بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا تعريف مختصر بأشهر الطوائف المنتسبة للقبلة:
- أهل السنة: هم الذين يتبعون الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، أي القرون الثلاثة الأولى من الإسلام، في العقيدة والعمل. يعتمدون على تفسير القرآن والأحاديث الصحيحة كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويرون أن السلف هم المرجعية الأساسية في فهم الدين. يرفضون التأويل الباطني أو العقلي المتجاوز للنصوص، ويتمسكون بالأصول التي أقرها علماء الأمة في العقيدة والفقه.
- أهل الحديث: هم مجموعة من علماء الإسلام يعتمدون على الأحاديث النبوية في تقرير العقيدة والأحكام الشرعية، ويقدمون النقل (النصوص القرآنية والحديثية) على القياس. ويعتنون برواية الحديث وحفظه وضبط ألفاظه. يرون أن النصوص الشرعية هي المرجع النهائي دون تفريط أو إفراط في تأويلها، وأبرز هؤلاء العلماء: مالك، والشافعي، وأحمد، وأصحاب الكتب الستة.
-
- المرجئة: أصل الإرجاء هو التأخير، والمرجئة هم الذين جعلوا إيمان العبد يصح دون أن يكون عنده عمل بدني، وهم أنواع:
- مرجئة الجهمية: يرون إيمان العبد كامل بمجرد معرفة الله والتصديق به.
- مرجئة الكرامية: يرون أن الإيمان هو النطق باللسان بالشهادتين.
- مرجئة الفقهاء (الحنفية): يرون أن الإيمان في القلب واللسان دون العمل.
- مرجئة السلفية: يرون أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، إلا أن تارك العمل لا يزال مؤمنا.
- أهل الأثر: هم الذين يعتمدون على آثار الصحابة والتابعين في فهم الكتاب والسنة، ويؤكدون على ضرورة التمسك بما نقل عنهم من أقوال وأفعال في قضايا العقيدة والأحكام. وهم أحفاد أهل الحديث، لا فرق بينهم إلا الزمن واعتناء الآخر بكلام الأول.
- الخوارج: هم فرقة بدأ ظهورها أواخر عهد عثمان، وبرزت في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، تميزوا بالخروج على الحاكم المسلم إذا اعتقدوا أن عنده مخالفات، وتكفير المسلمين الذين لم يقعوا بما يؤدي إلى الكفر.
- الشيعة: هم الذين يرون أن الخلافة حصرها الله في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتحديداً في علي بن أبي طالب وذريته. يعتبرون هذه المسألة من أصول الدين الكبرى، ويعتقدون أن الأئمة معصومون من الخطأ. وانبثقت منهم طوائف كثيرة. وعند الجميع مخالفات في العقيدة والفقه.
- الرافضة: هم فرقة من الشيعة الاثني عشرية، يُطلق عليهم هذا الاسم لرفضهم مبايعة زيد بن علي بن الحسين. وهم أكثر شيعة اليوم، من أصولهم بغض وتكفير أكثر الصحابة، وخاصة الخلفاء الراشدون الثلاثة؛ أبو بكر، وعمر، وعثمان، كذلك عائشة وأكثر الصحابة، عُرِفوا بدعاء غير الله، وأكثرهم يعتقد تحريف القرآن، وينفون عن الله كل صفاته، ويقولون إن أسماءه مخلوقة، والقرآن مخلوق.
- الزيدية: هم الذين بايعوا زيد بن علي بن الحسين، وتُعد الزيدية من فرق الشيعة، لا يؤمنون بعصمة الأئمة كالإمامية، ويرون أن الإمامة تكون لمن هو الأفضل من نسل فاطمة، الزيدية يتميزون باعتدالهم مقارنة بالفرق الشيعية الأخرى، فهم يقبلون خلافة أبي بكر وعمر ويرون أنهم أفضل من بقية الصحابة، لكنهم يرون أن علي بن أبي طالب كان الأحق بالخلافة، واعتقادهم بالله فاسد، فهم ينكرون صفاته ويقولون بخلق القرآن.
