بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مما يروجه الشيعة: رواية يقولون إنها في كتب أهل السنَّة تدل على أن الشيعة في الجنَّة.
شيعتك في الجنة
7675 – حدثنا محمد بن موسى، ثنا الحسن بن كثير، ثنا سلمى بن عقبة الحنفي اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، أيما أحب إليك: أنا أم فاطمة؟ قال: «فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين، وأنت معي وشيعتك في الجنة» ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إخوانا على سرر متقابلين} «لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه».
هذه الرواية غير صحيحة، وقد بيَّن علتها الطبراني بنفسه.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار، ولا رواه عن عكرمة إلا سلمى بن عقبة، تفرد به: الحسن بن كثير “». [المعجم الأوسط للطبراني (7/ 343)]
- محمد بن موسى: وهو محمد بن موسى بن أبي موسى النهرتيري، «وذكره الخطيب فقال: كان ثقة فاضلًا جليلًا ذا قدر كبير ومحل عظيم وكان مقربًا». [الروايتين والوجهين – المسائل الفقهية منه (3/ 265)] لكن لم أجد له توثيق في الرواية.
- الحسن بن كثير:
- عكرمة بن عمار: قال الإمام أحمد: «أَحَادِيثُ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، مُضْطَرِبَةٌ ضِعَافٌ لَيْسَتْ بِصِحَاحٍ». [الضعفاء الكبير للعقيلي (3/ 378)] وقال البخاريُّ: صاحبُ مناكير. [“التاريخ الصغير” 2/ 139]
- سلمى بن عقبة: لم أجد له ترجمة.
ثم إن الطبراني بنفسه ليس شيعيَّا، بل هو حنبلي، ولا شك أن أهل السنة لا يفترقون عن لي بن أبي طالب، فلو صحت الرواية لما كانت في من يؤمنون بأن عليًّا جمل مخشوش ، وأنه بعوضة وفوقها رسول الله، وأنه له ولاية تكوينية، وغير ذلك من العقائد البالية.
والله أعلم