بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
قال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} وقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}
وقال: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} وقال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}
فذكر الله تعالى نوعين من الأئمة؛ أئمة هدى، وأئمة ضلالة. فأي صنف خلافها مبتدع.
قال الأبهري: «فأمّا كراهيته [يعني الإمام مالكًا] للصّلاة خلف أهل البدع؛ فلأنَّهم على غير حقٍّ، فوجب أن لا يكونوا أئمةً يُقْتَدى بهم ويُؤْتمُّ بأفعالهم». [شرح المختصر الكبير للأبهري (4/ 633)]
قال السجزي: «أئمة الحق: هم المتبعون لكتاب ربهم سبحانه والمقتفون سنة نبيهم المتمسكون بآثار سلفهم الذين أمروا بالاقتداء بهم» [رسالته لأهل زبيد: ص٢٠٦]
قال الدشتي: «ولا أئمة للمسلمين غير أصحاب الحديث» [إثبات الحد ص150]
قال السفَّاريني: «ولولا أن هذا الإمام تابع لإمامة الرسول عليه الصلاة والسلام ما استحق أن يكون إماما، ألا أن يكون إمام ضلال، فإن الضلال له أئمة». [شرح العقيدة السفارينية (1/ 84)]
ابن عثيمين: «التسمي بالإمام أهون بكثير من التسمي بشيخ الإسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم، سمى إمام المسجد إمامًا ولو لم يكن معه إلا واحد، لكن ينبغي ألا يتسامح في إطلاق كلمة “إمام” إلا على من كان قدوة وله أتباع كالإِمام أحمد وغيره ممن له أثر في الإِسلام، ووصف الإنسان بما لا يستحقه هضم للأمة، لأن الإِنسان إذا تصور أن هذا إمام لم يبلغ منزلة الإمامة هان الإمام الحق في عينه». [مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (25/ 254)]
حماد الأنصاري: «ومرة أنكر على من قال: إن الحافظ بن حجر (إمام) وقال: إن كلمة (إمام) ليست سهلة لو قلت الحافظ لكان أحسن». [المجموع في ترجمة حماد الأنصاري (2/ 754)]
وقد روي عن غير واحد من السلف: «من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام» روي عن الأوزاعي، والفضيل، وإبراهيم بن ميسرة، وابن عيينة، ومحمد بن مسلم،