- الإسماعيلية: هي فرقة من الشيعة انقسمت عن الشيعة الإمامية بعد وفاة الإمام جعفر الصادق. يعتقدون بإمامة إسماعيل بن جعفر، وتفرعت منهم عدة طوائف مثل البهرة والنزارية. لديهم عقائد خاصة تتعلق بالإمامة والتأويل الباطني للنصوص الشرعية.
- الجهمية: هم أتباع جهم بن صفوان، يؤمنون بنفي صفات الله عز وجل وتأويلها بعيداً عن ظاهر النصوص، يقولون إنه في كل مكان، وينكرون رؤية الله يوم القيامة، والإيمان عندهم مجرد التصديق بالقلب دون عمل، وأسماء الله عندهم مخلوقة، والقرآن مخلوق.
- المعتزلة: هم فرقة عقلانية نشأت في القرن الثاني الهجري، يعتمدون على تقديم العقل على النقل في مسائل العقيدة، يعتقدون معتقد الجهمية، إلا أنهم يرون أن أسماء الله غير مخلوقة، كما ينكرون كثيرا مما ورد عن يومالقيامة، كالميزان، والحوض، وينكرون علامات القيامة الكبرى كالدجال، اختلوا أين ربهم، فيقول فريق منهم: في كل مكام، وفريق: ليس في مكان. أشهر رؤوسهم: بِشر المَرِيسي، وابن أبي دؤاد، والقاضي عبد الجبار، والزمخشري.
- الإباضية: هي طائفة من الخوارج أخذت معتقد المعتزلة، نشأت على يد عبد الله بن إباض التميمي. أهم أصولهم أن من مات دون توبة عن معصيته فهو خالد في النار، ولكن في الدنيا نعامله معاملة المسلم، ولهم فقه خاص يُعرف بالفقه الإباضي، وعندهم كتاب يعتبرونه أصح كتب الحديث، وهو مسند الربيع بن حبيب، والظاهر أنه كتاب مُختَرَع.
- الأشعرية: هم طائفة منبثقة عن المعتزلة، خالفوهم في إثبات سبعة أو ثلاث عشرة، أو عشرين صفة لله تعالى، مع أن إثباتهم لهذه الصِّفات لا يتوافق مع طريقة أهل السنَّة، ينتسبون لأبي الحسن الأشعري، ولهم انتشار واسع جدا لقربِهم من السلاطين، يؤمنون أن الله ليس في مكان، وأننا إن أثبتنا له الوحه واليدين ونو ذلك من الصفات فإننا نشبهه بالمخلوقات، ولذلك احتاروا في الآيات والأحاديث الواردة فيها، فمنهم المفوضة، ومنهم المؤلة.
- المفوضة: هم الذين يتبنون منهج “تفويض المعنى” فبما يتعلق بصفات الله عز وجل. يرى المفوضة أن النصوص التي ترد في القرآن أو السنة حول صفات الله، مثل اليد، الوجه، أو الاستواء، إذا أقررنا بها كما جاءت فقد شبهنا الله بالمخلوقات، فعلينا أن ننفي المعنى الظاهر، ثم نفوِّض عِلمَ معنى النَّصِّ إلى الله تعالى. ومن أشهرهم: الجويني بعد توبته من التأويل.
- المؤولة: هم الذين يتبعون منهج “التأويل” في فهم النصوص المتعلقة بصفات الله عز وجل للفرار من التشبيه بزعمهم، فيعطون النصوص الواردة في الصفات معاني لغوية غير المعنى الظَّاهر. فيقولون {استوى} أي: استولى، {يد الله} قوته، وهم الذين يقول عنهم أهل السنَّة “المحرِّفة” لكونهم يتعمدون هذا، وليسوا أخطؤوا الفهم. ومن أشهرهم: ابن فورك.
