نقش خاتم النبي كان (محمد رسول الله) وليس (الله رسول محمد)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
تنتشر جدًّا صورةً تعبّر بزعم أصحابها عن خاتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والكتابةُ فيها (الله سطر، رسول سطر، محمد سطر)، وقد اتخذتها بعض الفئات علمًا ورمزًا. وبالتحقق نجد أنّ هذا نقشٌ منكوس خاطئ، مخالف للآثار الصحيحة، ومع مخالفته للآثار فهو يخالف العقل، إذ أن النّقش المشهور يُقرا (الله رسول محمد) وهذا لا يجوز، ولا يوجد لغة من لغات العالم تكتب من أسفل إلى أعلى، ولو أراد جعل كتابة اسم الله من فوق لكان على الأقل بطريقة لا يمكن معها ولو إيهام القراءة الخاطئة، فمن السهل أن يكنقش مثلًا (الله محمد رسوله) فيكون (محمد رسوله) بدل فيصحُّ معها كتابة (الله سطر، محمد سطر، رسوله سطر) وتُقرأ بشكل سليم، وتعطي معنى سليمًا، أما أن تُنقش منكوسة وسيراء من الناس، وخاصة الكفار، أن يقرأوها من الأسفل إلى أعلى على خلاف الكتابة العربية، فهذا غير معقول.
وبكل الأحوال فالفيصل هو النص الصحيح وليس العقل، وقد روى البخاري برقم (3106) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : (كان نقش خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ ) .
وظاهر الحديث أن الكتابة كانت من أعلى إلى أسفل :
مكتوب في السطر الأعلى : (محمد) ،
وفي الأوسط : (رسول) ،
وفي السطر الثالث : (الله) ،
وليس العكس.
قال ابن حجر:
” وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الشُّيُوخِ: إِنَّ كِتَابَتَهُ كَانَتْ مِنْ أَسْفَلَ إِلَى فَوْقَ، يَعْنِي أَنَّ الْجَلَالَةَ فِي أَعْلَى الْأَسْطُرِ الثَّلَاثَةِ، وَمُحَمَّدٌ فِي أَسْفَلِهَا: فَلَمْ أَرَ التَّصْرِيحَ بِذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ، بَلْ رِوَايَةُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ يُخَالِفُ ظَاهِرُهَا ذَلِكَ، فَإِنَّهُ قَالَ فِيهَا: ( مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَالسَّطْرُ الثَّانِي: رَسُولٌ، والسطر الثَّالِث: الله ) ” انتهى من “فتح الباري” ج10 ص329
مع العلم أن الأوراق الموجودة في بعض المتاحف التركيّة أو غيرها، والتي عليها الخاتم مكتوب فيه (الله، رسول، محمد)، فهي ليست النّسخ الأصليّة، وليست صورة عن نسخة اصلية، وإنما اوراق مرسومة أخذوا نصوصها من كتب الحديث والسيرة وجعلوها على شكل رسائل قديمة لعرضها كنموذج. حتى ان الأختام التي عليها تختلف أبعاد فيها الكتابة والخط من رسالة إلى أخرى، وهدا دليل على تعدد الرسامين.
بينما نجد العملات القديمة في العصر الأموي والعباسي قد كُتب عليها (محمد رسول الله) بطريقة صحيحة من أعلى إلى أسفل، ولا وجود للكتابة المنكوسة. ووجه الدلالة أنهم لو عرفوا أن خاتم النبي ﷺ كان منكوسًا لكانت موافقتهم له أولى، ولم أجد بعد البحث أي عملة عليها ذك النقش منكوسًا، وان تلك الكتابة لو كانت لا تجوز لورد عن أهل العلم استنكارها، ولم يرد.
بعض الأمثلة التي تثبّتُّ من صحتها:
غير ذلك من أمثلة لم اتمكن من التحقق من موثوقية ناشرها:
http://islamiccoins.ancients.info/abbasid/almansur.htm
http://islamiccoins.ancients.info/spain/falus.htm
http://alhosini-money.com/showthread.php?t=404
http://www.coinarchives.com/w/results.php?search=Umayyad&s=0&upcoming=0&results=100
والله أعلم
والحمد لله رب العالمين
___