قوانين معاداة الدين في طاجيكستان 2024

في 19 يونيو 2024 أصدرت الحكومة الطاجيكية مجموعة من القوانين الجديدة المعادية للإسلام في طاجيكستان التي يمثل المسلمون 98% من سكانها ^(مرجع1)

وقع رئيس طاجيكستان مجموعة قوانين جديدة معادية للإسلام أقرها البرلمان تحت ذريعة حماية القيم الأصلية للثقافة الوطنية الطاجيكية.

تنص القوانين ^(مرجع2) على منع الحجاب أو أي لباس إسلامي، وفرض غرامة قدرها 700 دولار للمخالفين
أما إذا كان المخالف ذو منصب حكومي أو ديني فإن الغرامة تتراوح 4800 و5100 دولار
وفي حال سمحت أي شركة او مؤسسة لموظفة عندها بارتداء الحجاب، يفرض على المؤسسة هذه غرامة قدرها 3500 دولار
اللحية أيضًا ممنوعة، وقد وردت تقارير عن قيام الشرطة بحلاقة آلاف اللحى بالقوة خلال الأعوام الماضية ^(مرجع3).

كما يُمنع الأطفال من المشاركة في طقوس عيد الفطر والأضحى

بل إنهم منعوا من هو تحت سن الثامنة عشرة من دخول المساجد للتعلم أو حتى الصلاة، وفي حال ضُبِط يصلي في المسجد فسيعاقب الوالدان ^(مرجع4)

أساسا يمنع التعليم في المساجد بحجة أنه ليس تعليما قانونيا، ويعاقب عليه بالسجن من خمسة إلى 12 عاما ^(مرجع4)

هذه القوانين صارمة لدرجة أنه كما ورد في الشهر الماضي، السلطات منعت النساء اللاتي لا يرتدين الزي الطاجيكي من دخول مستشفى محلي وهددتهن بالغرامات ^(مرجع3)

كما نصت القوانين على منع من كان

سوء هذه القوانين ومعاداتها للدين دفع اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية إلى دعوة الحكومة الأمريكية لفرض عقوبات على طاجيكستان، كما أوصت وزارة الخارجية مرة أخرى بتصنيف طاجيكستان كدولة مثيرة للقلق بسبب انخراطها في انتهاكات منهجية ومستمرة وصارخة للحرية الدينية. ^(مرجع3) هذا ما يطابق المثل المشهور “حالنا صار يصعب على الكافر”

أضف إلى ذلك منع تسمية المواليد باسم محمد أو غيره من الأسماء العربية، وفرض قيود للذهاب للحج للمواطنين الطاجكستانيين ^(مرجع5)

قد يظن من لا يعرف طاجيكستان أن هذه القوانين صدرت في دولة تعبد الشيطان، لكن الحقيقة هي أن الإسلام هو الدين السائد في طاجيكستان، حيث يمثل المسلمون 98% من السكان. معظمهم على المذهب الحنفي بنسبة 95% من السكان بينما يشكل الشيعة الإسماعيلية حوالي 3%.

دخل الإسلام طاجيكستان في القرن الأول الهجري عبر الفتوحات الإسلامية، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من ثقافة البلاد، خاصة في ظل الدولة السامانية.

في العهد السوفييتي، حاول النظام القضاء على الممارسات الإسلامية عبر حملات علمانية صارمة، إلا أن الإسلام بقي ثابتا.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، شهدت البلاد نهضة دينية ملحوظة. إلا أن الحكومة الحالية تحاول قمع الإسلام هناك.

نحن في وقت نعيش كثيرا من التحديات والمشاريع الموجهة ضد الإسلام والمسلمين، إلا أن أكبر خطر يهددنا ليس فقط تلك التحديات الخارجية، بل هو الغفلة التي طالت بعض المسلمين عن دورهم ومسؤوليتهم تجاه دينهم. قال الله تعالى: “وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” [الحشر: 19]، وهي تذكرة لنا بأن نسيان دورنا في الإسلام يوقعنا في غفلة تجعلنا نغفل عن حقيقة ما يحاك ضدنا.

التخاذل والتهاون في الدفاع عن مبادئ ديننا وعن حقوقنا يجعلنا ضعفاء أمام المؤامرات. قال الله سبحانه وتعالى: “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ” [محمد: 38]. فالضعف الذي نعيشه اليوم نابع من هذا التخاذل، ولكن النصر وعد من الله لمن تمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ.

ورغم هذا الضعف والغفلة، يبقى الأمل في ظهور الحق ونماء رايته.

الصحوة تبدأ من الفرد نفسه، من يقظته وحمله المسؤولية، قال الله تعالى: “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” [محمد: 7]. فبمجرد أن نتجاوز غفلتنا ونقف صفًا واحدًا في وجه التحديات، سيكون النصر حليفنا بإذن الله.

علينا أن نرفع هممنا ونستعيد قوتنا بالإيمان واليقين، وأن نعلم أن الله معنا ما دمنا معه. قال النبي ﷺ: “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك” (رواه الترمذي).

(Visited 106 times, 1 visits today)

قوانين معاداة الدين في طاجيكستان 2024

ـــــــــــــ قائمة المراجع ـــــــــــــــ

التسجيل في الجريدة الإلكترونية