بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الشبهة:
|
يستدلون بهذه الرواية على أن عائشة يدخل عليها شباب، ويتهمونها بما لا أرضى بنقله.
الجواب:
الشبهة ساقطة بعدَّة أمور:
الأول:
أم سلمة ما زادت على أن قالت (ما أحب أن يدخل عليَّ) فهل مثل هذا الكلام يقال لامرأة تُتَّهم بالفاحشة، يقال لها فقط (ما أحب أن يدخل عليَّ)؟
ولم تقل هذا حرام، ولم تُنكِر.
الثًّاني: ما معنى الأيفع عند العرب؟
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: «وقد أيْفَعَ ويَفَعَ أي شَبَّ ولم يبلُغ». [العين (2/ 261)]
وقال ابن قتيبة: «فإذا ارتفع ولم يبلغ الحلم: فهو يافعٌ ويفعةٌ». [الجراثيم (1/ 145)]
و«قال الأَصمعيُّ: يُقالُ أَيْفَع الغُلامُ إيفاعًا إذا ارتفع ولم يَبْلُغُ». [غريب الحديث – الخطابي (1/ 440)]
فهل يصح في العقل اتِّهام امرأة بالفحش مع من لم يبلغ؟
فإن قال قائل: إن أم المؤمنين أجابت بأن امرأة أبي حذيفة أرضعت الشاب الذي كانوا يتبنونه بعد بلوغه.
جواب ذلك: حجَّتها هنا جواز دخوله قبل البلوغ.
الثالث:
في رواية أخرى للحديث:
قالت أم سلمة لعائشة: والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام قد استغنى عن الرضاعة
وهذا مما يدل أيضا على صغر سنِّ مَن كان الكلام عنه.
الرابع:
لو كانت كما يزعمون، فأين إنكار أهل البيت عليها، أقاربِ زوجها عليه الصلاة والسلام، أيرضون بتدنيس فراش نبيِّهم ويسكتون؟!
والله المستعان.