بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال البخاري: «وقال سعيد بن عامر: ” الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى، وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء». [خلق أفعال العباد للبخاري (ص31)]
احتجاج ابن تيمية وابن أبي حاتم بكلام الضبعي
قال الإمام البخاري: «نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم، وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم». [خلق أفعال العباد للبخاري (ص33)]
قال الدارمي: «وقال: {يد الله فوق أيديهم} [الفتح: 10] . قال هؤلاء: ليس لله يد، وما خلق آدم بيديه، إنما يداه نعمتاه ورزقاه. فادعوا في يدي الله أوحش مما ادعته اليهود {قالت اليهود يد الله مغلولة} [المائدة: 64] ، وقالت الجهمية: يد الله مخلوقة، لأن النعم والأرزاق مخلوقة». [الرد على الجهمية للدارمي – ت البدر (ص201)]
قال ابن خزيمة: «فنحن نؤمن بخبر الله جل وعلا أن خالقنا مستو على عرشه، لا نبدل كلام الله، ولا نقول قولا غير الذي قيل لنا، كما قالت المعطلة الجهمية: إنه استولى على عرشه، لا استوى، فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم، كفعل اليهود كما أمروا أن يقولوا: حطة، فقالوا: حنطة، مخالفين لأمر الله جل وعلا كذلك الجهمية». [التوحيد لابن خزيمة (1/ 233)]
قال ابن خزيمة: «قال الله عز وجل يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله: {ألهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها، أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها، قل ادعوا شركاءكم} [الأعراف: 195] فأعلمنا ربنا جل وعلا أن من لا رجل له، ولا يد، ولا عين، ولا سمع فهو كالأنعام بل هو أضل ، فالمعطلة الجهمية: الذين هم شر من اليهود والنصارى والمجوس: كالأنعام بل أضل؛ فالمعطلة الجهمية عندهم كالأنعام بل هم أضل». [التوحيد لابن خزيمة (1/ 202)]
قال ابن تيمية: «يردون على اليهود قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}، فينكرون الغل، وينكرون اليد، فيكونون أسوأ حالًا من اليهود، لأن الله أثبت الصفة، ونفى العيب، واليهود أثبتت الصفة، وأثبتت العيب، وهؤلاء نفوا الصفة كما نفوا العيب،». [التسعينية (3/ 990)]
قال عبد الغني المقدسي: «فطائفة ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها3، فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار.». [الاقتصاد في الاعتقاد للمقدسي (ص222)]