شبهة: كان عمر بن الخطاب يتداوى بماء الرجال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

قال نعمة الجزائري (ت1112) : (إن عمر بن الخطاب كان مصاباً بداء في دبره لا يهدأ إلا ‌بماء ‌الرجال) [الأنوار النعمانية 1/ 63]

 

وقال: (قول جلال الدين السيوطي وهو من أكابر علمائهم ، في تعاليقه على القاموس ، عند تصحيح لغة الأبنة ، وكانت في جماعة في زمن الجاهلية أحدهم سيدنا عمر ، وقول ابن الأثير ، وهو أيضا من أعاظم فضلائهم . زعمت الروافض أن سيدنا عمر كان مخنثا ، كذبوا لعنهم اللّه ، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال . فانظر إلى اعتذار هذا الفاضل عن إمامه) [شرح الصحيفة السجاديو ص7]

واستخدم هنا حيلة ملعونة، وهي أنه أورد نصوصًا ينقلها بزعمه عن أهل السنة يثبتون هذا الأمر على عمر. وجعله وكأنهم أوردوه للدفاع عنه فأثبتوا عليه التهمة بطريقة أخرى. فانطلت الحيلة على الناس.

والجواب:

أولا: يكفر أن تعرف أن الجزائري هذا مات في 1112هـ والسيوطي 911هـ وابن الأثير 630هـ لتعلم أن النقولات لو كانت صحيحة إليهما، لكانت غير ثابتة عن عمر لأنها متأخرة ولا إسناد لها. وهذا وحده كاف في الإجابة.

ثانيا: لم نجد هذا النقل عن ابن الأثير في أي من كتبه، وكذلك عن السيوطي، بل حتى لم نجد للسيوطي حاشية على القاموس أصلا، مع العلم أن السيوطي رجل مخرف كافر، ليس مسلما حتى يكون من أهل السنة، لو ذكر مثل ذلك، لبيَّنَّاه وذكرناه في مخازيه.

ثالثًا: كيف يكون هذا الكلام صحيحًا وموجودًا في كتب أهل السنة، ولا يعلم به إلا الرافضة؟

رابعًا: وأين هذا الكلام في كتب الرافضة الأوائل الذين كانوا أحرص الناس على التماس أي شيء ليعيبوا به أمير المؤمنين؟

خامسًا: لم يثبت أصلا أن ماء الرجال يشفي داءً من أمراض الدُّبُر، فلم يأت هذا لا في الطب الشعبي، ولا في الطب الحديث، فالمعلومة لا أصل لها.

 

 

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 34 times, 8 visits today)
شبهة: كان عمر بن الخطاب يتداوى بماء الرجال
تمرير للأعلى