِمُو دَسَسْتَ
وفي كُلِّ العُلومِ يُجّعْجِعُونَ وَهُمْ مَا حَصَّلُوَا الآدابَ حَتَّى
غِرارٌ ليسَ يدرونَ الأصولا وَسَمْتُ الدِّينِ فِيْهِمْ قَد أمَتَّ
تُجَرِّؤهُم وتَكسُوهُم غُرُورًا وَطَيْشًا، بل بِطَيْشِكَ أنتَ فُقْتَ
فَتَحمِلُهُم على التَّبدِيعِ ظُلمًا لِنَفسِكَ ثُمَّ تَظْلِمُ مَن أضَعْتَ
وتَظلِمُ بعدَ ذلكَ أهلَ عِلمٍ مَنَازِلُهُمْ تُضَاعِفُ ما بَلَغْتَ
أيَا يَا تَابِعَ الرسلانِ قل لي أأهْلٌ لِلعُلومِ تَرَاكَ صِرتَ
عُلومُ الشرعِ يا مَخدوعُ كانت بِحَارًا، أنتَ ما كِدتَ ابتَلَلْتَ
فَزَبْدُ الماءِ لا يُغنِيكَ شيئًا فَلَا واللهِ ما في البَحرِ خُضْتَ
ولكنَّ التَّسَرُّعَ قد عَرَاكَ وَزَيفُ العِلمِ إذْ فيهِ اغتَرَرْتَ
فما غيرُ التَّنطُّعِ فيكَ يَنمو وأصلُ العِلمِ منهُو قَد خَلَوتَ
تقول القولَ في الدينِ اغترارًا بقولٍ قَد سَمِعتَ وما فَقُهتَ
وتُفتي في الأمورِ النازِلاتِ كأنَّك شافعِيُّ العَصرِ صِرتَ
فأين تَوَاضُعُ الطُّلَّابِ قل لي وأين خُشوعُ قَلبٍ قَد شَطَنْتَ
تَسُب بغلٍ اعلاما كِبَارًا وأنتَ بَضعفِ عِلمِكَ ما بَصُرتَ
أيا يا تابعَ الرسلانِ قل لي بأيِّ فَضِيلَةٍ مِنهو خَرَجتَ
فَهَل مَنعَتْك نفسُك عن فَضِيحَة استطعتَ لَهَا سَبِلًا وامتنعتَ
وقُلتَ أُخَيَّ هذا رَغمَ خُلفٍ وَهَلْ خَوفًا مِن اللهِ انكَفَفْتَ
وَهَلْ وجهُ الكريمِ قصدتَ قل لي أمَا واللهِ للحِزبِ انتصَرتَ
وكَيفَ تبيتُ ليلَك يا أُخّيَّ بِجَوفِ الليلِ هل للهِ قُمتَ
وأينَ النورُ في وجهٍ كَسَاهُ لباسُ البَغيِ، إذ في البَغيِ خُضتَ
وهل للهِ أبكيت المَآقِي وهل آلَمْتَ كَفًّا إذ كَتَبْتَ
وهل حاسَبت نَفسَكَ في قُصُورٍ وهل بُمصابِ دينِكَ قد شعُرتَ
يهودٌ قال ربِّي كالحجارَة قلوبُهُمُو، أبِالقُرآنِ لِنْتَ
نصارى قال ربي قد أطاعُوا لِرُهبَانٍ، فَراجِعْ مَن أطَعتَ
فهذا كتابُ ربِّكَ فيهِ عِلمٌ وأصلُ العِلمِ فيهِ إذا فَقُهتَ
وثُمَّ احرِصْ على سُنَنِ الرَّسُولِ فمِنها العلمُ بالقرآنِ يؤتَى
وأصحابُ النبيِّ لهُم علومٌ فَهُم لِنَبِيِّنَا لَزِمُوهُ وقتًا
فُكن لكلامِهِم دومًا مطيعٌ ولَستَ كمِثلِهِم مهما حَرَصتَ
تُسَمي نفسَك السلفيَّ لكن لكُتْبِ السابِقِينَ فهل قَرَأتَ
ومن عِلِم الحديثِ فخُذْ أُصولًا وَدَقِّقْ في الرُّواةِ إذا نَظَرتَ
وخُذ مِن علمِ أصلِ الفقهِ شيئًا لتَضبِطَ ما له عِلمًا طَلَبْتَ
ولا تَرُمِ العُلُومَ لأجل دنيا ولا لِمَجَالِسٍ فيها نُصِبتَ
بل اجعل غاية العِلمِ العبادَة لتعملَ للإله بما عَلِمتَ
فان لم يورِثِ العلمَ الخشوعَ بقلبِكَ للإله؛ فما عَلِمتَ
وإن لم يورث العلم النصيحة لِرَبِّكَ ثم عبدِه ما انتَفَعتَ
وخُذ بنصيحتِي فأنا الشَّفِيقُ عليكَ، إذا رَضِتَا أو سخَطتَ
وقل يا ربِّ فانفعهُ بِنُصحِه وسَدِّهُو، وأهلُ العفوِ أنتَ
وصلِّ على رسولِك يا إلهي وعِترَتِه وصَحبِهِ ما ذُكِرتَ