- وانبثق عن الأشعرية طوائف:
- الأحباش: فرقة ظهرت في القرن العشرين على يد عبد الله الهرري الحبشي، تميزت بعنايتها بالعقيدة الأشعرية والتصوُّف، وأخذوا عن الشيعة حقدهم على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وركزوا على تطبيق ما جاء عند علماء الأشعرية في تكفير أهل السنة، وقالوا بضلال من خالفهم في هذا مِن الأشعرية، فصار بينهم خلاف لهذا. كما أن شيخهم عنده كثير من الفتاوى الشَّاذة كترك الزكاة في النقود، وجواز مشاهدة الأفلام الإباحية.
- الكوثرية: صنف من الأشعرية الغلاة، يجنحون إلى التكفير المسلمين المخالفين لهم إلا أنهم قد لا ينزلون التكفير على الأفراد. أحدثوا فوضى في الوسط العلمي، واشترطوا لصحة الكتب أن يكون لها إسنادًا كإسناد الحديث النبوي، فأبطلوا كتب الإسلام، ثم لم يعملوا بهذا الشرط مع الكتب التي توافق بدعتهم. كما أن إمامهم طعن بعدد وافر من محدثي السلف.
- مفوضة الحنابلة: جماعة من فقهاء المذهب الحنبلي قالوا بمذهب التفويض في النصوص الواردة في صفات الله تعالى، إلا أنهم يختلفون عن مفوِّضة الأشعرية، فمفوضة الأشعرية ينفون المعنى الظاهر للنص ثم يقولون: “لا ندري ماذا أريد به” أما مفوضة الحنابلة لا يقولون بنفي الظاهر.
- الماتريدية: أتباع أبي منصور الماتريدي، يشبهون الأشعرية في تأويل الصفات الإلهية، لكنهم يتميزون ببعض الاختلافات في مسائل القدر والإيمان. يركزون على العقل في تأويل العقيدة، لكنهم أقرب إلى الحنفية في الفقه.
- الصوفية: هم جماعة تركز على الجانب الروحي والزهد في الحياة الدنيا، ويعتمدون على طرق خاصة في العبادة والذكر، كان أوائلهم على خير، ولكنها بيئة خصبة للبدع، فوصلت بهم إلى الضلال، حتى صار التصوُّف علامة على البدع والخرافات.
- السلفية: هم الذين يَدعُون إلى العودة لفهم الدين كما فهمه السلف الصالح، قد يُراد بهذا المصطلح أهل السنّة، وقد يراد بهم مجموعة خاصّة من المتسمين بهذا الاسم.
- منهم مجموعة برزت عام 1400 تقريبا، قد يخالفون أصل دعوتهم بالرجوع إلى السلف فيلتزمون فهمهم الخاص لنصوص الكتاب والسنّة وإن خالف ما عليه العمل عند السَّلف، بل قد يكون الإجماع نقل على ردِّها، كقولهم بطهارة الخمر، ووضع اليدين على الصدر في الصلاة، وحل لمس المصحف لغير المتوضئ، وغيرها، وفي العقيدة عندهم تفويض، يركزون على التمسك بالحديث الصحيح، ولكن قد يتعاملون مع الضعيف كتعاملهم مع المنكر والموضوع، وهذا لا يوافق منهج السلف، كما يركزون على رد البدع، إلا أنهم يهوِّلون أمر البدع العمليَّة، كالمولد، أكصر من البدع العقديَّة كتحريف الصفات.
- الجاميَّة: نسبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي، تركز على السمع والطاعة لولاة الأمر وعدم الخروج عليهم، وهذا حق، إلا أنهم جعلوا هذه المسألة من أعظم المسائل، فجعلون المخالفة فيها أعظم من المخالفة في صفات الله تعالى، وقد يبالغون بها إلى درجة أنهم يطلقون وصف الخارجش على من انتقد أي معصية عامَّة في البلد كانت برضى من الحاكم.
