بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فقد وجدت الأشاعرة والصوفية والروافض يكثرون من قول ان محمد بن عبد الوهاب أو الوهابية -بحسب تعبيرهم- يكفرون المتبركين بآثار النبي ﷺ، فنظرت في كتب محمد بن عبد الوهاب، فوجدته يستحب التبرك بها، بينما يرى الشرك التبرك بالحجر والشَّجر، وقد أوضح ذلك وادلته في كتبه، إلا أن الكلام هنا عن آثار النبي ﷺ الثابتة عنه
والتأكيد على كونها ثابتة هو مِن عندي، لأني أرى أن كل دجّال في زماننا مَلَخَ شعرة لا أعرف مِن أين، وادعى انها مِن شعر النبي ﷺ، واستجلَب بها الناس إلى معبده ليتبركوا بها، ويدس فيهم سمومه.
أما عن محمد بن عبد الوهاب، فقد قال:
الخامسة والعشرون: وهي قوله: {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا} الآية. ذكر أنه قميص هبط به جبريل على إبراهيم حين ألقي في النار، فلما ولد إسحق جعله عليه، فجعله إسحق على يعقوب، وجعله يعقوب على يوسف، ونسيه إخوته لما ألقوه في الجب فأمرهم أن يذهبوا به فيلقونه على وجه يعقوب ليرتد إليه بصره.
السادسة والعشرون: ما جعله الله من الأسباب الباطنة في بعض مخلوقاته.
السابعة والعشرون: إن التبرك بذلك وإمساكه والتداوي به ليس من الشرك كما كانوا يفعلون بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ذلك حسن مطلوب.
_____
المصدر:
الكتاب: تفسير آيات من القرآن الكريم (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الخامس)
الصفحة: 174
المؤلف: محمد بن عبد الوهاب (المتوفى: 1206هـ)
المحقق: الدكتور محمد بلتاجي
الناشر: جمعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية