صحة حديث أشم شيفك ولا تفجعنا بنفسك

بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

جاءت رواية طيبة المعنى حميدة، نظرت في إسنادها راجيا من ربي أن يكون صحيحًا، فيها خاطب عليٌّ أبا بكر بالخلافة في خروجه إلى معركة ذي القصة لقتال المرتدين خلال الشهر الأول من توليه، كما

روى ابن الأعرابي في المعجم (1618) «عائشة قالت: خرج أبي شاهرًا بسيفه راكبًا على راحلته إلى ذي القصة (*) فجاء عَلِيّ بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته. فقال: إِلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. أقول لك ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: لا أشِمْ سَيْفَكَ ‌وَلا ‌تَفْجَعْنَا ‌بِنَفْسِكَ، فوالله لأن أُصِيبَ فيكَ لا يَكُون للإِسْلام بَعْدَك نِظَامًا أبدًا” فرجع وأمضى الجيش».

[معجم شيوخ ابن الأعرابي (2/ 203 ط العلمية)]

قال المحقق: صحيح الإسناد.

قلت: فيه عبد الوهاب بن موسى، وقد قال الذهبي عنه: «لا يدرى من ذا الحيوان الكذاب». [ميزان الاعتدال (2/ 684)]

لأنه روى حديثا في إحياء آمنة وإسلامها بعد موتها.

ورد عليه ابن حجر قائلًا: «تكلَّم الذهبي في هذا الموضع بالظن، فسكت عن المتَّهم بهذا الحديث، وجزم بجَرْح القوي» ثم نقل عن الدارقطني قوله: «والحمل فيه على أبي غَزِيَّة، والمتَّهم به هو، أو مَنْ حدّث عنه، وعبد الوهاب بن موسى ليسَ به بأس» [لسان الميزان (5/ 308)]

ثم قال: «وأما محمد بن يحيى فليس بمجهول، بل هو معروف، له ترجمة جيّدة في “تاريخ مصر” لأبي سعيد بن يونس. ورماه الدارقطنيّ بالوضع، وهو أبو غَزِيَّة محمد بن يحيى الزهري». [لسان الميزان (5/ 309)]

وأبو غزية هذا هو الراوي عن عبد الوهاب في هذا الخبر. ولم أجد له متابعا.

التسجيل في الجريدة الإلكترونية

عند التسجيل ستصلك مقالات الشيخ الجديدة, كل مقال جديد يكتبه الشيخ سيصلك على الإيميل

(Visited 23 times, 5 visits today)
صحة حديث أشم شيفك ولا تفجعنا بنفسك
تمرير للأعلى