بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
نشر موقع إسلام ويب فتوى بجواز قول ان الله كتب على نفسه البقاء، وقالوا معنى ذلك: أوجبه على نفسه، وقاسوا هذا على قول ربنا {كتب على نفسه الرحمة}
قلت: هذا الكلام باطل، ولا اعلم فرقة من الفرق تقول به، بل اهل السنة وجميع الفرق المبتدعة وحتى التي نُسِبَت إلى الكفر يقرون بأن الله تعالى لا يجوز عليه الفناء، بينما قول هؤلاء ان الله كتب على نفسه البقاء، وقولهم معناه أن الله تعالى كان يجوز في حقه أن يفنى ويهلك، ثم كتب على نفسه البقاء لكيلا يهلك، وهذا باطل قبيح، ويفضي إلى تصحيح إمكانية أن يهلك الإله كما بقول النصارى بأن إلههم صُلِبَ ومات على الصليب.
أما الرحمة فأمرها مختلف، فإن الله يمكن أن يرحم ويمكن أن لا يرحم، وقد كتب على نفسه الرحمة فسيرحم بها أقوامًا من خلقه {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} لكن لو جاز في حقه الفناء لكان ذلكا عيبا فيه وطعنا في ربوبيته -تعالى-
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}