- المداخلة: كالجاميَّة إلا أنَّهم يبدِّعون أي مُنتَقِد للشيخ ربيع المدخلي، ويحاربونه. ثم انقسموا بعد أن اختلف رؤوسهم مع الشيخ ربيع إلى:
- حدَّاديَّة: نسبة إلى محمود الحداد المصري، الذي اختلف مع ربيع فربيع لا يبدِّع علماء الأشعرية كالنووي والعز بن عبد السلام، ومحمود يكفِّرهم. كما يكفر الألباني وابن حزم، ويبدع (وقيل يكفر) ابن تيمية.
- مصعفِقة: ظهروا بعد الانقسام بين محمد بن هادي المدخلي، وربيع بن هادي المدخلي، فأطلق محمد على أنصار ربيع اسم “الصعافِقة” فسماهم الفريق الآخر “مصعفِقَة” وسبب خلافاتهم تبديع عدد من المعاصرين.
- الصعافِقة: هم من بقي مع الشيخ ربيع بعد افتراقه مع الشيخ محمد.
- المدجنة: فرقة من المنتسبين للسلفية، تميزت بشدة دفاعها عن علماء الأشعرية، ويحاربون أهل السنَّة لأجلهم، حتى اضطرت لتبرير تحريف الصفات، والاستغاثة بغير الله دفاعا عن علماء الأشعرية، كما أنها تميَّزت بالبحث عن زلات وأخطاء للسلف، وحتى الصَّحابة، ونسبة أقوال وأفعال بدعية أو كفرية لهم ونشرها بين الناس بغرض التسوية بينهم وبين الأشعرية، ومن أصولهم التنفير عن كتب السَّلف في العقيدة.
- الأثرية الزائفة / العجرودية: هم يشتركون مع المدجنة في نسبة البدع إلى كثير من علماء السلف وأهل السنة الأوائل، كالبخاري، ومسلم، وابن خزيمة، وابن تيمية، وغيرهم، إلا أنهم يختلفون عن المدجنة في التعامل معهم، فهم والمدجنة يساوونهم بالأشعرية، إلا أن المدجنة يعذرون الجميع، والزائفون يكفِّرون الجميع، ولعل هؤلاء لا يوجد مسلم عندهم إلا عدد قليل جدا حيث أنهم يكفرون من لم يوافقهم في التكفير، فمن لم يكفر من كفروه يكفر.
- السرورية: هم جماعة تجمع بين فكر السلفية في العقيدة ومنهج والإخوان المسلمين.
- السلفية الجهادية: يرون أن الجهاد سبيل لتغيير الواقع الرديء في البلاد العربية، ويقولون إنهم يسعون لتحكيم شرع الله تعالى من خلال مجاهدة الحكام المبدلين لشرع الله تعالى، إلا أنهم لا يحكمون شرع الله في صفات الله تعالى، ولا يحاربون من حكَّم غير شرع الله في صفات الله تعالى، وفي مسمى الإيمان.
- الإخوان المسلمون: هم جماعة إسلامية سياسية تأسست في مصر على يد حسن البنا عام 1928، تزعم أنها تهدف إلى إقامة حكم إسلامي شامل على أسس الشريعة، بينما كثير من تصريحاتهم تقول بأنهم يتبنون الديمقراطية، بل هذا الذي فعلوه عمليا في مدة حكمهم في مصر وتركيا، ويتميزون بتنظيمهم الدقيق وانخراطهم في العمل السياسي والدعوي. إلا أنهم يعتبرون من المميعة العقديين، فليس عنهم عناية بالعقيدة، بل يعتبرون مسائل العقيدة تفرِّق ولا تجمع.
(Visited 940 times, 1 visits today)
التعريف المختصر بالفرق والطوائف والجماعات